السبت، 23 نوفمبر 2024 02:49 ص

"الإفتاء" ترد على داعش: نقل أعضاء الأسرى حرام شرعًا

"الإفتاء" ترد على داعش: نقل أعضاء الأسرى حرام شرعًا دار الإفتاء المصرية
السبت، 07 مايو 2016 01:25 م
كتب لؤى على
رد مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية على فتوى تنظيم "داعش"، التى أصدرها مؤخرًا بإباحة نقل أعضاء أسراه، الذين وصفوهم بالمرتدين لزرعها فى جسد من يحتاجها من المسلمين، حتى وإن كان ذلك معناه موت الأسير - حسب وصف الفتوى- وشدد المرصد فى رده على حرمة هذا الفعل وعدم جوازه شرعًا.

وأكد مرصد الفتاوى التكفيرية فى بيان له اليوم: أن الحكم الشرعى فى مسألة أخذ أعضاء الأسير أنها غير جائزة، سواء فى ذلك إذا كان أخذ العضو يعرضه للموت أم لا، أو يسبب له ألمًا أم لا.

واستدل المرصد على ذلك بعدة أمور .. منها: أولًا: أن الاعتداء على أعضاء الإنسان -مسلمًا كان أو غير مسلم- فيه امتهان له، وهو الذى قد كرمه الله تعالى؛ حيث قال: "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِى آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِى الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا"[الإسراء:70]، وأخذ أعضاء الأسرى ينافى تكريم الله تعالى للإنسان ، ثانيًا: أن هذا الفعل يعد من التمثيل؛ والمثلة: تشويه الخلقة، وفيما يتعلق بالدليل الثالث فى حرمة نقل أعضاء الأسرى، أكد المرصد أن فعل هذا بما يؤدى إلى وفاة المفعول به مناف للإحسان المأمور به فى الشريعة، ولو كان فى قتل من يستحق القتل، ولو كان المقتول من بهيمة الأنعام، فكيف إذا كان أسيرًا عند عصابة لا شرعية لها من الخوارج المبتدعة.

وأوضح مرصد الفتاوى التكفيرية أن ما ورد من تخيير ولاة الأمر الشرعيين فى الأسير المأخوذ فى الحرب الشرعية بين المسلمين وغيرهم لم يرد فيه ما يفعله أولئك؛ قال الله تعالى:"فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا"[محمد:4]، يقول ابن قدامة: "وإذا أسر الإمام فهو مخير، إن رأى قتلهم، وإن رأى مَنَّ عليهم وأطلقهم بلا عوض، وإن رأى أطلقهم على مال يأخذه منهم، وإن رأى فادى بهم، وإن رأى استرقهم"، وكتب المذاهب الفقهية تدور حول هذا المعنى .

print