الثلاثاء، 26 نوفمبر 2024 11:47 ص

أم شهيد بمجزرة مدرسة بحر البقر: صوت طائرات الفانتوم ما بيروحش من ودنى

أم شهيد بمجزرة مدرسة بحر البقر: صوت طائرات الفانتوم ما بيروحش من ودنى الغارة الإسرائيلية على مدرسة بحر البقر
الجمعة، 08 أبريل 2016 05:28 م
الشرقية- فتحية الديب
تمر اليوم الذكرى الـ46 على أبشع جرائم الحرب، التى حدثت خلال القرن الماضى، مذبحة “بحر البقر”، عندما قصفت الطائرات الإسرائيلية مدرسة ابتدائية بقرية بحر البقر، مركز الحسينية بالشرقية، ما أدى إلى استشهاد عشرات الأطفال.

فى الساعة التاسعة وعشرين دقيقة، من صباح يوم الأربعاء صبيحة 8 أبريل عام 1970، قصفت طائرات الفانتوم الصهيونية، مدرسة بحر البقر الابتدائية، وتتكون من دور واحد، وتضم‏ ثلاثة‏ فصول، وعدد تلاميذها 130 طفلا، أعمارهم تتراوح من 6 أعوام إلى 12 عاما، ونسفت المدرسة المكونة من 3 فصول بواسطة خمس قنابل وصاروخين.

أسفر القصف عن استشهاد 30 طفلا، وإصابة أكثر من خمسين بجروح وإصابات بالغة، وخلفت عددًا من المعاقين، وبرر الصهاينة فعلتهم بدعوى وجود مخزن للأسلحة بالمدرسة.
تقول الحاجة "نبيلة على محمد حسن" 74 سنة، والدة "ممدوح حسن" 6 سنوات، والذى استشهد فى المجزرة: صوت التدمير بتاع طائرات الفانتوم لن أنساه أبدا ولن يروح من أذنى وكأن الحادث الآن.

وعن ذكرياتها مع الحادث، أضافت "نبيلة" أن زوجها متوفى قبل المذبحة بأربع سنوات، وترك لها 4 أطفال، وأن منزلها يبعد أمتارا عن مدرسة بحر البقر، وفى صباح يوم 8 أبريل 1970 كانت تقوم بإعداد الخبز لأطفالها بالمنزل، وفجأة سمعت صوت غارة قوية، أسفرت عن تهشم نوافذ المنزل من صوت الانفجار، وخرجت مسرعة لكى تبحث عن أطفالها، وعندما شاهدتهم حضنتهم، وحمدت الله أنهم بخير، ولكنها سرعان ما تذكرت أن نجلها ممدوح كان بالمدرسة، فهرعت حافية إليه، فوجدته جثة، وأحد الأهالى يحتضنه وسلمه لها، وأسرعت به على أمل أن به الروح، وفى الطريق حاول أحد الأهالى إيقاف سيارة سائق كان يعمل مع زوجها لكى تركب معه.

وتضيف الحاجة نبيلة أنها أخذت معها أطفالها الثلاثة الأيتام بالعربة، وبعد ما صعدت العربة "ربع نقل" شاهدت على الكرسى أطفالا مصابين وأشلاء المجزرة، والسيارة بها لحم ميت يقول "أه أه"، وينازع ويتألم، فخافت ونزلت من هول المنظر هى وأبناؤها، وأخذت طفلها الشهيد إلى قرية المناجاة مسقط رأس والده ودفنته.

وكان عدد من أهالى الشهداء والمصابين قاموا فى عام 2013 بعد مرور 43 عاما على المذبحة، برفع دعوى قضائية مطالبة إسرائيل بتعويض أسر شهداء ومصابى المجزرة ماديًا ومعنويًا، ولم يحصلوا على شىء حتى الآن، ومن أسماء التلاميذ الشهداء "حسن محمد السيد الشرقاوى" و"محسن سالم عبد الجليل محمد" و"بركات سلامة حماد"، و" إيمان الشبراوى طاهر"، و"فاروق إبراهيم الدسوقى هلال"، و"محمود محمد عطية عبدالله"، و"جبر عبد المجيد فايد نايل"، و"عوض محمد متولى الجوهرى"، و"محمد أحمد محرم"، و"نجاة محمد حسن خليل"، و"صلاح محمد إمام قاسم"، و"أحمد عبدالعال السيد"، و"محمد حسن محمد إمام"، و"زينب السيد إبراهيم عوض"، و"محمد السيد إبراهيم عوض"، و"محمد صبرى محمد الباهى"، و"عادل جودة رياض كراوية"، و"ممدوح حسنى الصادق محمد".


print