الغربية – مصطفى عادل
قضت محكمة جنح طنطا بمحافظة الغربية، برئاسة المستشار سامر ذو الفقار محمد، وعضوية المستشارين ريمون إبراهيم الصغير وعمرو حسام شوقى، وبحضور محمد الحداد وكيل النيابة العامة، وأمانة سر حسام الجمل، بحبس الدكتورة هدى أبو النصر محمد مكاوى أخصائى النساء والتوليد بمستشفى المنشاوى العام فى طنطا، والتابعة لمديرية الصحة بمحافظة الغربية، سنة مع الشغل والنفاذ، وتغريمها 300 جنيه، فى القضية رقم 11709 لسنة 2014 جنح قسم شرطة ثان طنطا، والمقيدة برقم 7376 لسنة 2015 جنح مستأنف ثان طنطا، بعد أن رفضت النزول من سكن الأطباء بالمستشفى لإجراء عملية ولادة لربة منزل دخلت للمستشفى فى ساعة متأخرة، رغم اتصال طبيب النوباتجية بها أكثر من مرة، ما تسبب فى انفجار رحم الأم ووفاة الجنين.
كان محمود عبد الله إبراهيم الكومى، المقيم فى قرية صناديد التابعة لمركز طنطا، زوج المجنى عليها "حنان على منصور"، قد حرّر محضرًا فى قسم ثان طنطا قال فيه، إنه توجه برفقه زوجته لمستشفى المنشاوى العام بطنطا، لإجراء عملية ولادة، واستقبلها الطبيب كريم عبد الرحمن محمد، وطلب منها إجراء تحاليل وأشعة سونار، وتبين منهما أن الجنين فى وضع سليم وبحالة جيدة، وتم حجزها بالمستشفى، وظلت حتى الساعة الخامسة صباحا حتى حضر الطبيب وطلب من زوجها أن يحضر دواء من خارج المستشفى، وظلت منتظرة حتى حضور أطباء النوباتجية الصباحية وأجروا لها الجراحة، إلا أن الجنين قد توفى نتيجة انفجار الرحم، وباشرت النيابة العامة التحقيق، وبسؤال المجنى عليها أيدت ما رواه زوجها، وبسؤال الطبيب كريم عبد الرحمن محمد، طبيب مقيم بالمستشفى فى قسم النساء والتوليد، قرر استقباله المجنى عليها فى النوباتجية وحاول أن يولدها إلا أنه لم يتمكن، وقام باستدعاء أخصائى النساء بالمستشفى "المتهمة"، إلا أنها لم تحضر، فترك الحالة حتى حضور النوباتجية الصباحية والذين أجروا الجراحة للمجنى عليها فور وصولهم، وأضاف فى أقواله أنه غير منوط به إجراء عملية قيصرية إلا فى حضور أخصائى القسم، واستدعت النيابة العامة المتهمة التى قررت أنها كانت متواجدة فى المستشفى بالنوباتجية الليلية فى استراحة الأطباء منذ الساعة الثانية عشرة والنصف صباحًا وحتى الثامنة والنصف من صباح اليوم نفسه، ولم تخطر بحالة المجنى عليها إلا حال تسليمها أعمال النوباتجية.
كما استدعت النيابة العامة الدكتور عبد الخالق فتحى النائب الإدارى بالمستشفى، وقرر عدم تواجد المتهمة بالمستشفى من الساعة 11,30 مساء، رغم أن أعمال النوبتجية تبدأ من الساعة الثامنة والنصف مساءً وتم تحرير مذكرة إثبات حالة بذلك، وأثبت تقرير الطب الشرعى أن المجنى عليها دخلت للمستشفى الساعة الواحدة صباحا فى حالة وضع، وقام الطبيب المقيم بالمستشفى باستقبالها ومتابعة حالتها وإعطائها المحاليل ومحفزات الطلق حتى الساعة السابعة والربع من صباح اليوم نفسه، وعندما وصلت الحالة إلى اتساع كامل لعنق الرحم وأدخلت كشك الولادة، واستدعى الطبيب النوباتجى الأخصائية المتهمة، ظلت الحالى على الوضع نفسه حتى الساعة الثامنة بالمستشفى، وأنه أخبر الطبيب المقيم بعدم حضوره، وأخبره بإعطاء الحالة فرصة لمدة ساعة، كما ثبت تقرير الطب الشرعى أنه حال حضور أطباء النوباتجية الصباحية تم عمل أشعة تليفزيونية للمجنى عليها، وكشفت عن انفجار الرحم، ما استدعى إجراء عملية قيصرية عاجلة لإخراج الجنين المتوفى وإصلاح الرحم المنفجر.
واختتم تقرير الطب الشرعى بأن عدم تواجد الطبيبة المتهمة بالمستشفى عرض الحالة للتشخيص الخاطئ من قبل الطبيب المقيم بالمستشفى، والذى يتضح أنه قليل الخبرة والمعرفة، وأن ما ارتكبته الطبيبة المتهمة يعد إهمالاً طبيبًّا، يتحمله أولا رئيس قسم النساء والتوليد لمسؤوليته عن متابعة أعمال النوباتجية وتواجد الطبيب النوبتجى من عدمه، للاطمئنان على سير العمل، كما تتحمل الطبيبة "المتهمة" للإهمال الطبى لعدم تواجدها بالمستشفى، ما عرض الحالة للتأخر فى تشخيصها وعدم التدخل الجراحى لها فى الوقت المناسب، ما فوت على الجنين فرصة الحياة.