تحت رعاية وزاراتي الإنتاج الحربي والبيئة، شارك معهد التخطيط القومى فى المؤتمر الدولي السابع الذى نظمته جمعية المنتدى الاستراتيجي بالتعاون مع اتحاد الجامعات العربية بعنوان: "الاقتصاد الأخضر والتحول الرقمي ومسار التنمية المستدامة" فى إطار الاستعداد للمشاركة في قمة المناخ Cop28 التى بدأت فعالياتها اليوم الخميس بدولة الإمارات العربية مستمرة حتى 12 ديسمبر المقبل.
ومن جانبه، أوضح الدكتور أشرف العربى، رئيس معهد التخطيط القومي، في كلمته أن المؤتمر يعد منصة لشرح وإيضاح المبادئ الأساسية للتحول نحو الاقتصاد الأخضر والتحول الرقمي، والسياسات اللازمة لتحفيز وإسراع ذلك التحول، وطرح الممارسات السليمة لمساعدة الكيانات الناشئة والقائمة بالاقتصاد المصري على تبني استراتيجيات ذلك التحول.
وأكد العربى على أهمية انعقاد مثل هذا المؤتمر الذي يأتي انطلاقًا من كونه يحفز على الحوار وتبادل الخبرات بين مختلف الجهات المعنية بالاقتصاد الأخضر والتحول الرقمي في مصر والوطن العربي، وذلك بهدف تعزيز التكامل والتعاون بين الجهات علي المستويات المحلية والوطنية والإقليمية، وتنشيط البحث العلمي والتطور التقني اللازم لتحقيق الأهداف المرجوة، حيث أن الاقتصاد الأخضر والتحول الرقمي يشكلان ركيزتان أساسيتان في تحقيق التنمية المستدامة، ويمثلان اتجاهين عالميين لا غنى عنهما لتحقيق أهداف التنمية المستدامة التي اعتمدتها الأمم المتحدة في عام 2015.
كما أكد رئيس معهد التخطيط القومى، على أن مصر تسير بخطى واعدة نحو تحقيق اقتصاد أخضر ومستدام، وذلك من خلال تنفيذ العديد من المبادرات والبرامج، منها: استراتيجية مصر 2030 للتنمية المستدامة، والتي تتضمن محورًا خاصًا بالاقتصاد الأخضر، واعتماد تقرير المساهمات المحددة وطنيًا، والذي يهدف إلى خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 45% بحلول عام 2030، علاوة على إصدار قانون بشأن تحفيز إنتاج الكهرباء باستخدام الطاقة المتجددة، والذي يهدف إلى زيادة مساهمة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة إلى 42% بحلول عام 2035.
كما أشار العربي إلى أن هذه المبادرات تستهدف تحقيق عدة أهداف في مقدمتها حماية البيئة ومواجهة تغير المناخ، وتعزيز النمو الاقتصادي وإتاحة فرص عمل لائقة، فضلاً عن تحسين جودة الحياة للمواطنين، لافتًا إلى أن هذا المؤتمر يأتى أيضًا في إطار تعزيز جهود المنتدى الاستراتيجي للتنمية والسلام الاجتماعي الرامية إلى تبادل الخبرات حول القضايا المهمة التي تهم الوطن العربي، من أجل تسريع عملية التنمية.
وأشار الدكتور أشرف العربى، إلى أن الدولة المصرية اتخذت خطوات واعية وإجراءات متتالية لقيادة التحول نحو الاقتصاد الأخضر عن طريق تنفيذ العديد من المشروعات الصديقة للبيئة، وتوظيف التكنولوجيا في مجالات الطاقات المتجددة والنظيفة، وهو ما ساهم في تحويل القطاعات القائمة بالفعل إلى نموذج الاقتصاد الأخضر، إلى جانب تغيير أنماط الاستهلاك غير المستدامة، مضيفًا أن القطاعات الاستراتيجية الرئيسية للاقتصاد الأخضر في مصر تتمثل فى: "النفايات الصلبة، والمياه، والطاقة المتجددة، والزراعة".
وبشأن تسريع وتيرة التحول للأخضر، أشار رئيس المعهد إلى ضرورة وضع السياسات المتكاملة بيئيًا واجتماعيًا واقتصاديًا ودمجها في كافة مراحل عملية التخطيط، إلى جانب ضمان الشفافية والمساءلة وإشراك الجمهور في صياغة تلك السياسات وتنفيذها، مشددًا على ضرورة الإنصاف والشمول والحكم الرشيد عند وضع تلك السياسات، بما يضمن العدالة في توزيع الثروة وتوفير فرص متساوية لمختلف شرائح السكان، وتعزيز العدالة الاجتماعية وحفظ حقوق الأجيال القادمة.
من الجدير بالذكر، أن المؤتمر يركز على 3 موضوعات رئيسية، هى، تحسين الأطر التنظيمية والسياسات من أجل اقتصاد أخضر، وتعزيز الاستثمارات الخضراء المبتكرة من خلال الشراكات بين القطاعين العام والخاص، والنهوض بتنمية قدرات التحول الرقمي على المستوى المحلي من أجل اتخاذ إجراءات شاملة للاقتصاد الأخضر والتحول الرقمي.