الجمعة، 22 نوفمبر 2024 11:48 ص

وبحث سبل التعاون..

"التنظيم والإدارة" يستقبل وفدًا صينيًا للاطلاع على التجربة المصرية فى الإصلاح الإدارى

"التنظيم والإدارة" يستقبل وفدًا صينيًا للاطلاع على التجربة المصرية فى الإصلاح الإدارى الدكتور صالح الشيخ رئيس الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة
الخميس، 28 ديسمبر 2023 02:00 م
كتبت - هبة حسام
استقبل الدكتور صالح الشيخ، رئيس الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة، وفداً من جمهورية الصين الشعبية برئاسة البروفيسور لي وينتانغ، نائب رئيس مدرسة الحزب التابعة للجنة المركزية للحزب الحاكم (الأكاديمية الوطنية الصينية للحوكمة)، بمقر الجهاز بالعاصمة الإدارية، وذلك للاطلاع على التجربة المصرية في الإصلاح الإداري، وبحث سبل التعاون المشترك في مجالات الإدارة العامة.

ورحب رئيس الجهاز ، بالبروفيسور لي وينتانغ والوفد المرافق له، مؤكدًا على العلاقات التاريخية بين البلدين لما لهما من حضارتين عريقتين، معربا عن ترحيبه بتعزيز التعاون المشترك وتبادل الخبرات بين الجانبين في مجال الإصلاح الإداري وقضايا الإدارة العامة.

وأكد الدكتور صالح الشيخ، أن الجهاز ينظر بكثير من الترحيب لهذه الزيارة لأن الحضاريتن المصرية والصينية هما من علما العالم أصول الإدارة، ويستطيع البلدان عبر التعاون المشترك استثمار الإرث الحضاري مدعوما بالتقدم الذي أحرزته الدولتين في مجال الإدارة العامة، لاستئناف الدور التاريخي والتنويري للحضارتين وتقديم الكثير من الخدمات لعدد من الدول ذات الاهتمام المشترك من الجانبين.

وأشار الشيخ، إلى أن الجهاز يمكنه تقديم الكثير لهذا التعاون حيث يشغل منصب نائب الرئيس التنفيذي للمجلس الوزراي للمنظمة العربية للتنمية الإدارية، وكذلك نائبا لرئيس المجلس التنفيذي للجمعية الأفريقية للإدارة العامة، بما يؤهله للاضطلاع بدور كبير في التعاون الثلاثي (مصر الصين أفريقيا) و ( مصر الصين عربيا)، مشيرا إلى الدور الكبير الذي تشهده العلاقات بين البلدين، والتعاون الذي تم في عدة مجالات بما في ذلك مشاركة الصين في مشروعات تنموية في مصر، في إطار علاقات تتسم بالاحترام المتبادل والشراكة المتميزة، بما ينعكس إيجابيا على الأوضاع في البلدين.

واستعرض الشيخ، دور واختصاصات الجهاز المركزي للتنظلم والإدارة، وجهود الإصلاح الإداري الذي بدأته الدولة المصرية منذ عام 2014، حيث وضعت خطة الإصلاح الإداري بمحاورها الخمسة، موضحا أن ثمار جهود الإصلاح الإداري أسهمت في تهيئة بيئة ملائمة للانتقال المؤسسات الدولة للعاصمة الإدارية، حيث انتهت الحكومة المصرية من نقل المؤسسات المركزية وأكثر من 48 ألف موظف يعملون بها دون تحديات تذكر.

كما لفت إلى حرص الدولة المصرية على تحديث الهياكل التنظيمية لجميع المؤسسات المنتقلة للعاصمة الإدارية قبل انتقالها، لضمان تحقيق أكبر قدر من الكفاءة المؤسسية.

ومن جانبه، أعرب البروفيسور لي وينتانغ، نائب رئيس الأكاديمية الوطنية الصينية للحوكمة بجمهورية الصين، عن سعادته بزيارة جمهورية مصر العربية للمرة الأولى، مشيدا بالصداقة التي تجمع البلدين، معربا عن تطلعه لتعزيز التعاون المشترك بين الأكاديمية والجهاز، مؤكدا اهتمام الصين بتعزيز علاقاتها مع مصر، نظرا لموقعها المتميز الذي يربط بين الحضارات الغربية والشرقية، ودورها على المستويين العربي والأفريقي.

وأوضح أن الصين تبذل جهودا كبيرة في تطوير الإدارة العامة في ظل عصر تسارع التكنولوجيا، قائلا :"نولي اهتماما كبيرا بإصلاح الإدارة العامة لذا أتينا إلى مصر".

واستعرض البروفيسور لي وينتانغ، مجالات عمل الأكاديمية وكذا مجالات التعاون مع النظراء، والتي تتسع لتشمل أكثر من 300 مؤسسة تدريبية في أكثر من 90 دولة في العالم، وتتنوع أشكال التعاون مثل المنتدى الذي نظمته الأكاديمية وشارك فيه الأمين العام للجهاز المركزي للتنظيم والإدارة مؤخرا، كما تستضيف الصين سنويا بضع عشر منتديات دولية، ولدي الأكاديمية 12 تخصصا فرعيا منها الإدارة العامة والإدارة الاستراتيجية وإدارة الحوكمة البيئية والاجتماعية وإدارة علوم الاقتصاديات، إلى جانب إدارة الطواريء، وفلسفة الإدارة العامة وملتقى حوكمة الدولة.

وأضاف أن جميع هذه الإدارات هي مجال للتعاون الدولي مع عدد من النظراء في دول العالم، كما تقوم الأكاديمية بعقد سلسلة من برامج متنوعة لتدريب الموظفين من كل أنحاء العالم، خاصة أنها تركز على تدريب الشخصيات البارزة، وعلى مدى أكثر من 20 عاما تم تدريب حوالي 10 آلاف من الكوادر البارزين حول العالم، وتعقد البرامج التدريبية داخل الصين أو خارجها، كما توفد الأكاديمية وفد من المتخصصين بها لعقد دورات تدريبية في الدول محل مجالات التعاون، لافتا إلى أنه في السنوات العديدة الماضية تضاءل تنفيذ الدورات حضوريا بسبب فيروس كوفيد - 19، لذا تم عقد البرامج التدريبية افتراضيا وكانت تجربة مميزة.

وأوضح أن الأكاديمية منفتحة على التعاون مع الجهاز في مجالات العمل المشتركة، حيث تم الإتفاق على مناقشة أوجه التعاون الفني عبر اجتماعات بين المتخصصين تعقد لهذا الغرض.
 
من الجدير بالذكر، أن الزيارة تأتي في إطار العلاقات المصرية الصينية التاريخية، والتي بدأت دبلوماسيًا بين البلدين عام 1956، إِذْ كانت مصر أول دولة عربية وإفريقية تعترف بجمهورية الصين الشعبية، وتطورت العلاقات بين البلدين إلى أن ارتقت إلى مرتبة التعاون الاستراتيجي عام 1999، ثم إلى مرتبة علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة عام 2014 خلال أول زيارة للرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الصين في ديسمبر 2014.
 
وشهدت السنوات الأخيرة ارتفاعًا ملحوظًا في الزيارات المتبادلة على أعلى مستوى، منها على سبيل المثال لا الحصر، زيارة ثنائية للرئيس عبدالفتاح السيسي إلى الصين في عام 2014، ومشاركته عام 2015 في احتفال الصين بالذكرى السبعين لانتهاء الحرب العالمية الثانية، والتي أعقبها زيارة الرئيس الصيني إلى القاهرة التي زار خلالها مجلس النواب المصري، كما شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي في قمة منتدى التعاون الصيني – الإفريقي، وشارك أيضًا في القمة الثانية لمنتدى الحزام والطريق والتعاون الدولي، فيما عُقِدَ آخر لقاء بين الرئيسين في الرياض في 8 ديسمبر 2022 على هامش القمة العربية الصينية.

print