كتب لؤى على
قال الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، إن الله كرم الإنسان بنوعيه، الذكر والأنثى، وصانه عن التبذل والمهانة، وأن السنة الشريفة بيّنت أنه لا يحل للرجل المسلم أن يتجرد من ثيابه حتى تظهر عورته، وهى ما بين السرة والركبة من جسده، وأنه لا يحل للأنثى متى بلغت شرعًا، بالحيض أو السن، أن تتجرد من ثيابها إلا أمام زوجها.
وأوضح "علام"، أنه لا يحل لمحارم الأنثى، كالأب والابن والأخ، أن يطلعوا على ما بين سرتها وركبتها، وإنما هذا لزوجها فقط، على ما تدل عليه صراحة هذه الآيات الكريمة، وما رواه أبو داود عن أم المؤمنين عائشة - رضى الله عنها - أن أسماء بنت أبى بكر رضى الله عنه دخلت على رسول الله "صلى الله عليه وسلم" وعليها ثياب رقاق، فأعرض عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: "يَا أَسْمَاءُ، إِنَّ الْمَرْأَةَ إِذَا بَلَغَتِ الْمَحِيضَ لَمْ يَصْلُحْ أَنْ يُرَى مِنْهَا إِلَّا هَذَا"، وأشار إلى وجهه وكفيه.
وأشار مفتى الجمهورية، إلى أن جمهور الفقهاء، أجمع على أن جميع بدن الأنثى لا يحل كشفه ونظر الغير إليه، فيما عدا الوجه والكفين، ووقع الخلاف فى القدمين، هل هما مما لا يحل كشفه أو مما يجوز؟ وذهب الإمام أحمد بن حنبل إلى أن جميع بدن الأنثى لا يحل لها كشفه لغير من ذكروا فى الآية الأخيرة، ذلك حكم الله أنزله فى كتابه وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وسلم، ومن ثم واتّباعًا لأمر الله لا يحل للأنثى أن تتجرد من ثيابها كليًّا أو جزئيًّا، ولا يحل للذكر أن يتجرّد من ثيابه حتى تبدو سوأته - ما بين سرته وركبته - إلا لضرورة كالعلاج بمعرفة طبيب مثلا، أما فى غير ضرورة فلا يحل شىء من هذا، وليس من الضرورات هذا الموديل العارى للأنثى والذكر؛ إذ لا ضرورة فيه.
جاء ذلك ردا على سؤال "ما الحكم الشرعى فى الموديل العارى الذى تستخدمه كليات الفنون الجميلة؟ وهو رسم أو عمل تمثال للشخص العارى سواء كان ذلك الموديل رجلا أو امرأة، متخلّيًا أو متخلّية عن كل ما يستر العورة، أو نصف عارٍ بحجة دراسته للنسب الإنسانية أو الإحساس ببروزاته، وهل يباح اتخاذ هذا الموديل الإنسانى العارى لهذا الغرض أو يحرم؟
وتابع مفتى الجمهورية الدكتور شوقى علام إجابته بالقول: "للرسام أن يلجأ إلى رسم الأزهار والأشجار وغيرها مما أباح الله لعباده، وفيها من الجمال ما لا يقارن به بدن الإنسان عاريًا، بل إن الله قد امتن على آدم وحواء بستر جسديهما حين خلقهما، وحذرهما من الأكل من الشجرة وعاتبهما على مخالفته وأكلهما منها حتى بدت سوءاتهما، ولعل فى لفظ السوأة ما يشعر بقبح النظر إلى ما أوجب الله ستره عن الأنظار؛ لما كان ذلك فإنه لا يحل شرعًا تجريد الأنثى من ثيابها، ولا تجريد الذكر مما يستر ما بين سرته وركبته إلا لضرورة العلاج والتداوى فقط، وإنه لحق على أولياء الأمور - ونحن نبنى بلدنا على الخلق القويم فى نطاق العلم والإيمان - أن نرقى الذوق، ونبرز عظمة خلق الله فيما أباحه الله لا فيما حرمه، وليذكر الجميع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم، مما رواه النسائى وابن حبان فى الصحيح عن أنس أنه قال "إِنَّ الله تَعَالَى سَائِلٌ كُلَّ رَاعٍ عَمَّا اسْتَرْعَاهُ: أَحَفِظَ ذَلِكَ أَمْ ضَيَّعَ؟ حَتَّى يَسْأَلَ الرَّجُلَ عَنْ أَهْلِ بَيْتِه".