بعد أن ألقى الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف ورئيس مجلس حكماء المسلمين، خطابًا عالميًا، فى البرلمان الألمانى "البوندستاج"، يصطحبكم موقع "برلمانى" إلى أبرز المعلومات الخاصة بتشكيل البرلمان الألمانى.
أولًا الوظيفة والمهمة:
ينتخب الشعب البوندستاج، وهو المكان الذى تصاغ وتناقش فيه الآراء المختلفة حول المنهاج السياسى الصحيح.
أهم واجبات البوندستاج هى التشريع والرقابة على عمل الحكومة.
يصدر النواب القرارات الخاصة بالميزانية الاتحادية ومهام جيش الدفاع الألمانى فى خارج البلاد.
إحدى المهام الحاسمة الملقاة على عاتق البوندستاج هى انتخاب المستشارة الاتحادية أو المستشار الاتحادى.
التشريع فى ألمانيا مهمة البرلمانات، فالبوندستاج إذن هو أهم هيئة تشريعية فى الاتحاد، وبما أن للولايات فى نظام الدولة الفيدرالى فى ألمانيا حصة أساسية فى سلطة الدولة، فإن البوندسرات (مجلس الولايات الاتحادى) يشارك فى عملية التشريع.
ثانيًا التشريع:
فى البداية يكون مشروع القانون:
تحدد القوانين تعايش الناس مع بعضهم البعض، فهى قواعد عامة وملزمة للشعب بأكمله، لذلك فإنها تُناقش وتُقر فى أهم هيئة تمثل الشعب الألمانى: البوندستاج الألمانى.
ولا تُقدم مشاريع القوانين من نواب البوندستاج فقط، فالحكومة الاتحادية والبوندسرات أيضًا لهما حق تقديم مشاريع القوانين إلى البوندستاج.
تضع الحكومة الاتحادية الكم الأكبر من مشاريع القوانين ومسوداتها، فهى تمتلك أكبر حصيلة من التجارب فى التنفيذ بصفتها هيئة التسيير المركزية، وتعلم مباشرة أين توجد حاجة لسن قواعد قانونية جديدة فى مجال التطبيق العملى.
ثالثاً الرقابة على الحكومة:
بما أن البوندستاج ممثل الشعب المنتخب مباشرة، فإن مهمته الأخرى الهامة، بجانب وظيفته التشريعية هى الرقابة على الحكومة.
يجب أن يتمكن النواب من الحصول على المعلومات الخاصة بعمل الحكومة ومخططاتها، حتى يستطيعوا القيام بوظيفتهم الرقابية، ويوجد فى متناول يدهم عدد من الحقوق والأدوات – مثال على ذلك الاستجواب الصغير والاستجواب الكبير، أو الاستجواب المتعلق بموضوع آنى هام.
لكن البوندستاج يشكل أيضًا هيئات، تشمل واجباتها مراقبة الحكومة، هذه الهيئات هى من ناحية اللجان الدائمة، ومهمتها الأولى المشاركة فى تشريع القوانين، لكن من ناحية أخرى هناك أيضًا هيئات خاصة، مثال على ذلك لجان تقصى الحقائق، التى يتم تعيينها فقط تقريبًا بهدف الرقابة على الحكومة.
رابعًا النواب:
يصل عدد أعضاء البوندستاغ الألمانى فى الدورة التشريعية الثامنة عشرة إلى 630 عضواً، ويشكل الاتحاد المكون من الحزبين الديمقراطى المسيحى والاجتماعى المسيحى أكبر كتلة برلمانية، وتشغل 310 مقعدًا، أما الحزب الاشتراكى الديمقراطى فقد حاز 193 مقعدًا، وحصل حزب اليسار على 64 مقعدًا، وتحالف 90/الخضر على 63 مقعدًا.
خامسا ًالتعويض:
لا يحصل النواب على أجر كما لو كانوا عمالًا أو موظفين، وإنما هم يتقلدون منصبًا عامًا، العمل فى هذا المنصب يجب أن يمارسه كل منهم مستقلًا عن وضعه المعيشى الفردى: المبدأ المعمول به هو تكافؤ الفرص فى النفاذ إلى مقاعد البرلمان.
ويجب تجهيز منصب النائب البرلمانى الذى يمارس مهمته فى العادة كعمل أساسى من الناحية المالية بما يجعله متاحًا للجميع: سواء من يمارسون عملًا مرتبطًا بوظيفة، أو أصحاب الأعمال المستقلة أو الحرة. ترتبط كفاءة العمل البرلمانى أكثر فأكثر بوجود نواب من جميع قطاعات المجتمع، يضعون معارفهم الفنية فى متناول العمل العام، فلا يصح أن ينتج عن منصب النائب خسارة مادية جسيمة لمن ينتمون إلى الفئات الميسورة.
يجب أن تكون المكافأة متساوية لجميع النواب، وأن تكرس استقلاليتهم، وتسمح لهم بأسلوب فى الحياة "يتناسب وأهمية المنصب"، هذا ما أقرته المحكمة الدستورية عام 1975 فى حكم ملزم، تم تنفيذه عام 1977 بإصدار قانون النواب.
يسرى مبدئيًا أن كل النواب المنتخبين يجب أن يكونوا قادرين على تنفيذ مهامهم المتنوعة بشكل كفء، فتضاف إلى المكافأة ما يسمى تجهيزات المنصب، التى يجب أن تُغطى بها جميع المصروفات الناتجة عن ممارسة العمل النيابى: بدءًا بمقر المكتب فى الدائرة الانتخابية، ومرورًا بالسكن الفرعى فى برلين، ووصولًا إلى المواد القرطاسية.
الجمعية العامة وتتكون من:
المجلس الرئاسى:
يشكل الرئيس ونوّابه المجلس الرئاسى للبوندستاغ. ويتم انتخاب المجلس لكامل الدورة الانتخابية. وليس فى الإمكان تنحية أعضاء المجلس الرئاسى بقرار من البوندستاغ. ويُنتخب رئيس البوندستاغ ونوابه فى الجلسة التأسيسية، أى فى أول جلسة يعقدها البرلمان الجديد مباشرةً.
مجلس الشيوخ:
تتشكل لجنة الشيوخ من رئيس البوندستاغ ونوابه ونائباته، و23 نائبا آخر. هؤلاء الأعضاء ليسوا بالضرورة أكبر النواب سنا، وإنما من النواب ذوى الخبرة الواسعة.
تدعم لجنة الشيوخ رئيس البرلمان فى أداء مهامه، وتكفل مجرى منسقا وسلسا بقدر الإمكان للأعمال فى البوندستاغ. فإنها تضع خطة طويلة الأمد لمواعيد أسابيع الجلسات، وتتوصل دائما إلى إجماع حول جدول الأعمال.
إضافة إلى ذلك فإن لجنة الشيوخ هى المكان الذى يُناقش ويُحسم فيه ما قد يطرأ من نزاعات. وتعين لجنة الشيوخ لجانا تساعدها على إنجاز مهامها لكثرتها، وتدعمها فنيا.
الوظيفة والمهمة
عدد أعضاء لجنة الشيوخ فى الدورة التشريعية 17 يصل إجمالا إلى 29 عضوا. وهم رئيس البوندستاغ، ونائباته ونوابه الخمسة، ثم 23 نائبا تبعثهم الكتل البرلمانية المختلفة. ويتم توزيع المقاعد هنا أيضا طبقا للقوة العددية لكل كتلة من الكتل البرلمانية.
ويوجد ضمن الأعضاء القائمون بالأعمال فى كل من الكتل البرلمانية. ويلتقى هؤلاء مسبقا للتشاور المفصل حول مجرى المناقشات. وتُدمج الاتفاقات التى تصل إليها هذه المجموعة فى مداولات لجنة الشيوخ.
تجتمع لجنة الشيوخ دوريا فى كل أسبوع من أسابيع الجلسات برئاسة رئيس البوندستاغ. ويشارك مندوب من الحكومة الاتحادية فى الجلسات أيضا.
أمناء الجلسات:
أمناء الجلسة نواب ينتخبهم البوندستاغ فى هذه الوظيفة بناء على اقتراح من كتلهم البرلمانية. يصل عدد الأمناء فى الدورة التشريعية 17 إلى 42 مقرر، يتناوبون هذه الوظيفة فى أيام الجلسات. يشكل اثنان من أمناء الجلسات، بجانب الرئيس، رئاسة الجلسة. ويجلسان على يسار ويمين الرئيس الجالس. وعادة ما ينتمى أحدهما إلى كتلة الحكومة، والآخر إلى كتلة المعارضة.
عدد اللجان:
يُنجز الجزء الأكبر من العمل البرلمانى فى اللجان التى تتشكل بقرار من البوندستاغ لمدة الدورة التشريعية بأكملها.
عين البوندستاغ فى الدورة التشريعية السابعة عشرة 22 لجنة دائمة. وتختلف اللجان الدائمة عن هيئات البوندستاغ الأخرى وكذلك عن لجنة الوساطة ولجان تقصى الحقائق. تتشكل اللجان من نواب ينتمون إلى الكتل البرلمانية المختلفة طبقا لموازين القوى فى البرلمان.
يركز النواب فى اللجان على قطاع جزئى من السياسة. ويتداولون حول جميع القوانين الخاصة بهذا القطاع قبل إقرارها. كما يحاولون مسبقا إيجاد حل وسط يتيح الحصول على الأغلبية داخل اللجنة.
وقد تستعين اللجان بالحكومة والخبراء لتتمكن من تكوين رؤيتها حول موضوعات بعينها.
التصويت بالأسم:
يصدر البوندستاغ القرارات الخاصة بالقوانين والهيئات والإجراءات البرلمانية والمناصب السياسية. وطبقا لدواعى التصويت فإن الممارسة البرلمانية تستخدم أشكالا مختلفة من الاقتراع. يتخذ البوندستاغ قراراته حول القضايا السياسية الخلافية بالتصويت بالاسم. ويسجل محضر الجمعية العامة كيف صوت كل نائبة وكل نائب. وفى الإمكان، منذ فبراير 2007، الاطلاع على نتائج التصويت (قوائم بالأسماء) فى الإنترنت.
يستخدم النواب بطاقات تصويت ذات ألوان مختلفة للتصويت مدون فيها الاسم والكتلة البرلمانية. فالبطاقة الزرقاء تعنى "نعم"، البطاقة الحمراء تعنى "لا"، والبطاقة البيضاء تعنى "الامتناع عن التصويت". يضع النواب بطاقات التصويت فى صندوق الاقتراع. يعلن الرئيس الجالس النتيجة، بعد أن يراجع أمناء الجلسة البطاقات. وتتضمن النتيجة عدد الأصوات الصحيحة والباطلة، ومن ثم عدد الأصوات المعطاة بالموافقة، وعدد الأصوات المعطاة بالرفض وعدد الأصوات الممتنعة، كل مجموعة منها على حدة.
عدد المقاعد:
يطابق توزيع المقاعد فى البوندستاغ حصة الأحزاب من الأصوات المعطاة، فى القانون الخاص بتعديل قانون الأحزاب والنواب الصادر فى 18 مارس 2013، قرر البوندستاغ استبدال النموذج المستخدم فى إحصاء الأصوات الذى وضعه القاضى البريطانى توماس هير، وعالم الرياضيات الألمانى هورست نيماير، بمنهج (سانت لاغ/شيبرز)، وتم تطبيق هذا المنهج فى انتخابات البرلمان الأوروبى وانتخابات البوندستاغ عام 2013 يقضى هذا المنهج بأن تُقسم أعداد الأصوات الثانية للأحزاب بواسطة قاسم مشترك، ثم يتم تحويل خارج القسمة (الناتج) إلى مقاعد، يُحدد القاسم بحيث يتفق عدد المقاعد فى مجموعة مع العدد الإجمالى للمقاعد المعطاة.