لماذا يسافر السيسى إلى الهند والصين؟.. نكشف أهداف الزيارة السياسية والاقتصادية

بدأ الرئيس عبد الفتاح السيسى، اليوم الخميس، زيارة إلى الهند فى مستهل جولة آسيوية تشمل أيضا الصين، فضلاً عن المشاركة فى قمة مجموعة العشرين التى ستُعقد فى الصين بناءً على دعوة الرئيس الصينى.

وتتركز الأهداف الرئيسية لزيارة الرئيس إلى نيودلهى، والتى تمت بناءً على الدعوة الموجهة من الرئيس الهندى، على أولا التباحث مع كبار المسؤولين الهنود، حول سبل تعزيز وتطوير العلاقات التاريخية الوثيقة التى تربط بين البلدين على جميع الأصعدة، فضلاً عن الاستفادة من الخبرة الهندية فى عدد من المجالات، التى حققت بها نيودلهى تقدماً تنموياً ملموساً، وعلى رأسها تطوير المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتحديث قطاع المعلومات وتكنولوجيا الاتصالات وغيرها من المجالات.

ويختتم الرئيس السيسى، زيارته إلى نيودلهى يوم 3 سبتمبر، حيث سيتوجه عقب ذلك إلى مدينة هانجتشو الصينية للمشاركة فى قمة مجموعة العشرين التى ستعقد يومى 4 و5 سبتمبر، وذلك استجابة لدعوة الرئيس الصينى، الذى تتولى بلاده الرئاسة الحالية للمجموعة، حيث قررت الصين توجيه الدعوة لمصر فى ضوء العلاقات الوثيقة التى تربط بين البلدين، فضلاً عن ثقل مصر على الصعيدين الإقليمى والدولى.

ويشارك الرئيس فى مختلف جلسات عمل القمة، حيث يعتزم التركيز على الموضوعات التى تهم الدول النامية بوجه عام، ولاسيما فيما يتعلق بأهمية تعزيز الجهود الدولية لتيسير اندماج الدول النامية فى الاقتصاد العالمى، وإتاحة المجال لاستفادتها مما يوفره من فرص ومزايا بما يساهم فى تحقيق نمو اقتصادى دولى مستدام، بالإضافة إلى التأكيد على ضرورة تقديم المساندة الفعّالة لهذه الدول فى سعيها لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، بما فى ذلك تيسير نقل التكنولوجيا للدول النامية، ودفع حركة الاستثمار الأجنبى إليها، فضلاً عن ضرورة التزام الدول المتقدمة بتعهداتها فى إطار اتفاقية باريس لتغير المناخ، وتمكين الدول النامية من زيادة الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة وما يتضمنه هذا المجال من تكنولوجيا حديثة وصديقة للبيئة.

ويتضمن برنامج مشاركة الرئيس فى قمة مجموعة العشرين إفطار عمل يقيمه الرئيس الصينى شى جين بينج على شرف الرئيس، بالإضافة إلى عقد لقاءات ثنائية مع عدد من القادة والزعماء منهم الرئيس الروسى بوتين، والرئيس الفرنسى هولاند، ورئيس الوزراء اليابانى شينزو آبى، والرئيسة الكورية بارك، والرئيس الأرجنتينى ماكرى، وغيرهم من المسؤولين الدوليين.
تعليق السفير الصينى

وفى تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط، أكد سونج أى قوه، سفير الصين بالقاهرة، أن حضور الرئيس عبدالفتاح السيسى لأول مرة قمة مجموعة العشرين يعد حدثا مهما، وسوف تكون مناسبة جيدة لطرح وتوضيح للمجتمع الدولى ما تقوم به مصر وترويج لبرنامجها الاقتصادى ورؤيتها العالمية بشأن الإدارة الاقتصادية، ما يتيح الفرصة لجذب الاستثمارات الأجنبية فى مصر وتعزيز النهوض الاقتصادى وتحسين الأحوال المعيشية للشعب المصرى.

وقال السفير الصينى، إن هذه الزيارة هى الثالثة التى سيقوم بها الرئيس السيسى لزيارة الصين منذ توليه المنصب كرئيس الجمهورية واللقاء الثانى هذا العام بين رئيسى البلدين عقب زيارة الدولة التاريخية التى قام بها الرئيس الصينى لمصر فى يناير الماضى.

وقال إن الصين، التى يحق لها كدولة رئيسة لمجموعة العشرين هذا العام فى تسمية دولتين لتكونا ضيفى شرف، اختارت مصر كضيف شرف لقمة هانغتشو لمجموعة العشرين، وهذا يعكس خصوصية العلاقات الثنائية التى تعلق الصين أهمية كبيرة عليها، مؤكدًا أن تكثيف الزيارات بين رئيسى البلدين يعطى قوة دافعة لدعم العلاقات الصينية -المصرية ويفتح المجال أمام تطوير علاقات شراكة استراتيجية مستدامة بين الصين ومصر فى المستقبل.

وردا على سؤال حول موضوعات المباحثات المرتقبة بين الرئيسين المصرى والصينى، أوضح "اى قوه" أن الرئيس الصينى شى جين بينج سيلتقى بالرئيس السيسى على هامش القمة، حيث سيتبادلان وجهات النظر بشكل عميق حول تنسيق المواقف بشأن موضوعات القمة وتنفيذ نتائج الزيارات المتبادلة رفيعة المستوى فى السنوات الماضية، على وجه سرعة وسبل تعزيز التعاون العملى واستكشاف مجالات جديدة للتعاون، خاصة كيفية تحقيق التكامل الفعال بين استراتيجية "الحزام الاقتصادى لطريق الحرير وطريق الحرير البرى للقرن الـ21" الصينية ومشروع "تنمية منطقة قناة السويس" المصرى وغيرهما من المشروعات الضخمة التى تتعلق بالعملية الصناعية والبنية التحتية وهذا بالتأكيد يرسّخ أساس علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين ومصر.