بالصور.. الحياة تسير بشكل طبيعى داخل قرية "سيدة المنيا" وهدوء تام بالشوارع

هدوء تام يخيم على قرية الكرم، التابعة لمركز أبو قرقاص بالمنيا التى شهدت حادثا جنائيا منذ أكثر من 5 أيام بين عائلتين إحداهما مسلمة والأخرى مسيحية بسبب ما تردد عن وجود علاقة عاطفية بين زوجة مسلم وشاب مسيحى، وتطور الحادث سريعًا حتى أسفر عن حرق منازل ومحل للأدوات الكهربائية.

"برلمانى" انتقل إلى القرية حيث وجد الأطفال يملأون الشوارع والناس تجلس أمام منازلها ووحدة أمنية صغيرة متواجدة بالقرب من المنازل المحترقة، الجميع غادر فى الصباح الباكر إلى عمله وتجرى الحياة بصورة طبيعية.

وفى مدخل القرية مثل أى مكان فى مصر الناس على الجانبين تجلس والمحلات مفتوحة ولا حديث عن المشكلة التى حدثت مطلقًا، لكن عندما تجلس وتتحدث إلى أى شخص تجد رواية واحدة أجمع عليها الجميع إنها واقعة شرف لا يجب الحديث عنها، وأن ما حدث هو خلافات عائلية لا علاقة لها بالدين.

وانتقل "برلمانى" إلى الزوجة المطعون فى شرفها، وتدعى نجوى ر. ف، 32 سنة، ربة منزل، ومعها 3 أولاد نورا وعمر ونورهان، وجميعهم فى سن الزهور، المنزل بسيط مبنى بالطوب اللبن يضم بين جنباته الزوجة المتهمة ووالدتها وشقيقها الأصغر وأولادها الثلاثة.. تقول نجوى: "أنا مش هسيب حقى ولازم أرد شرفى أمام الناس كلها بعد ما طعنونى فيه، وتقدمت ببلاغ رقم 3933 إدارى أبو قرقاص إلى قسم الشرطة وطلبت منهم أنهم يعرضونى على أى لجنه طبية علشان أثبت براءتى وأى شىء يثبت براءتى أنا هعمله".

وأضافت نجوى: "كل الكلام اللى طلعوه علىّ ليس له أساس من الصحة، وده طلع بعد ما أنا طلبت الطلاق قبل الواقعة بأيام بسبب سبهم المستمر لىّ وأهانتهم الدائمة لىّ ولأسرتى، لكنهم رفضوا ألا بشرط التنازل عن القايمة لكنى رفضت لأن ده حقى وحق أولادى، وبعدها بدء الكلام ده يطلع على وأكثر من كده بكتير.. يا بيه الاتهام بالشرف والعرض كتير، وأنا لا أريد مالًا أو أى شىء إلا رد شرفى أمام أهالى القرية".
فيما قالت صباح يونس أحمد، والدة الزوجة: "ابنتى كانت بتقف فى محل بقالة خاص بهم لأنه محل تموينى، وأشرف اللى اتهموا علاقته ببنتى كان شريكهم فى محل أجهزة كهربائية".
وأضافت ابنتى متزوجة منذ 12 سنة وسافرت مع زوجها إلى الأردن ثم عادوا إلى القرية من جديد، وتابعت: "تعرضت ابنتى لضرب وإهانة لدرجة أنهم سرقوها فلوس واتهموها إنها كانت تضع المخدر لزوجها علشان تلتقى بعشيقها.. أنا مش هيهدالى بال حتى لو بعت كل ما أملك إلا بعد إثبات شرف بنتى".

"كنت بقول يا أرض أنشقى وأبعليني"، بهذه العبارة عبرت سعاد ثابت، 70 سنة، عن غضبها مما حدث ، وقالت إن نحو 300 شخص تجمهروا وهاجموا منزلها وأحرقوه واعتدوا بالضرب على زوجها، ثم أمسكوا بها وجردوها من جميع ملابسها، على مرأى من الجميع.
وفى نفس السياق، استمعت النيابة لأقوال العجوز التى تقدمت ببلاغ عن تجريدها من ملابسها وقررت فى التحقيقات ما جاء بمحاضر الشرطة أنها تم تجريدها من ملابسها فى الشارع، وأن سبب تأخيرها عن تقديم البلاغ تعبها والحالة النفسية السيئة التى كانت عليها.

فيما قررت نيابة أبو قرقاص برئاسة أحمد نادى، رئيس نيابة أبو قرقاص ومصطفى الزينى وكيل النائب العام حبس 5 من المتهمين المقبوض عليهم 15 يومًا على ذمة التحقيق من بينهم زوج السيدة، التى اتهمت فى عرضها، وهم: "نصير أحمد ورمضان محمود ومجدى محمد ومحمد مجدى ووليد صابر".
كما أمرت النيابة العامة بضبط وإحضار 17 متهمًا آخرين مطلوبين أمام النيابة للتحقيق، كما تستمع النيابة إلى باقى أطراف الواقعة، وكانت التحقيقات كشفت إنكار "نصير" المتهم الأول وزوج السيدة المتهمة فى شرفها ما جاء بتحريات المباحث. كما كشفت تحقيقات النيابة العامة وجود خلافات سابقة بين العائلتين وتحرر عن ذلك محضر سابق للواقعة.
ومن ناحيته، أكد اللواء طارق نصر، محافظ المنيا على عدم قبول أية تجاوزات أو سلوكيات غير مسئولة، مشددًا على أنه سيتم محاسبة المقصرين والمخالفين للقانون.

جاء ذلك خلال اللقاء الذى تم عقده بمكتب المحافظ واستمر حتى الساعات الأولى من فجر اليوم، بحضور الأنبا مكاريوس أسقف المنيا، واللواء رضا طبلية مدير أمن المنيا، ومفتش الأمن العام، ومفتش الأمن الوطنى ورئيس مباحث المديرية.

وتناول اللقاء شرحا مفصلا حول دور الأجهزة الأمنية فى ضبط خمسة أشخاص متورطين فى الحادث الجنائي، وتم عرضهم على النيابة العامة وأن 3 منهم مازالوا قيد الحبس حتى الآن، بالإضافة إلى قيام الأجهزة الأمنية بتنظيم حملات يومية لملاحقة 10 متهمين هاربين لإلقاء القبض عليهم.

وأشار المحافظ إلى أن هناك أيادى خفية تحاول أحداث شقاق بين المسلمين وأشقائهم المسيحيين، وأن هذا لن يحدث إيمانا من المصريين (مسلم ومسيحى) بأنهم كيان واحد.. وتابع: "نحن شعب واحد عشنا آلاف السنين على ضفاف نيل واحد نعبد إله واحد هو الله رب العالمين رب جميع الأنبياء ولن يفرق بيننا فتنه إلى يوم الدين".