حثت الولايات المتحدة القيادات السياسية في لبنان للتحرك بشكل فوري وعاجل لدفع البرلمان اللبناني لانتخاب رئيس جديد للبلاد، وذلك عقب مرور ستة أشهر على شغور المنصب في ظل فشل أعضاء البرلمان في التوافق واستكمال النصاب القانوني اللازم، وسط حديث الليبنانيين عن صراع دولي يقوده أطراف لبنانية بالوكالة في بلادهم التي تعاني أزمات سياسية واقتصادية خانقة.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، ماثيو ميل، إن «الولايات المتحدة تدعو القيادات السياسية في لبنان للتحرك بشكل فوري لانتخاب رئيس لتوحيد البلاد وإقرار الإصلاحات المطلوبة لإنقاذ الاقتصاد اللبناني من أزمته».
وأكد البيان، الذب بثته وزارة الخارجية على موقعها الرسمي، تحت عنوان«الوضع في لبنان» أن على قادة لبنان «عدم وضع مصالحهم وطموحاتهم الشخصية فوق مصالح بلدهم وشعبهم.
ومنذ انتهاء ولاية الرئيس، ميشال عون، نهاية أكتوبر الماضي، فشل البرلمان اللبناني 11 مرة في انتخاب خلف له جراء انقسامات عميقة بين الأطراف السياسية.
ويحتاج المرشّح في الدورة الأولى من التصويت إلى غالبية الثلثين أي 86 صوتًا للفوز، وتصبح الغالبية المطلوبة إذا جرت دورة ثانية 65 صوتًا من أصل 128 إجمالي أعضاء البرلمان، لكن لا يملك أي فريق سياسي أكثرية برلمانية تخوّله فرض مرشحه.
يدفع النظام القائم على منطق التسويات والمحاصصة بين القوى السياسية والطائفية، نحو تعقيد تكليف رئيس حكومة أو تشكيلها، إذ اعتادت لبنان منذ سنوات أن يستغرق الأمر شهو وسنوات ففي العام 2016، وبعد أكثر من عامين من شغور في سدة الرئاسة، انتخب عون رئيسا بعد 46 جلسة في البرلمان بموجب تسوية سياسية بين الأفرقاء.
وبينما يزداد وضع لبنان تعقيدا، يتحدث اللبنانيون عن «صراع دولي» توقده أطراف سياسية بالوكالة داخل بلادهم؛ غذ يرى البعض أن المماطلة في اختيار رئيس تستهدف وضع سلاح حزب الله، والنفوذ الإيراني في الإقليم على طاولة التفاوض،. أن لبنان الذي يرفض التطبيع -حتى الآن- جراء محور الممانعة بصدد «تطبيع قسري» على إثر استغلال الولايات المتحدة للضائقة الاقتصادية به فيما يلقي البعض الآخر باللوم على حزب الله الذي يحول أعضائه دون اختيار رئيس عبر التصويت بورقات بيضاء.
