سلط مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، الضوء على التقرير السنوى للتوظيف فى قطاع الطاقة العالمى الصادر عن الوكالة الدولية للطاقة (IEA) والذى أشار إلى أن قطاع الطاقة أضاف 2.5 مليون وظيفة حول العالم خلال العام الماضى، وأن هذا النمو القوى فى الوظائف جاء مدعومًا بموجة من الاستثمار فى تصنيع تقنيات الطاقة النظيفة، ومع ذلك فإن نقص العمال المهرة لا يزال يشكل مصدر قلق كبير لأصحاب العمل الذين يتطلعون إلى التوظيف.
أشار التقرير إلى أن عدد وظائف الطاقة على مستوى العالم ارتفع بنسبة 3.8% فى العام الماضى، ليصل إجمالى عدد الوظائف فى قطاع الطاقة على مستوى العالم إلى 68 مليون وظيفة.
وأشار مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار إلى أنه وفقاً للتقرير، شهد قطاع الطاقة النظيفة أكبر زيادة فى التوظيف من بين جميع قطاعات الطاقة المختلفة، حيث ارتفع عدد الوظائف فى هذا القطاع خلال عام 2023 بمقدار 1.5 مليون وظيفة، مما جعل هذا القطاع يسهم بما يصل إلى 10% من نمو الوظائف على مستوى الاقتصادات فى الأسواق الرائدة لتقنيات الطاقة النظيفة.
علاوةً على ذلك، فقد أضافت صناعة الطاقة الشمسية الكهروضوئية أكثر من نصف مليون وظيفة جديدة، مدفوعة بتركيبات جديدة قياسية، كما زاد التوظيف فى تصنيع المركبات الكهربائية والبطاريات بمقدار 410 ألف وظيفة، وفى هذا الصدد لفت التقرير إلى أن مبيعات السيارات الكهربائية بلغت نحو 20% من سوق السيارات العالمية، وعلى الرغم من معاناة بعض مصنعى طاقة الرياح من تسريح العمال، فإن إجمالى العمالة فى الصناعة لا يزال يرتفع مع بدء إنشاء عدد قياسى من المشاريع الجديدة.
أوضح التقرير أن قطاع إمدادات النفط والغاز أضاف أكثر من 600 ألف وظيفة فى عام 2023 بعد فترة من إعادة التوظيف الحذرة بعد جائحة "كوفيد-19"، فى المقابل انخفضت العمالة فى قطاع الفحم على مستوى العالم للعام الثالث على التوالى، حيث انخفضت بنحو 1%.
وأضاف التقرير أن النمو فى وظائف قطاع الطاقة كان مدفوعًا بالتصنيع - وهو ما يختلف عن السنوات السابقة، حيث كان النمو مدفوعًا عمومًا بالبناء والتركيب، ويعكس هذا إلى حد كبير ارتفاع الاستثمار فى تصنيع الطاقة النظيفة بنسبة 70% فى عام 2023 إلى نحو 200 مليار دولار مع استجابة الشركات للطلب المتزايد على تقنيات الطاقة النظيفة والسياسات الجديدة.
ومع ذلك، لا يزال نقص العمال المهرة فى العديد من أجزاء صناعة الطاقة ــ وخاصةً تلك التى تتطلب درجات عالية من التخصص، مثل شبكات الطاقة والطاقة النووية ــ يشكل عقبة كبيرة.
أشار التقرير إلى أن ربع النمو فى وظائف الطاقة النظيفة منذ عام 2019 حدث فى الاقتصادات الناشئة والنامية خارج الصين، على الرغم من أن هذه المناطق تمثل ثلثى القوى العاملة العالمية، ووفقًا للتقرير، فقد حققت العديد من هذه البلدان نجاحًا محدودًا فى جذب استثمارات الطاقة النظيفة التى تساعد فى توفير فرص العمل، حيث كانت الميزة التنافسية لتكاليف العمالة المنخفضة غير كافية للتغلب تمامًا على الحواجز الهيكلية مثل الافتقار إلى قاعدة تصنيع قوية قائمة، وتوافر المهارات المحدودة والبنية الأساسية غير الكافية، لذا، تتطلب معالجة هذه الفجوة تعاونًا عالميًا أقوى وإجراءات سياسية.
وأوضح التقرير فى ختامه أنه من المتوقع أن ينمو قطاع التوظيف فى مجال الطاقة بنسبة 3% فى عام 2024، وهو تباطؤ مقارنة بالعام الماضى بسبب تأثيرات أسواق العمل المشددة، وارتفاع أسعار الفائدة، والتغيرات فى خطط المشاريع الجديدة المتوقعة فى قطاع الطاقة.