يواجه حزب «الخُضر» الأوروبى مأزقا سياسيا صعبا مع اقتراب انتخابات برلمان الاتحاد الأوروبى المقرر إجراؤها فى يونيو المقبل. فهم أمام خيارين استراتيجيين لا ثالث لهما، إما التسوية لإنقاذ الصفقة الخضراء أو التمسك بمثلهم العليا والمخاطرة بتهميش دعواتهم لأجندة أكثر مراعاة للبيئة. هذا الحزب الذى ناضل لفترة طويلة من أجل تجاوز جذوره كحزب متخصص فى حماية البيئة ليصبح قوة سياسية أكثر واقعية فى الاتحاد الأوروبى.
و أشار تقرير لصحيفة «بوليتيكو» الأمريكية، إلى أن حزب الخُضر من الأحزاب التى حققت أفضل نتائجها على الإطلاق فى انتخابات الاتحاد الأوروبى لعام 2019 ليصبح رابع أكبر مجموعة فى البرلمان على خلفية الاحتجاجات بشأن المناخ بقيادة جريتا ثونبرج، الناشطة السويدية فى مجال المناخ. لكن الحزب يواجه الآن ردة فعل عنيفة بعد أن خرج المزارعون إلى الشوارع خلال الأسابيع الماضية للاحتجاج على اللوائح البيئية للاتحاد الأوروبى والمنافسة عبر الحدود والمطالبة أيضا بأجور أفضل.
فى الوقت نفسه، أدى صعود الأحزاب القومية إلى تأجيج النيران، حيث تشهد أحزاب اليمين المتطرف صعودا متزايدا فى العديد من الدول الأوروبية مثل ألمانيا وفرنسا. وألمح التقرير إلى أنه من المتوقع أن يتحول البرلمان بشكل حاد إلى اليمين، حيث من المرجح أن تصبح كتلة اليمين المتطرف هى القوة الثالثة فى البرلمان، وكتلة المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين هى القوة الخامسة. هذا التغيير سيؤثر أيضا على أنماط التحالفات وسيكون له آثار على السياسة البيئية. كما من شأنه أن يجعل حزب الخضر القوة السادسة فى المجلس، ليخسر بذلك بعض صلاحياتهم فى وضع الأجندة لمصلحة صعود الأحزاب الشعبوية المناهضة للاتحاد الأوروبى.
وأشار التقرير إلى أن احتمالات انطلاق موجة خضراء أخرى تبدو ضئيلة، إن لم تكن مستحيلة، خاصة مع احتمال خسارة حزب الخُضر نحو ثلث مقاعده البالغ عددها 72 مقعدا خلال انتخابات الاتحاد الأوروبى المقبلة. كما أن بعض المشرعين الأكثر خبرة، الذين صاغوا السياسات الأوروبية للحزب فى السنوات الأخيرة، سيغادرون البرلمان الأوروبى، مما قد يضعف من قوة أعضائه.