وصل لقرية الروضة بشمال سيناء الدكتور أسامة الأزهرى، وزير الأوقاف، والدكتور محمد محمود هاشم وكيل مشيخة الطرق الصوفية
واستقبل وزير الأوقاف اللواء دكتور خالد مجارر محافظ شمال سيناء، والشيخ مسعد حامد أبو جرير شيخ الطريقة الجريرية الأحمدية.
رافق الوزير جمع من رموز وقيادات الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء، بالإضافة وشارك في استقبالهم القيادات المجتمعية السيناوية. ومقررا ان يشارك الجميع أسر شهداء قرية الروضة إحياء الذكرى السابعة لشهداء مسجد الروضة، وذلك في مراسم تقام بعد صلاة الجمعة مباشرة .
وتُنظم الاحتفالية الطريقة الجريرية الأحمدية الصوفية، بمقرها بزاوية الروضة بجوار مسجد الروضة، حيث سيستقبل الشيخ مسعد حامد أبو جرير، شيخ الطريقة، الضيوف، ويقوم جمع من أبناء الطريقة بتنظيم الفعالية. ومن المقرر أن يشارك في هذه المناسبة عدد من الناجين من الحادث وشهود العيان على واقعة الهجوم.
وتحل هذا العام الذكرى السابعة لأحد أكثر الحوادث الإرهابية قسوة، وهو هجوم مسجد الروضة الذي وقع في 24 نوفمبر 2017. ففي ذلك اليوم، استهدفت مجموعة إرهابية المصلين داخل المسجد أثناء تأديتهم لصلاة الجمعة، مما أسفر عن استشهاد 305 أشخاص وإصابة 128 آخرين.
وتتضمن مراسم إحياء الذكرى افتتاح أعمال تطوير ورفع كفاءة مسجد الروضة الذي شهد الحادث.
وروى الشيخ محمد رزيق، إمام مسجد الروضة بشمال سيناء، وقائع حادث مسجد الروضة ل"اليوم السابع"، حيث كان أحد شهود العيان عليه، قائلاً إنه لا يمكن نسيان هذا اليوم المأساوي، مشيرًا أنه حين صعد المنبر وبدأ خطبته عن “محمد رسول الإنسانية” بمناسبة المولد النبوي، رأى مجموعة من المسلحين تقترب من المسجد، وسمع أصوات إطلاق النار وصراخ المصلين. وخلال دقائق، اقتحم إرهابيون مسلحون المحراب وفتحوا النار على المصلين. يصف الشيخ محمد لحظة الفوضى، حيث احتمى بجانب المنبر، ينطق بالشهادتين في ظل صرخات الناس وهم يحاولون الفرار، بينما يتدافعون نحو الشبابيك هربًا من الموت.
عقب انتهاء الهجوم، وجد الشيخ محمد نفسه مصابًا بطلق ناري في ركبته، مستلقيا بين مئات الشهداء والمصابين، والدماء تغمر المكان. مشهد الشيخ الضرير الذي استشهد والشاب القعيد الذي ترك كرسيه المتحرك كانا من اللحظات التي لا تُنسى. يضيف الشيخ محمد أن مؤذن المسجد، الشيخ فتحي الطناني، أعطاه 100 جنيه قبل الصلاة، موصياً بإيصال 50 منها لرجل قام بإصلاح ميكروفونات المسجد، وكأنه كان يعلم أن النهاية قريبة.
وسبق وأن أعلنت محافظة شمال سيناء أنه عقب حادث مسجد الروضة، تضافرت الجهود الحكومية لتوفير خدمات عاجلة لأهالي القرية من أسر الشهداء والناجين من الحادث، حيث شهد مسجد الروضة عمليات تطوير شاملة من قبل الدولة لرفع كفاءته، بهدف إعادة الروح إليه وتحويله إلى رمز للتجديد والتكاتف. خصصت وزارة الأوقاف مبلغ 2.5 مليون جنيه لصيانة وترميم المسجد، ضمن خطتها لصيانة وتطوير الأماكن الدينية.
وإلى جانب ترميم المسجد، قدّمت العديد من الوزارات والهيئات الحكومية تبرعات بلغت قيمتها 164.7 مليون جنيه، خُصصت لتعويضات ومشروعات تنموية في قرية الروضة، لإعادة إعمار وتطوير البنية التحتية. وقد ساهمت وزارة التضامن الاجتماعي بـ 65 مليون جنيه، ووزارة الإسكان بـ 81.2 مليون جنيه، ووزارة الأوقاف بـ 16.5 مليون جنيه، بالإضافة إلى مليوني جنيه من الأزهر الشريف.