"بروفايل".. صادق خان ابن سائق الحافلات أول عمدة مسلم لـ"لندن" متفوقا على خصمه اليهودى
صادق خان
الجمعة، 06 مايو 2016 08:11 م
كتب محمد الحكيم
فاز صادق خان، بمنصب عمدة العاصمة البريطانية لندن، بعد ترشحه فى الانتخابات البلدية على قائمة حزب العمال، وتقدم على منافسه من حزب المحافظين زاك جولد سميث، بفارق تسعة أصوات.
ولم يفلح جولد سميث اليهودى فى حملته التى وصفتها بعض الصحف البريطانية بـ"القذرة" بالترويج ضد خان بعد زعمه بأنه ينتمى لـ"المتطرفين المسلمين"، ويُنظر الآن إلى صادق خان بأنه المسلم الأكثر نفوذًا فى بريطانيا بميزانية سيقوم برعايتها تقدر بـ17 مليار جنيه استرلينى، للإنفاق على لندن من أجل الأمن والنقل والتخطيط والبيئة.
وتعهد صادق خان ابن سائق الحافلات، بدعم الأعمال التجارية فى لندن وتغيير قواعد التخطيط للمساعدة على زيادة عدد المنازل بأسعار مناسبة.
صادق خان من ابن سائق حافلات لعمدة عاصمة الضباب
وصادق خان، هو مسلم مهاجر من باكستان، عمل والده سائق للحافلات فى لندن بمجرد وصوله إلى هناك، وتدرج فى الحياة السياسية إلى أن شارك فى انتخابات البلدية التى جرت أمس الخميس، وانتهى فرزها صباح اليوم الجمعة، ليكون أول عمدة مسلم للندن.
وتفوق خان، على منافسه اليهودى مرشح حزب المحافظين، زاك جولد سميث، لينهى رحلته الانتخابية الشاقة ليكون الخليفة لرئيس البلدية من حزب المحافظين، بوريس جونسون، لولاية من 4 سنوات.
ومن أشهر مقولات صادق خان: "فخورٌ بأنى مسلم، وبريطانى من أصل باكستانى، وأنى أب، ومناصر لنادى ليفربول منذ زمن طويل. أنا كل هذا. لكن العظيم فى هذه المدينة هو أنك تستطيع أن تكون لندنيًا من أى معتقد أو بلا معتقد، ونحن لا نتقبل بعضنا بعضًا فحسب، بل نحترم بعضنا بعضًا، ونحتضن بعضنا بعضًا، ونحتفى ببعضنا البعض.. هذه إحدى المزايا العظيمة للندن".
ابن الكادحين ينتصر على اليهودى فى انتخابات أوروبية
ووالدة صادق خان كانت تعمل "خياطة" بالقطعة، فهو الابن الخامس لثمانية أبناء للعائلة التى هاجرت من باكستان إلى بريطانيا، وعاشوا على نفقة هيئة الرعاية الاجتماعية فى منزل يتكون من 3 غرف بحى "توتنج" الشعبى جنوب لندن.
ووالد صادق خان عمل طوال 25 سنة قبل وفاته فى 2003 سائقًا لحافلة عمومية، بينما عملت والدته "سهرون" بالخياطة بالقطعة.
ونشأ صادق خان فقيرًا فى لندن، وشجع ليفربول، وتجاوز كل صعابه ليصبح نائبًا عام 2005 بمجلس العموم البريطانى، بعدما أصبح محاميًا خريج جامعة شمال لندن وحقوقيًا، وأصبح وزيرًا للنقل عام 2008، وتزوج عام 1994 من الباكستانية الأصل سعدية أحمد.
وأنجب من زوجته ابنتين هن أنيسة وعمّارة، البالغتين 17 و15 سنة، هو ملتزم دينياً، وأصبح فى 2009 أول وزير غربى يؤدى مناسك الحج بالمملكة العربية السعودية وهو بمنصبه، لكنه صَوَّت على مشروع زواج المثليين عام 2013 ما أدى إلى إثارة الرأى العام الباكستانى ضده، حتى أفتى إمام مسجد مدينة برادفورد فى مقاطعة "غرب يوركشير" بشمال إنجلترا، بأنه مرتد عن الاسلام.