كتب سارة علام وهانى محمد
خصص البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، عظة القداس فى عيد الميلاد المجيد للحديث عن مولد المسيح فى مدينة "بيت لحم" بفلسطين، قائلاً إن المسيح ولد باسم "عمانوئيل"، وتعنى أن الله معنا، ولذلك فرحت الملائكة وأنشدت "المجد لله فى الأعالى وبالناس المسرّة".
وأضاف البابا فى عظته: "المسرّة تعنى السرور أو الفرح والابتهاج، وهى كلمة تحمل كل المشاعر الإنسانية، ويكون السؤال، كيف نوجد المسرّة فى حياة الناس؟! وكيف نسعد الآخرين؟ فالإنسان يحيا حياته بحثًا عن السعادة، فكيف تتحقق السعادة للإنسان وكيف نسعد الآخرين وبعضنا بعضا؟ هذا السؤال تجيب عليه قصة الميلاد، واخترت لكم خمسة وسائل نستطيع بها أن نسعد بعضنا البعض".
واستطرد البابا تواضروس فى عظته شارحًا هذه الوسائل: "الوسيلة الأولى بيد السيدة مريم العذراء التى أسعدتنا بنقاوتها وطهارتها، فهى الشفيعة المؤتمنة لدينا فى الكنيسة، ونكرمها جدا لأنها عاشت النقاوة والطهارة، والإنسان حين يعيش نقيًّا يستطيع أن يسعد الآخرين، فلا يمكن للإنسان أن يسعد من حوله وهو يعيش حياة فاسدة، فالعذراء فتاة بسيطة ويتيمة وعندما نذكرها ونصلى نشعر بالسعادة، أما الوسيلة الثانية للسعادة فنتعلمها من قرية بيت لحم التى استضافت المسيح فى ميلاده، فلم يكن له مكان فى المدن الكبرى والعواصم كأورشليم، واستضافته بيت لحم فى مزود صغير للبقر، ونستطيع أن نسعد الآخرين حين نستضيفهم، فالضيافة هى خدمة الغرباء، وكيف يكون قلبك ملجأ لكل إنسان، الوسيلة الثالثة للسعادة نتعلمها من المجوس، فالمجوس أغنياء وحكماء وفلاسفة، وعندما جاءوا قدموا هداياهم للسيد المسيح، وقدموا هدية ذهب تعبر عن أنهم ذهب، وهدية من البان تعبر عن أنه كاهن، وهدية ثالثة تعبر عن أنه سيتألم، وتستطيع أن تسعد الآخرين بالهدية".
وتابع البابا تواضروس عظته بالقول: "نعتبر أن نهر النيل أبونا والأرض هى أمنا، وتمتاز مصر من بين شعوب الأرض إنها تعيش روح العائلة وهو ما نتعلمه فى هذه الليلة من محبة المجوس وزيارتهم وهداياهم، وهو نفس ما فعله الرئيس الذى أسعدنا بزيارته، أما الوسيلة الرابعة للسعادة نتعلمها من الرعاة الذين كانوا فى حالة سهر يحرسون قطعانهم، وتستطيع أن تكون مثلهم وتسعد الآخرين بأمانتك، فكن أمينًا للموت نعطيك إكليل الحياة، والوسيلة الأخيرة فى إسعاد البشر، ونتعلمها من الملائكة الذين ظهروا فى مجموعات وأنشدوا نشيدًا مفرحًا، وقالوا المجد لله فى الأعالى وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة، والصلاة التى تمتلئ بالنية الصادقة تسعد الآخرين، وخاصة الذين يتحملون المسؤولية ويحتاجون إلى الصلاة لتساندهم".
واختتم البابا عظته فى قداس عيد الميلاد المجيد بالقول: "نصلى أن تصل فرحة الميلاد المجيد لكل من يعيش فى غربة وآلم، فاجتهدوا فى البحث عن المتألم والحزين والذى يعانى، ونصلى من أجل بلادنا مصر، وكل شعبها ومسؤوليها، وكل من يعمل فى منصب، كى يعطيه الله المعونة والفرحة، ونصلى من أجل حياتنا المصرية فى كل مجالات العمل، ونصلى من أجل البرلمان الجديد، ونصلى للهرم الرابع لمصر، الرئيس، وللدستور والبرلمان الذى صنعناه بمحبتنا".