لا تزال ردود الفعل الغاضبة من قرار الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، القاضى بمنع منح دخول مواطنى 7 دول عربية وإسلامية من بينها العراق للولايات المتحدة الأمرييكة، تتصدر المشهد الإقليمى والدولى، لاسيما بعدما دخلت الإجراءات التى أعلن عنها ترامب، حيز التنفيذ.
فى إطار ذلك، انتفضت لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان العراقى، اليوم الأحد، ضد قرار الحظر الرئاسى الأمريكى، حيث أكد نواب عراقيون أن بغداد ستمارس ضغوطا ضد القيود الجديدة التى فُرضت على سفر العراقيين إلى الولايات المتحدة، مشيرين إلى ضرورة تعزيز البلدين حربهما ضد تنظيم داعش.
وعلى الرغم من أن القرار أثار ردود فعل غاضبة فى العراق - الذى ينتشر فيه أكثر من 5 آلاف جندى أمريكى لمساعدة القوات العراقية والكردية فى حربها ضد مسلحى داعش - إلا أن الحكومة العراقية رفضت حتى الآن التعليق على قرار ترامب. وقال عدد من النواب فى البرلمان العراقى، إنه على العراق الرد بالمثل على تلك الإجراءات ضد الولايات المتحدة.
فى سياق متصل، أوضحت لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان العراقى، فى بيان لها، أن "العراق فى خط المواجهة الأول فى الحرب ضد الإرهاب.. وليس من الإنصاف أن يعامل العراقيون بهذه الطريقة"، مطالبة الحكومة العراقية للقيام بالمثل تجاه القرار الذى اتخذته الإدارة الأمريكية.
ونقلت وكالة "روتيرز" عن برلمانيين - طلبا عدم ذكر اسميهما - قولهما إن بغداد تعتزم الضغط على واشنطن لمراجعة القرار. وفى الوقت ذاته حث الحشد الشعبى - الذى يتكون فى الأساس من فصائل شيعية مسلحة سلحتها ودربتها إيران لقتال داعش - رئيس الوزراء حيدر العبادى على طرد الأمريكيين.
واستمرارا لردود الفعل الغاضبة، علق رجل الدين الشيعى العراقى مقتدى الصدر على قرار الرئيس الأمريكى، قائلا: "أخرج رعاياك قبل أن تخرج الجاليات".
وأضاف مقتدى الصدر عبر تغريدة نشرها على موقع التدوينات المصغرة "تويتر"، قائلا: "تدخل إلى العراق وباقى البلدان بكامل الحرية وتمنع دخولهم إلى بلدك، فإن ذلك تعالى واستكبار، فأخرج رعاياك قبل أن تخرج الجاليات".
جدير بالذكر أن الرئيس الأمريكى وقع على قرار تنفيذى، يمنع مواطنى 7 دول من دخول الولايات المتحدة الأمريكية، وينص على أنه اعتبارا من تاريخ توقيعه يمنع لمدة ثلاثة أشهر من دخول الولايات المتحدة رعايا الدول السبع الآتية: (العراق وإيران وليبيا والصومال والسودان وسوريا واليمن)، على أن يستثنى من بين هؤلاء حملة التأشيرات الدبلوماسية والرسمية الذين يعملون لدى مؤسسات دولية.
كذلك فإن القرار التنفيذى يوقف لمدة 120 يوما العمل بالبرنامج الفيدرالى لاستضافة وإعادة توطين اللاجئين الآتين من دول تشهد حروبا، أيا تكن جنسية هؤلاء اللاجئين. وهذا البرنامج الإنسانى الطموح بدأ العمل به فى 1980 ولم يجمد تطبيقه إلا مرة واحدة لمدة 3 أشهر بعد اعتداءات 11 سبتمبر 2001.
فى الوقت ذاته، قال مسئول فى وزارة الخارجية الأمريكية: "هناك حاليا أقل من 500 عراقى فى برنامج تأشيرات الهجرة الخاصة.. (فى المجمل) أكثر من 20 ألف عراقى تلقوا مساعدات متعلقة بالهجرة" فى إطار هذا البرنامج.
وكانت السفارة الأمريكية فى بغداد أكدت توقف منح التأشيرات للعراقيين تنفيذا لقرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، مضيفة أن هذه البلدان، التى تم تحديدها من قبل الكونجرس أو وزير الأمن الوطنى، هى العراق وسوريا والسودان وإيران والصومال وليبيا واليمن، وسيتم الإعلان عن أى تغييرات أخرى تؤثر على المسافرين إلى الولايات المتحدة فى أقرب وقت تتوفر لدينا المعلومات.
وتابعت أنه لن يتم السماح للمسافرين الذين يحملون جنسية أو لديهم جنسيتين من إحدى هذه الدول من دخول الولايات المتحدة لمدة 90 يوما، أو أن تصدر لهم تأشيرات هجرة أو تأشيرات لغير الهجرة، ولن يتم السماح لهؤلاء المواطنين أو من لديهم جنسيتين ولديهم تأشيرات هجرة أو تأشيرات لغير الهجرة نافذة من دخول الولايات المتحدة خلال هذه الفترة بصورة عامة، ولن يكون هناك مواعيد مقابلات تأشيرة لمواطنى هذه الدول خلال هذه الفترة.
وأوضحت السفارة الأمريكية أن السفر لأغراض حكومية رسمية أو يتعلق بعمل رسمى أو بالإنابة عن منظمات دولية معينة ومنظمة حلف شمال الأطلسى (ناتو)، أو من قبل بعض المسئولين لا تخضع لتعليق منح التأشيرات.