عادت أجواء التوتر العسكري بين القوتين النوويتين، الهند وباكستان بسبب انفجار استهدف سياحا في إقليم كشمير المتنازع عليه بين البلدين، أودى بحياة 26 شخصًا.
وأمهلت الهند جميع المواطنين الباكستانيين المقيمين على أراضيها حتى التاسع والعشرين من أبريل لمغادرتها، وعلقت العمل بمعاهدة رئيسية لتقاسم المياه، وإغلاق المعبر الحدودي البري الرئيسي بين البلدين الجارين، وتخفيضات واسعة في أعداد الدبلوماسيين، بما في ذلك سحب العديد من الدبلوماسيين والملحقين العسكريين والموظفين الهنود من إسلام آباد، وتوجيه إنذارات لنظرائهم الباكستانيين للعودة إلى ديارهم، وردت "إسلام أباد" بالمثل، وأكدت أن أي محاولة هندية لوقف أو تحويل تدفق مياه نهر السند "ستعتبر سببا للحرب"، رغم أنها نفت أن يكون لها أي صلة بالحادث، وقدّمت تعازيها للضحايا.
وأفادت قناة وسائل إعلام هندية، اليوم الجمعة، بأن الجيش الهندى رصد إطلاق نار من أسلحة خفيفة على نقاط حدودية من الجانب الباكستانى.
وقال مصدرعسكرى لقناة "NDTV": "بدأت باكستان مساء أمس بإطلاق النار من أسلحة خفيفة في بعض المناطق على طول خط السيطرة، وقد تم الرد بفعالية على هذا الهجوم".
وأعلنت السلطات الهندية أن مسلحا قتل وأصيب اثنان آخران فى اشتباك مع قوات الأمن اليوم الجمعة، فى مقاطعة "بانديورا" بولاية "جامو وكشمير".
وذكرت قناة "إنديا تي في" الهندية في نسختها الإنجليزية أنه بناء على معلومات استخباراتية بشأن تواجد مسلحين في المنطقة، تم إطلاق عملية تطويق وبحث.. مشيرة إلى أن المسلحين بدأوا في إطلاق النار مما دفع القوات إلى الرد.
وتقول تقارير إعلامية إنه يُعتقد "أن الهند وباكستان تمتلكان في المجمل ما بين 300 و400 رأس نووي (يتقاسمها البلدان بالتساوي تقريبا)، معظمها من القنابل الانشطارية (بقوة نحو 10-20 كيلوطنا)، مع بعض الأسلحة الهيدروجينية.
وتمتلك كل من الهند وباكستان أيضا صورا مختلفة من مكونات الثالوث النووي، وهو اصطلاح يشير إلى طرق إطلاق الأسلحة النووية من الخزينة النووية الإستراتيجية وتتألف من 3 أسلحة رئيسية: قاذفات القنابل الإستراتيجية (الطائرة)، والصواريخ الباليستية البرية، والصواريخ الباليستية التي تُطلق من الغواصات، فماذا لو وقعت حربا نووية بين البلدين؟
في عام 2019، نُشرت ورقة بحثية في (The bulletin of the atomic scientists)، صاغت سيناريو افتراضيًا يُحاكي انزلاق الهند وباكستان إلى صراع نووي شامل في عام 2025، وبالرغم من الطابع النظري، فإن هذا السيناريو يستند إلى محددات واقعية، تُبرز مدى هشاشة الردع النووي في منطقة جنوب آسيا، خصوصًا في ظل التوترات المستمرة بين البلدين.
وتقدر الدراسة أن سلم التصعيد المذكور سيصل بالخسائر البشرية إلى ما بين 50 و125 مليون شخص، قد يموتون خلال الأسبوع الأول، وذلك حسب قوة الأسلحة المستخدمة، مع محو المدن الكبرى في البلدين والتي ستصبح غير صالحة للسكن، وتدمير كامل البنية التحتية تقريبا.
في هذا السياق ستُطلق حرائق المدن المحترقة ما بين 16 و36 مليون طن من الكربون الأسود في الغلاف الجوي، سيرتفع "السخام" إلى طبقة الستراتوسفير، مانعًا ضوء الشمس ومؤديًا إلى انخفاض كبير في درجات الحرارة العالمية، وقد تُسبب هذه الظاهرة برودة عالمية، وتتسبب في تقصير مواسم الزراعة، وانخفاض في هطول الأمطار، مما يؤثر بشدة على الأمن الغذائي العالمي كله، ودخول دول أخرى لا علاقة لها بهذه المعارك في مجاعة طويلة الأمد.