كتب زكى القاضى
لم يكن نعى المخابرات العامة، صباح اليوم الأثنين ، للفنان الراحل محمود عبد العزيز، الذى وافته المنية، مساء أمس الأول عن عمر يناهز 70 عاما، بالشئ المعتاد للكثيرين، فهل هذا نهج الجهاز الوطنى، أم أن دور محمود عبد العزيز فى تجسيد شخصية رأفت الهجان، طاغيا على كل البروتوكولات المتعارف عليها؟.
خلال تصفحك لجريدة الأهرام الرسمية صباح اليوم الأثنين ، وفى صفحة الوفيات، تجد نعيا بخط واضح، جاء فيه" المخابرات العامة تنعى بمزيد من الحزن والآسى الفنان الكبير محمود عبد العزيز، الذى أثرى بفنه العديد من الإبداعات"
وأضاف جهاز المخابرات العامة فى نعيه" جسد الفنان محمود عبد العزيز بصدق بطولات أبناء الوطن، عبر إخلاصه وقدراته العظيمة، داعية بأن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، ولأسرته بخالص العزاء".
ربما يكون تاريخ محمود عبد العزيز، حافلا بعشرات الأعمال الكبيرة، التى قام بها بالعديد من الشخصيات، فهو الشيخ والابن والمهندس والدكتور، وأيضا ضابط المخابرات المصرى، فى فيلم إعدام ميت، إلا أن كل ذلك يقف فى مواجهة دور أوحد لمسلسله الشهير رأفت الهجان، والذى جسد فيه أسطورة بطل مصرى تابع لجهاز المخابرات العامة المصرية، استطاع أن يعمل لصالح بلاده داخل الأراضى الإسرائيلية، لمدة تزيد عن 17 عاما، كان فيه "ليفى كوهين"، و"ديفيد شارلى سمحون"، صاحب شركة السياحة، الذى استطاع التغلغل فى الواقع الإسرائيلى، وأن توثق رسائله المشفرة لجهاز المخابرات، كنزا كبيرا فى كثير من الأحداث، فى وقت كانت فيه وسائل التواصل غير منتشرة بالقدر الحالى، حيث تدور الأحداث فى الفترة ما بين 1955 وإلى 1971، وخرج العمل للنور فى 1987، على يد المؤلف صالح مرسى.
وقد جسد الفنان الراحل محمود عبد العزيز، عبر ذلك العمل بطولة تباهى بها الوطن العربى، ودلت الروايات المختلفة، على وجود الشخصية، وتحدث البطل الحقيقى، رفعت الجمال، عن عمله داخل إسرائيل لمدة 18 عاما، خدم فيها الوطن.
وألهمت القصة أجيالا كاملة، الثقة فى جهاز المخابرات العامة، استطاع فيها أن يكون رأفت الهجان، بمثابة ملحمة وطنية عظيمة، أثرت الشعور الوطنى، وساهمت فى تعزيز الكرامة الوطنية، والتأكيد على ضرورة العمل لصالح الوطن، تحت أى ظرف وفى أى وقت، جعل الجميع يضرب المثل دائما، بعظمة الأعمال الوطنية، والممثلين المصريين القادرين على نقل تلك البطولات للمشاهدين.
يذكر أن مسلسل رأفت الهجان يتكون من ثلاثة أجزاء، من إخراج يحيى العلمى ويدور حول سيرة العميل المصرى رفعت الجمال، الذى تم زرعه داخل المجتمع الإسرائيلى، لصالح المخابرات المصرية، وبدأ العمل على إنتاج أول جزء فى عام 1987.