كتب حازم حسين
مفارقة جديدة حملتها تصريحات جديدة لوزير التخطيط، الدكتور أشرف العربى، اليوم السبت، إذ قال الوزير فى إطار استعراضه لأرقام ومؤشرات الاقتصاد المصرى، إن معدل النمو الاقتصادى وصل إلى 4.5%، ما يحمل مؤشرًا إيجابيا على بدء مرحلة من التعافى عقب التراجع الاقتصادى، التى شهدته مصر بعد ثورة يناير 2011 وما تلتها من أحداث، ولكن المفارقة الكبيرة فى تصريحات وأرقام وزير التخطيط تمثلت فى حجم الرقم، الذى أعلنه عن إجمالى الناتج القومى المصرى، والذى وصل – حسب تصريحاته – إلى 1.4 تريليون جنيه، أى حوالى 140 مليار دولار تقريبا وفق مستويات الأسعار الحالية للعملة الأمريكية.
الرقم فى ذاته لا يمثل مفارقة، فهو ككل الأرقام لا يحمل دلالة فى ذاته، ويظل مؤشرًا مصمتًا ومعلقًا فى الفراغ لحين قراءته فى إطار مقارنة واضحة، والمفارقة الكبيرة فى هذا الرقم مع طرحه فى مقارنة، أن الدولة الكبيرة وذات التاريخ العريق والاقتصاد النامى، وعدد السكان الذى تجاوز 90 مليون نسمة، لا يزيد الناتج القومى الإجمالى لها عن 15% من حجم شركة "أبل" الأمريكية وقيمتها السوقية، فوفق آخر التقديرات وعلى ضوء أعمال الشركة وسعر سهمها فى البورصة، وصلت قيمتها السوقية إلى 900 مليار دولار، أى أن إجمالى الناتج القومى المصرى لبلد مساحته مليون كيلو متر مربع وعدد سكانه 90 مليونا تقريبًا، يبلغ 15.5% فقط من حجم شركة واحدة من الشركات العالمية الكبرى، وربما ليست الشركة الأكبر، قياسًا على شركات أخرى من اللاعبين الكبار فى سوق التكنولوجيا أو صناعة السيارات أو غير ذلك من الأنشطة الصناعية والتجارية الكبيرة.
أشرف العربى وزير التخطيط
