كتب أحمد الجعفرى
ليلة النصف من شعبان، هى ليلة الخامس عشر من الشهر الهجرى شعبان، وهى الليلة التى تسبق يوم 15 شعبان، لها أهمية للمسلمين فى العالم أجمع، إذ ورد ذكرها فى العديد من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ليبيّن فضلها وأهميتها، ويحرص المسلمين على إحيائها بالذكر والصلاة والعبادة والصوم.
شهدت ليلة النصف من شعبان، تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة فى مكة المكرمة، وذلك فى السنة الثانية من الهجرة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد صلى الركعتين الأوليين من الظهر فاتجه فى الركعتين الآخريين إلى المسجد الحرام.
يغفر الله لجميع خلقه ليلة النصف من شعبان، إلا المشركين والمشاحنين، وذلك وفق ما جاء عن معاذ بن جبل فى حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم، قال فيه "يطلع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن".
للدعاء فى هذه الليلة فضل عظيم، فعن عائشة رضى الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتانى جبريل عليه السلام فقال: هذه الليلة ليلة النصف من شعبان، ولله فيها عتقاء من النار، قالت: فسجد ليلًا طويلًا وسمعته يقول فى سجوده: أعوذ بعفوك من عقابك وأعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ بك منك، جل وجهك، لا أحصى ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك قالت: فلما أصبح ذكرتهن له، فقال: يا عائشة تعلمتهن؟ فقلت: نعم فقال: تعلميهن وعلميهن، فإن جبريل عليه السلام علمنيهن وأمرنى أن أرددهن فى السجود.
وقد اشتهر دعاء مأثور فى هذه الليلة وهو "يا ذا المن فلا يمن عليه يا ذا الجلال والإكرام، يا ذا الطول والانعام لا إله إلا أنت ظهر اللاجئين وجار المستجيرين ومأمن الخائفين، ان كنت كتبتنى عندك فى أم الكتاب شقيا فامح عنى اسم الشقاء واثبتنى عندك سعيدا موفقا للخير، وان كنت كتبتنى عندك فى أم الكتاب محروما أو فقترا على فى الرزق فامح حرمانى ويسر رزقى واثبتنى عندك سعيدا موفقا للخير فإنك تقول فى كتابك الذى أنزلت: يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب.