كتبت رضوى الشاذلى
فى مصر القديمة، وتحديدًا منذ 4 آلاف سنة قبل الميلاد، بدأ المصريون مشوارهم الطويل والممتد مع الموضة وصناعة الأزياء، قبل أن يسطع فجر العالم، بدأ المصريون القدماء فى تدشين أول دروس الحياكة وفن التطريز وصناعة الملابس، من أقمشة متنوعة بأشكال مختلفة، لتناسب الرجال والنساء، وتكون مناسبة أيضًا لكل المراحل العمرية المختلفة.
قليل من البحث يُطلعك على شكل الموضة فى عصر الفراعنة، وكيف كانت فى هذا الوقت، وما هى أبرز الخامات التى اعتمدوا عليها لصناعة الأزياء المختلفة.
الخامات التى استخدموها لصناعة الأزياء
طبيعة المناخ المصرى دفعت المصريين لصناعة الأزياء بطريقة محددة، إذ كان من الواجب أن تكون خفيفة بعض الشىء، لتناسب درجة الحرارة فى هذا الوقت، وكانت الألياف النباتية والكتان هى الخامات الأكثر استخدامًا لصناعة الأزياء المختلفة، أما القطن فلم يكن يستخدم كثيرًا فى هذا الوقت، خصوصًا أنه لم يكن متوفرًا بنفس قدر الكتان والألياف النباتية، أما الصوف فكان ضمن الخامات المستخدمة، ولكنه كان نادرًا ولا يفضله كثيرون من المصريين.
وكان للحرير كذلك ظهور خاص فى صناعة الملابس قديمًا، ولكنه لم يكن بالوفرة الكافية، إذ تم العثور على كميات صغيرة منه فى شرق البحر المتوسط، فصناعة الملابس منه لم تكن بشكل واسع، لأنه فى الأساس لم يكن متوفرًا بكثرة.
أما جلود الحيوانات فهى الأخرى كان لها دور فى صناعة الأزياء المصرية، وتحديدًا جلود النمور، إذ كانت تُصنع منها ملابس الكهنة والموظفين العاملين لدى الآلهة، وقد تم العثور عليها كثيرًا فى قبر توت عنخ آمون، كما أن هناك كثيرًا من الرسومات على جدران المعابد، توضح أن جلود النمور من أكثر الأزياء التى كان يرتديها الكهنة.
صناعة الأزياء كانت تتم قديمًا باستخدام النول الأفقى، الذى كانت تعتمد عليه النساء فى المنزل، كما أنه كان عملاً للرجال، وكانت تتم صناعة الأزياء المستخدم فيها الكتان، وصنع الملابس من الأقمشة الخشنة للفقراء.
أشهر ما صممه قدماء المصريين
الجوارب، والتنانير، وأغطية الرأس، والسراويل والقفازات، من أكثر الأزياء التى صنعها قدماء المصريين، وكانت تُصنع تحديدًا من قماش الكتان الذى كان أكثر انتشارًا فى مصر القديمة، إذ كان المصريون يرتدون دائمًا - وبسبب الأجواء المعتدلة - قطعة واحدة حول منطقة الوسط، ولكن فيما يخص الأسر المالكة، فكانت الملابس التى تغطى الجسد بالكامل هى الأزياء التى تميز الأغنياء عن الفقراء.
الخياطة واستخدام الإبر، فن لم يغب عن صناعة الأزياء المصرية قديمًا، إذ كانوا دائمًا ما يستخدمونها لتصنيع الأزياء الخاصة بالأطفال والنساء، كما ظهرت كثير من قطع الملابس الداخلية، والتى أثبتت أن مصر القديمة شهدت تقدّمًا كبيرًا فى صناعة الأزياء، ليس فقط الملابس الخارجية بل كذلك الداخلية.
الفساتين، كانت لها وجود فى صناعة أزياء المصريين القدماء، إذ كان يتم تصميمها ببعض الزخارف التى تجعلها مميزة عن باقى الأزياء، فكانت مهمتها تغطية الثدى، وكانت عارية من الأكتاف، أو من الممكن تغطية واحد منهما وترك الآخر، وكان كثير منها مصبوغًا بالألوان الرائعة والجذابة، وظهرت الشالات كذلك فيما بعد، لتضفى أناقة على صناعة الأزياء النسائية.
ومن أغرب الأشياء فى صناعة الأزياء النسائية، هو استخدام المصريين القدماء مادة النشا مع القليل من الدقيق وخلطهم سويًا لصنع الطيات الرائعة فى الأزياء النسائية، إذ كانت هذه التركيبة خاصة جدًا لصناعة الأزياء بطريقة رائعة.