استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسى، صباح اليوم، الخميس، بقصر الاتحادية، على بونجو، رئيس الجمهورية الجابونية، حيث أقيمت مراسم الاستقبال الرسمى لرئيس الجابون، وتم عزف السلامين الوطنيين واستعراض حرس الشرف.
وبدأت المباحثات بجلسة ثنائية بين الرئيسين، أعقبتها جلسة مباحثات موسعة ضمت وفدى البلدين.
وقال السفير علاء يوسف المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس السيسى رحب فى بداية المباحثات بزيارة الرئيس على بونجو إلى القاهرة باعتباره صديقًا عزيزًا لمصر، مثمنًا مواقف الجابون المقدّرة إزاء مصر فى إطار الاتحاد الإفريقى ومساندة الرئيس بونجو لإرادة الشعب المصرى.
كما أشاد الرئيس بما حققته الجابون خلال الأعوام الماضية من تنمية اقتصادية واجتماعية، وكذا بدور الرئيس بونجو فى تحقيق السلام والأمن فى منطقة وسط أفريقيا، مؤكدًا على أن مصر ستواصل العمل مع الجابون للارتقاء بالعلاقات التجارية والاقتصادية وتقديم البرامج التنموية من خلال الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، وعبر الرئيس عن تقديره لمشاركة رئيس الجابون فى منتدى أفريقيا للاستثمار الذى سيعقد يومى 20 و21 فبراير الجارى فى شرم الشيخ.
وأضاف السفير علاء يوسف، أن الرئيس الجابونى أعرب من جانبه عن سعادته بزيارة مصر وتقديره لما لاقاه من حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، مؤكدا على أن علاقات الصداقة القوية التى تجمع بين الشعبين تُشكل أساسًا راسخًا للتعاون القائم.
كما أشاد بدور مصر على الساحتين الإفريقية والدولية، لاسيما فى ضوء عضويتها بمجلس الأمن الدولى ومجلس السلم والأمن الإفريقى، بما يعكس ثقلها بالنسبة للقارة الإفريقية واستعادتها لدورها الريادى والمركزى كأحد أهم دعائم الأمن والاستقرار فى إفريقيا والشرق الأوسط.
وأشار الرئيس على بونجو، إلى تطلع بلاده لتطوير العلاقات الثنائية مع مصر فى كافة المجالات، معربًا عن تقديره بشكل خاص للتعاون القائم فى مجال الرعاية الصحية فى ضوء الدور المهم الذى يقوم به المستشفى المصرى فى العاصمة ليبرفيل لتوفير الرعاية الصحية لمواطنى الجابون.
كما أشار إلى أن مصر تمثل قوة اقتصادية إفريقية كبرى، مثمنًا جهود الرئيس السيسى وما يطرحه من مبادرات لتدعيم العلاقات والشراكات الاقتصادية القائمة بين التكتلات والتجمعات الإفريقية المختلفة.
وأضاف المتحدث الرسمى أن المباحثات تناولت سُبل دفع وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث أكد الرئيس على الأهمية التى توليها مصر لتعزيز علاقاتها بالدول الأفريقية الشقيقة، وفى مقدمتها الجابون، مشيرًا إلى تطلع مصر لتعزيز التعاون الثنائى بين البلدين، لاسيما فى مجالات الزراعة، والرعاية الصحية، والتعليم، والتعدين، فضلا عن مساهمة الشركات المصرية فى جهود تطوير البنية الأساسية بالجابون وما تحتاجه من مرافق ومشروعات.
وأوضح الرئيس على بونجو، أن بلاده تتطلع للاستفادة من الخبرات المصرية فى مختلف المجالات، مشيراً إلى وجود آفاق رحبة لتوسيع أطر التعاون القائمة، لاسيما فى ضوء ما تشهده الجابون من تطوير لبنيتها التحتية وما يتيحه ذلك من فرص كبيرة للشركات المصرية.
وتطرقت المباحثات أيضاً لعدد من الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث اتفق الجانبان على زيادة التنسيق بينهما فى المحافل الإقليمية والدولية. كما تم التباحث حول سُبل مكافحة الإرهاب باِعتباره خطراً مشتركاً يهدد دول القارة الإفريقية.
وفيما يتعلق بالوضع فى ليبيا، عبر الجانبان عن مساندتهما لحكومة الوفاق الوطنى وأكدا ضرورة توفير كل الدعم لها لتمكينها من استعادة استقرار البلاد وبسط السيطرة الأمنية على الأراضى الليبية، مؤكدين على أهمية التصدى بقوة لتدفق المال والسلاح للتنظيمات الإرهابية التى تتواجد فى ليبيا بما يساهم فى حفظ سلامتها الإقليمية ووحدة أراضيها ويصون مؤسساتها الوطنية ومقدرات شعبها.
كما أشاد الجانبان بالتطورات السياسية فى إفريقيا الوسطى، معربين عن تطلعهما لإجراء الانتخابات التشريعية فى البلاد بما يساهم فى إقرار السلام هناك. وبالنسبة لبوروندى، أكد الرئيسان أهمية قرار الاتحاد الإفريقى بإرسال وفد إلى بوروندى لبحث سبل التوصل لحل للأزمة الراهنة.
وعقب انتهاء جلسة المباحثات، شهد الرئيسان مراسم التوقيع على مذكرة تفاهم لإنشاء آلية للمشاورات السياسية بين البلدين، وبروتوكول تنفيذى للتعاون الثقافى والعلمى والفنى للفترة من 2016 إلى 2018، ومذكرة تفاهم فى مجال التعليم والتدريب، وبروتوكول معدل للبروتوكول الخاص بإقامة المستشفى المصرى الجابونى، بالإضافة إلى بروتوكول تعاون فى مجال الصناعات الدوائية.