كتب هاشم الفخرانى - محمود محيى
ذكرت صحيفة "يسرائيل هايوم" الإسرائيلية، أنه بعد 71 عاما من الحرب العالمية الثانية وصل عدد الإسرائيليين إلى 8.502.900 نسمة، من بينهم حوالى 6.374.400 يهودى.
وأوضحت الصحيفة العبرية، أن هذا الرقم وفقا لمكتب الإحصاء المركزى، فى آخر تحديث له فى شهر مارس الماضى، مشيرة إلى أن عدد "عرب 48" أكثر من 1.76 مليون نسمة، ويشكلون نسبة أكثر من 20%، كما يعيش فى إسرائيل حوالى 200 ألف عامل أجنبى.
وحسب مكتب الإحصاء فقد ازداد عدد سكان إسرائيل بحوالى 13.500 نسمة شهريا، من بينهم أكثر من 10 آلاف يهودى، وتشكل نسبة اليهود فى إسرائيل 74.8% من مجمل السكان.
ويعيش فى إسرائيل اليوم أكثر من 400 ألف شخص غير معرفين من الناحية الدينية، هاجروا إلى إسرائيل بموجب قانون الهجرة، خاصة من الاتحاد السوفييتى السابق وإثيوبيا. جدير بالذكر أن الإحصائيات الإسرائيلية تشمل سكان مدينة القدس الشرقية المحتلة التى يسكن فيها أغلبية فلسطينية وهضبة الجولان السورية المحتلة التى يعيش فيها سوريون تحت الاحتلال.
ومن جانبه، قال د. أحمد فؤاد أنور أستاذ الفكر الصهيونى بجامعة الإسكندرية، إنه فى كثير من الأحيان تكون مثل هذه الإحصائيات التى تنشرها إسرائيل مخادعة حيث يتم إدراج أرقام اليهود النازحين إلى إسرائيل وتجاهل الهجرة العكسية أى الهجرة إلى خارج إسرائيل.
وأضاف "أنور" لـ"برلمانى" أن الأسباب الاقتصادية تعد من أهم الأسباب وراء هجرة اليهود إلى إسرائيل، على سبيل المثال يهود أثيوبيا ويهود روسيا فلا يجد أمامهم ملاذا سوى تل أبيب، وعقب الهجرة يحتفظ المهاجرون بجنسيتهم الأصلية حتى يتثنى لهم الهجرة إلى بلادهم مرة أخرى إذا شعر المهاجر بعدم الارتياح من خلاله الشعور بالوحدة والانعزالية لكون المجتمع الإسرائيلى يقوم على العنصرية.
وأكد أن الأوضاع الأمنية فى إسرائيل كانت مستقرة إلى حد كبير مما دفع إلى زيادة الهجرة إليها، ولكن فى الآونة الأخيرة تم الكشف عن أنفاق مع قطاع غزة، وهناك تصعيد بين إسرائيل وقطاع غزة، ومع حزب الله من جانب آخر، هذه الأوضاع ستؤثر على الإحصائيات القادمة بطبيعة الحال.
وتابع "أنور" أنه لكى يتم الاعتماد على مثل هذه الإحصائيات يجب أن تكون صادرة من جهة محايدة، وإحصائية لا تركز على جانب وتغفل جانبا آخر مثل الهجرة العكسية بل تكون إحصائية شاملة، مشددا على أن إسرائيل تستغل ظاهرة المعادة للسامية ضد اليهود باستغلال الأحداث الإرهابية فى أوروبا، وكثيرا ما تجد صدى فى نفوس اليهود وفى أحيان أخرى يتم تغافله مثل دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو ليهود فرنسا للهجرة لتل أبيب عقب أحداث باريس.
ومن جانب آخر، قالت د. رانيا فوزى الباحثة والمتخصصة فى تحليل الخطاب الإسرائيلى بجامعة القاهرة، إن إسرائيل تسعى فى كل مناسبة وبالأخص ذكرى أحداث النازى "الهولوكوست" إلى تحسين صورتها أمام العالم ومواطنيها، من خلال نشر إحصاءات مغلوطة وبها الكثير من المبالغة والدليل على ذلك أن 15% من المهاجرين لإسرائيل من الاتحاد السوفيتى سابقا فى التسعينيات والذين بلغ عددهم نحو مليون شخص قد هاجروا إلى دول أخرى ومنها كندا.
وأضافت فوزى لـ"برلمانى" أنه دائما ما تستغل آلة الإعلام الصهيونية العالمية هذه الإحصاءات المشكوك فى صحتها للتأكيد على أن دولة الاحتلال هى دولة جاذبة لليهود وتنعم بالاستقرار فيما سجلت نسب الفقر والبطالة نسب مرتفعة فى السنوات الأخيرة.