على مسار التحول إلى قناة خضراء تطبق معايير الاستدامة البيئية ومكافحة تلوث المناخ، بدأت هيئة قناة السويس فى تنفيذ مخططها الهادف إلى الاعتماد على الطاقة الشمسية والرياح، كمصدر لإنتاج الكهرباء، وتشغيل محطات المراقبة على المجرى الملاحى.
وذكرت دراسة لمركز فاروس للدراسات الاستراتيجية الذي أعدها الباحث حسام عيد أنه من سياسات وآليات الهيئة فى هذا الاتجاه؛ إجراء عملية دمج للخلايا الشمسية وتوربينات الرياح، لإنتاج ما يقرب من 10 كيلو وات، تشغيل محطات الإرشاد الـ١٦ بالطاقة المتجددة وتحويل البحرية الخاصة بالهيئة للعمل بالغاز الطبيعي، بجانب تشجيع عملاء القناة على استخدام وقود صديق للبيئة، فضلًا عن دراسة تقديم حوافز للسفن التي تستخدم الغاز الطبيعي المسال وتطبق معايير السلامة البيئية.
ومن المقرر أن يتم تشغيل 16 محطة مراقبة بطول المجرى الملاحى بالطاقة الشمسية والرياح خلال العام الجارى، فى إطار تفعيل مبادرة “قناة خضراء”.
ولفتت الدراسة أنه هناك معايير دولية تلزم هيئة قناة السويس إلى تحويل المجرى الملاحى لقناة خضراء، وعلى رأس تلك المعايير اهتمام المنظمة البحرية الدولية بالشحن الأخضر، واتجاهها نحو تخفيض نسبة انبعاثات الغازات الدفيئة من السفن البحرية، بالتزامن مع عقد المؤتمر الـ27 للتغيرات المناخية فى شرم الشيخ 2022.
ولفتت الدراسة أنه وعلى مسار القناة المتجدد والنظيف الهادف لبلوغ صفر انبعاثات كربونية، خطت المنطقة الاقتصادية لقناة السويس خطوة جديدة من أجل تحقيق نقلة نوعية بتوطين صناعة الهيدروجين الأخضر بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس والمنطقة، بتوقيعها عدد من الاتفاقيات والشراكات في مارس 2022 مع كيانات وطنية وأجنبية رائدة.
وأوضحت الدراسة أن الدولة المصرية، بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، على جذب الكثير من الاستثمارات إلى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، خاصة مشروعات الطاقة النظيفة، وهو ما يتطلب تكثيف الجهود من أجل تعظيم الاستفادة من الموقع الاستراتيجى والحيوى لمحور قناة السويس، سعيًا لأن يصبح مركزًا لوجستيًا واقتصاديًا عالميًا، لاسيما فى مشروعات الهيدروجين الأخضر.
وتستهدف المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، مجال الاقتصاد الأخضر وتطبيقاته الصناعية المختلفة مثل صناعة الهيدروجين الأخضر، الذى يعد أحد أهم مصادر الطاقة النظيفة عالميًّا، التى تجذب المستثمرين العالميين، انطلاقًا من الإمكانات التى تتمتع بها المنطقة الاقتصادية، خاصة موقعها المتميز على ضفتى المجرى الملاحى الأهم فى العالم وهو قناة السويس، الأمر الذى يتيح فرصًا غير مسبوقة لرفع تنافسية القناة وتحويلها إلى مركزٍ عالمى لتموين السفن بالوقود الأخضر، ولاسيما أن المنطقة تلقت عددًا من العروض العالمية لإقامة مشروعات الهيدروجين الأخضر.
واختتمت الدراسة أن كل هذه الجهود من شأنها تحويل مصر إلى ممر لعبور الطاقة النظيفة إلى أوروبا والعالم، ولذلك تعمل الجهات المعنية أيضًا بدأب لتعظيم الاستفادة من الفرص المطروحة في ضوء رئاسة مصر للدورة الـ27 لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير لمؤتمر المناخ COP27، لجذب مزيد من التعاون والاستثمارات لمشروعات التحول الأخضر، لاسيما إنتاج الهيدروجين الأخضر.