بعد اجتماع لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمجلس النواب، مع وزير الاتصالات ياسر القاضى، وأستعراض وزير الاتصالات خطة عمل الوزارة خلال الفترة المقبلة، واستعراض خطة لتطوير مكاتب البريد على مستوى الجمهورية.
ينشر "برلمانى" بداية تأسيس البريد المصرى الذى تم إنشاؤه عام 1865 هو واحد من أقدم مؤسسات مصر وأعرقها والتى يبلغ عدد العملائها أكثر من 15 مليون عميل، وازداد عدد العملاء العام الماضى عن 2 مليون عميل.
ويعتبر البريد المصرى هيئة اقتصادية اجتماعية تسهم بشكل مباشر فى تحقيق خطط الدولة الرامية إلى تحقيق التنمية بحيث يشعر بعائد هذه التنمية إلى جانب ضمان كفاءة وسرعة تقديم الخدمة، عدد مكاتب البريد المصرى الآن 4150.
عصر الفراعنة
كما يرجع تاريخ البريد فى مصر إلى عصر الفراعنة بأول وثيقة جاء بها ذكر كلمة البريد إلى عهد الأسرة الثانية عشرة(حوالى سنة 2000 ق.م) وهى وصية من أب لولده تكشف أهمية صناعة الكتابة والمستقبل المجيد الذى ينتظر الكاتب فى وظائف الحكومة، كما قام الفراعنة بتنظيم نقل البريد خارجيا وداخليا وكانوا يستخدمون سعاة يسيرون على الأقدام يتبعون ضفتى النيل فى رواحهم وغدوهم فى داخل البلاد، ويسلكون إلى الخارج عبر الطرق التى تسلكها القوافل والجيوش.
البطالمة والرومان
كما استخدم البطالمة والرومان البريد بحيث تم تقسيمه إلى:
البريد السريع لنقل بريد الملك ووزيره وموظفى الدولة وكان يستخدم فى نقله الجياد السريعة،كما يوجد البريد البطئ لنقل البريد بين الموظفين فى داخل البلاد، وقد استمر البريد فى مصر بعد الفتح الرومانى بنفس النظام وإن لم يكن بالنظام الدقيق الذى وضعه البطالمة حتى فتح العرب لمصر.
البريد فى العصر الإسلامى والاستعمار حتى العصر الحديث
واستخدم العرب البريد فى نقل أخبار الدولة ويقال أن معاوية بن أبى سفيان أول من نظم البريد فى الإسلام وكان يستخدم فى نقل البريد السريع طرقًا معينة مقسمة إلى محطات متساوية لتغيير الخيول والتزود بالمؤن.
أما على المستوى العربى والإفريقى كانت مصر ضمن الإدارات السباقة فى الانخراط فى الحركة البريدية العالمية التى بدأت بأوروبا منذ أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن الماضى وهى تعد الدولة الوحيدة عربيا وإفريقيا التى اضطلعت بتنظيم المؤتمر البريدى العالمى فى دورته العاشرة عام 1934.
نشأة البريد فى العصر الحديث
وترجع نشأة البريد فى العصر الحديث لعام 1831 حينما قامت بعض الدول الأجنبية، بناء على ما لها من امتيازات، بإنشاء مكاتب بريد فى مصر قبل أن تنظم مصر بريدها وتجعله مصلحة أميرية، فأنشأت إنجلترا مكتبين أحدهما بالإسكندرية والآخر بالسويس وتم إلغاؤهما سنة 1878
وفى عام 1836 أنشأت فرنسا مكتبين أحدهما بالإسكندرية والآخر ببورسعيد وتم إلغاؤهما عام 1931، أما المكاتب النمساوية واليونانية والإيطالية والروسية فقد أنشئت كلها بالإسكندرية فى سنوات 1838، 1859، 1866، 1867، وقد تم إلغاؤها كلها فى أعوام 1889، 1882، 1884، 1875، على التوالي.
أما مؤسسة البريد المصرية الحديثة فقد بدأت عندما قام إيطالى فى الإسكندرية يدعى "كارلو ميراتى" بإنشاء إدارة بريدية على ذمته لتصدير واستلام الخطابات المتبادلة مع البلدان الأجنبية، وكان يتولى تصدير وتوزيع الرسائل نظير اجر معتدل، كما قام بنقل الرسائل بين القاهرة والإسكندرية من مكتبه الكائن بميدان القناصل الذى يدعى الآن ميدان سانت كاترين، وبعد وفاته عام 1842 خلفه ابن أخته ويدعى "تيتوكينى" الذى شعر بأهمية المشروع وأشرك معه فيه صديقه "موتسى" ونهض بالمشروع حتى وطده على أقوى الأسس وأطلق عليه اسم "البوسطة الأوروبية" (Posta Europea).
وقد احتلت هذه البوسطة مكانه هامة وظلت تباشر نقل وتوزيع مراسلات الحكومة والأفراد، وكان الجمهور عظيم الثقة بالبوسطة الأوروبية، ولما افتتح أول خط حديدى بين الإسكندرية وكفر العيس سنة 1854 أنشأت الشركة مكاتب بريد لها فى القاهرة والعطف ورشيد ثم أنشأت فى سنة 1855 مكتبين فى دمنهور وكفر الزيات وعندما امتد الخط الحديدى إلى كفر الزيات فالقاهرة عن طريق طنطا وبنها وبركة السبع انتهزت شركة البوسطة الأوربية هذه الفرصة واستخدمت خطوط السكة الحديد فى نقل إرساليات البريد بين القاهرة والإسكندرية وبالعكس بموجب عقد لمدة خمس سنوات اعتبارا من يناير 1856 وكان هذا بمثابة امتياز باحتكار نقل البريد فى الوجه البحرى لأنه نص على غرامة لشركة البوسطة الأوروبية توقع على كل من يضبط متلبسا بنقل رسالة لأحد الأفراد.
الخديو إسماعيل
وقد شعر الخديو إسماعيل بأهمية البوسطة الأوربية وقام بشرائها من " موتسى " بعد وفاة شريكه "تيتو كينى " وكان ذلك فى 29 أكتوبر 1864 وقد عرضت الحكومة المصرية على " موتسى " وظيفة مدير عام البريد وفى 2 يناير 1865 نقلت ملكية البوسطة الأوروبية إلى الحكومة المصرية ويعتبر هذا اليوم يوما تاريخيا للبريد المصرى وعيدا للبريد كل عام.
وقد ألحقت مصلحة البريد فى أول أمرها بوزارة الأشغال ثم نقلت تبعيتها بعد ذلك لعدة وزارات وفى ديسمبر 1865 تم إلحاقها بديوان عام المالية.
وفى 28 سبتمبر 1867 وضعت تحت إشراف رئيس مجلس الأحكام وناظر الداخلية والمالية ثم ألحقت فى 19 مايو 1875 بوزارة الحقانية والتجارة وفى 10 ديسمبر 1878 ألحقت بوزارة المالية.
وقد صدرت اللائحة الخاصة بتنظيم أعمال البريد بموافقة وزارة المالية فى 21 ديسمبر 1865 بأن يكون نقل الرسائل وإصدار طوابع البريد احتكارا للحكومة المصرية. وفى مارس 1867 صدر منشور لجميع مكاتب البريد بجعل " كساء العاملين " إجباريا وصار لكل موظف كسوتان إحداهما لعمله اليومى والثانية للحفلات الرسمية والتشريفات ثم أدخلت عليه تعديلات فيما بعد شملت النوع والطراز.
وفى عام 1919 صدر القانون رقم 7 بإنشاء وزارة المواصلات التى تشمل السكك الحديدية والتلغرافات والتليفونات ومصلحة البريد ومصلحة الموانى والطرق والنقل الجوى.
وفى عام 1931 صدر قانون شامل تناول جميع رسوم نقل البريد، وقد تم فى هذا العام نقل مقر إدارة البريد من الإسكندرية إلى القاهرة واستقرت بمبناها الحالى بميدان العتبة.
كانت المكاتب فى أول عهدها تقوم بالإضافة إلى أعمال البريد ببيع طوابع الملح والصودا التى ألغيت سنة 1899 وتذاكر الحجاج وتذاكر السفر والبواخر وسندات الدين وقسائم السندات وورق الدمغة وكذلك اشغال التلغراف والتليفون نظير أجر يدفع لمصلحة التليفونات.
وفى عام 1934 تم عقد المؤتمر العاشر لاتحاد البريد العالمى بالقاهرة وهو يوافق الذكرى رقم 70 لإنشاء مصلحة البريد المصرية، وعلى أثر قيام ثورة يوليو 1952 تم تخصيص ميزانية مستقلة لمصلحة البريد وصار لها الحق فى توجيه فائض إيراداتها فى أعمال تحسين الخدمة البريدية والنهوض بها.
وفى عام 1957 صدر قرار رئيس الجمهورية رقم 710 بإنشاء هيئة البريد المصرية لكى تحل محل مصلحة البريد.
وفى عام 1959 تم إدخال نظام الخدمات الأهلية (مكاتب بريد أهلية - وكالات بريدية).
وفى عام 1961 تم إنشاء أول مدرسة ثانوية للبريد بقرار من رئيس الجمهورية.
وفى عام 1965 تم إنشاء المعهد العالى للشئون البريدية الذى انضم فيما بعد إلى كلية التجارة بجامعة حلوان عام 1975.
وفى عام 1966 صدر قرار رئيس الجمهورية بإنشاء الهيئة العامة للبريد لكى تحل محل هيئة البريد، وفى عام 1970 صدر القانون رقم 16 بنظام البريد المصري، وفى عام 1982 صدر القانون رقم 19 بإنشاء الهيئة القومية للبريد لكى تحل محل الهيئة العامة للبريد وتتبع وزارة المواصلات.