كتب جورج إيليا
تحتفل مصر اليوم، بعيد الفلاح، والذى يعُد رمزاً من رموز الشخصية المصرية، لما يتطلب منه توفير الأمن الغذائى، ويُعد الاحتفال بعيده الذى يوافق التاسع من شهر سبتمبر من كل عام، الذى واكب ذكرى صدور قانون الإصلاح الزراعى الذى أصدره الرئيس الراحل جمال عبد الناصر فى 9 سبتمبر عام 1952.
لم يكن الاحتفال بعيد الفلاح إلا ثمرة لسلسلة من الكفاح من أجل حقوقه، فجاءت ثورة يوليو لتعطى الفلاح المصرى بعضا من هذه الحقوق بإصدار قانون للإصلاح الزراعى الذى حدد سقف الملكية الزراعية للإقطاع الذين سخروا الفلاحين لخدمة أراضيهم، وذلك فى محاولة من ثورة يوليو لإعادة الحقوق الضائعة للفلاح المصرى، والتى قام الرئيس جمال عبد الناصر بتوزيع عقود الملكية للأراضى الزراعية التى استقطعت من الإقطاع على الفلاحين الصغار بمعدل 5 أفدنة لكل فلاح.
يواكب عيد الفلاح المصرى ذكرى صدور قانون الإصلاح الزراعى الذى أصدره الرئيس الراحل جمال عبد الناصر فى 9 سبتمبر عام 1952، وذلك تنفيذًا لواحد من المبادئ التى قامت عليها ثورة 23 يوليو وهو مبدأ القضاء على الإقطاع.
وتم اختيار يوم 9 سبتمبر لإصدار قانون الإصلاح الزراعى وللاحتفال بعيد الفلاح لتزامنه مع ذكرى وقوف ابن محافظة الشرقية الزعيم أحمد عرابى فى مواجهة ظلم الخديوى توفيق عام 1881، مطالبًا الخديوى بتنفيذ مطلب أحد الفلاحين المصريين ولكنه رد عليهم بقوله "كل هذه الطلبات لا حق لكم فيها، وأنا ورثت ملك هذه البلاد عن آبائى وأجدادى، وما أنتم إلا عبيد إحساننا"، فرد عليه عرابى بعبارته الشهيرة "لقد خلقنا الله أحرارا، ولم يخلقنا تراثا أو عقارا، فوالله الذى لا إله إلا هو لا نورث ولا نستعبد بعد اليوم"، ولهذا فقد اتخذته محافظة الشرقية عيدا قوميا لها.