كتب محمد الحكيم
ولد ورأسه مقلوب رأسًا على عقب، وليس الرأس فقط، بل كل أطرافه تقريبًا حتى إن أمه وافقت على أن يموت حتى لا يعيش معذبا بين باقى البشر ذوى الأطراف السليمة، لكن كلوديو فيرا دى أوليفيرا دافع عن حقه فى الحياة وتمسك بها، ووصل به الحال أنه يكتب قصة حياته الآن، وكيف وصل لعمر الأربعين.
أوليفيرا من مونت سانتو بالبرازيل ولد وهو مصاب بمرض باعوجاج المفاصل وهى حالة نادرة جدًا، حيث تلتوى المفاصل معًا، وجعلت رأسه مقلوبا رأسًا على عقب بصورة ليست معتدلة.
ووفقًا لتقرير منشور على موقع "ديلى ميل" بعدما تعلم أوليفيرا أن يمسك القلم بفمه وكتابة بضعة كلمات استطاع أن يفكر فى كتابة كتاب، وهو حتى يذهب الآن ليلقى مجموعة من الخطابات الملهمة فى الكثير من الأحداث والمؤتمرات الخاصة بالتنمية البشرية.
وتحت عنوان "العالم حولك هو المخطئ" يكتب كتابه الذى أعلن عنه فى متحف الأدب فى ساو باولو جنوب شرق البرازيل، فحينما ولد قال الأطباء لأمه ماريا جوزى فيريا مارتينز، إنه سيشتاق إلى أن يموت بسبب مرضه.
قالت والدته: "الناس بدأت تقول لى إن الطفل سيموت، لأنه يعانى من مشاكل وصعوبات فى التنفس حينما ولد، حتى أن البعض قال لى ألا أرضعه"، لكن على الرغم من ذلك قررت الأم تجاهل الأطباء وقامت بالتركيز على تنمية مهارات ابنها ذي الاحتياجات الخاصة.
أما عنه فقال: "منذ أن ولدت وأنا دائمًا أحب إشغال نفسى بالعمل، ولا أحب الاعتماد بصورة كلية على الآخرين، فأنا الآن يمكننى إجراء الحسابات، والقيام ببحوث واستشارات للعملاء، ولقد تعلمت تشغيل التلفاز، والرد على هاتفى المحمول، وتشغيل الراديو، واستخدام الراديو، والكمبيوتر أيضًا".
استقلاله بنفسه رغم اعاقته صاحبها نجاح تعليمى مبهر فى مجال المحاسبة فى جامعة "فيريا دو سانتا"، والدته قالت: "لم نحاول أبدًا علاجه ودائمًا أردنا أن يقوم بأمور الحياة الطبيعية".