الجمعة، 14 مارس 2025 07:36 ص

معلومات الوزراء: النقل الأخضر خطوة أساسية على طريق الحد من التأثيرات البيئية

معلومات الوزراء: النقل الأخضر خطوة أساسية على طريق الحد من التأثيرات البيئية
الخميس، 13 مارس 2025 02:00 م
كتبت هند مختار

أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، تحليلاً جديداً حول "النقل الأخضر"؛ استعرض من خلاله مفهوم النقل الأخضر وأهميته، مع إلقاء الضوء على دوره فى قطاع اللوجستيات والجهود المصرية للتوجه نحو النقل الأخضر المستدام، مشيراً إلى أنه فى إطار تنامى المخاوف من الآثار البيئية السلبية الناجمة عن وسائل النقل التقليدية المعتمدة على الوقود الأحفوري؛ فقد ظهر مفهوم النقل الأخضر والذى يشير إلى وسائل تَنقُل صديقة للبيئة تُخفض الانبعاثات وتحافظ على الطاقة وتقلل من البصمة البيئية لنقل الأشخاص والبضائع.

تشمل هذه الوسائل المركبات الكهربائية (EVs) وركوب الدراجات والمشى والخيارات المستدامة الأخرى التى تهدف إلى تقليل الاعتماد على الوقود الأحفورى فى الانتقال من مكان لآخر. وبالتركيز على الكفاءة والطاقة المتجددة وتصميم البنية التحتية الذكية فإن النقل الأخضر أو التنقل الأخضر يعزز الهواء النظيف ويقلل من الازدحام المرورى ويدعم نمو المناطق الحضرية المستدامة. فمن خلال تبنى هذه الحلول الواعية بيئيًّا، يلعب النقل الأخضر دورًا حيويًّا فى مكافحة تغير المناخ وتعزيز المجتمعات الأكثر صحة ومرونة.

أشار التحليل إلى الأهمية الكبيرة للنقل الأخضر والتى ترجع لمساهمته بشكل كبير فى معالجة العديد من المشكلات البيئية والاقتصادية والاجتماعية. وفيما يلى أبرز الأسباب التى تجعل النقل الأخضر مهمًّا:

- الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري: باعتبار صناعة النقل أحد أكبر أسباب انبعاث غازات الاحتباس الحرارى فى جميع أنحاء العالم، وفى إطار التوجه العالمى نحو الاستدامة البيئية يعد النقل الأخضر ضروريًّا لخفض انبعاثات الكربون؛ من خلال التحول إلى المركبات ذات الانبعاثات الصفرية أو المنخفضة (مثل السيارات الكهربائية أو الدراجات)، ومن خلال ذلك، يمكن التكيف مع تغير المناخ عن طريق تقليل انبعاثات ثانى أكسيد الكربون (CO₂) والملوثات الأخرى.

- الحفاظ على الطاقة: يشجع النقل الأخضر على استخدام السيارات الأكثر كفاءة فى استخدام الطاقة ومصادر الطاقة المتجددة، مثل طاقة الرياح أو الطاقة الشمسية، للحد من استخدام الوقود الأحفورى مثل الغاز والنفط. وهذا يساعد على الحفاظ على موارد الطاقة غير المتجددة ويقلل الاعتماد على النفط، الأمر الذى من شأنه أن يعزز أمن الطاقة.

- خفض التكاليف: يمكن أن يؤدى اعتماد طرق النقل الخضراء، مثل النقل العام أو ركوب الدراجات أو استخدام السيارات الكهربائية، إلى انخفاض تكاليف التشغيل والوقود. فعلى سبيل المثال، السيارات الكهربائية، لديها تكاليف صيانة أقل مقارنة بمركبات محرك الاحتراق الداخلى التقليدية. كما يُترجم انخفاض استهلاك الوقود إلى وفورات اقتصادية للأفراد والحكومات على حد سواء.

- النمو الاقتصادى وخلق فرص العمل: يدعم التحول إلى النقل الأخضر نمو الصناعات المتعلقة بالطاقة المتجددة والمركبات الكهربائية وأنظمة النقل العام والتخطيط الحضرى المستدام. وهذا يعزز الابتكار الاقتصادى ويمكن أن يخلق فرص عمل جديدة فى مجالات مثل نقل الطاقة المتجددة وتطوير البنية التحتية والتكنولوجية.

وسلط التحليل الضوء على الدور المحورى الذى يلعبه النقل الأخضر فى قطاع اللوجستيات، لا سيما فى ظل السياق العالمى الذى تؤدى فيه اللوجستيات دورًا محوريًا فى الاقتصاد وفى الحياة اليومية. حيثُ يعد قطاع النقل قطاعًا حيويًا لحركة السلع فى جميع أنحاء العالم، ولذلك يصبح اعتماد ممارسات النقل الأخضر عنصرًا محوريًا فى تحقيق التوازن بين النمو الاقتصادى وحماية البيئة. ويمكن أن يساهم النقل اللوجستى الأخضر فى تحقيق بعض أهداف التنمية المستدامة (SDGs) مثل القضاء على الجوع وتوفير صحة جيدة ومياه نظيفة وطاقة ميسورة التكلفة؛ فهو يخفض تكاليف النقل والخدمات اللوجستية، ويدعم التجارة والوصول إلى الأسواق، ويسهم فى النمو الاقتصادى وتعزيز الإنتاجية دون الإضرار بالبيئة أو بالموارد الطبيعية. ويساهم النقل الأخضر فى مجال الخدمات اللوجستية بشكل كبير فى الحد من البصمة الكربونية. فمن خلال تحسين المسارات واستخدام الوقود النظيف وتحسين كفاءة المركبات، يمكن للشركات تقليل انبعاثات ثانى أكسيد الكربون، وهى خطوة أساسية فى مكافحة تغير المناخ.

أوضح التحليل أن الخدمات اللوجستية الخضراء تعتمد على عدة ركائز أساسية. ولا تساعد هذه الركائز فى تقليل التأثير البيئى للعمليات اللوجستية فحسب، بل تساهم أيضًا فى دعم كفاءة الشركات العاملة فى هذا القطاع واستدامتها على المدى الطويل؛ ومن هذه الركائز:

- كفاءة الطاقة وتنقسم إلى:

1. استخدام الوقود البديل: من خلال تطبيق أنواع وقود أكثر نظافة واستدامة مثل الغاز الطبيعى المسال أو الميثان الحيوى أو الكهرباء لمركبات النقل.

2. مركبات ومعدات فاعلة: عن طريق اعتماد مركبات وآلات ذات تقنيات متقدمة تعمل على تحسين استهلاك الطاقة وتقليل الانبعاثات.

- الحد من الانبعاثات وتنقسم إلى:

1. مراقبة البصمة الكربونية والحد منها: من خلال تنفيذ أنظمة لمراقبة وخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحرارى العالمى بشكل نشط فى جميع العمليات اللوجستية.

2. تعويض الكربون: عن طريق المشاركة فى مشروعات تعويض الكربون لتحييد الانبعاثات التى لا يمكن تجنبها.

لذلك، فإن تبنى ممارسات الخدمات اللوجستية الخضراء يجلب العديد من الفوائد المهمة، ليس فقط للبيئة، بل وأيضًا لقطاع الأعمال والمجتمع والاقتصاد بشكل عام. وتعكس هذه الفوائد القيمة المضافة لدمج الاستدامة فى العمليات اللوجستية.

وعن الجهود المصرية للتوجه نحو النقل الأخضر؛ أشار التحليل إلى أن مصر تضع أهدافًا طموحة لتطوير صناعة النقل للمساعدة فى التحول إلى النقل الأخضر؛ حيث تشكل مشروعات النقل الأخضر نحو 50% من الاستثمارات العامة الخضراء، ضمن مشروعات الخطة الاستثمارية للعام المالى 2025/2024، وذلك فى إطار مواصلة تنفيذ الاستثمارات الخاصة بتوسيع شبكة مترو الأنفاق وتطوير وسائل النقل الكهربائي. وفى الإطار ذاته اتخذت الحكومة المصرية العديد من الإجراءات للتحول إلى النقل الأخضر.

وفى هذا السياق تم وضع الأساس لعدد من مشروعات النقل الأخضر بما فى ذلك المونوريل، والقطار الكهربائى الخفيف (LRT)، وغيرها من المشروعات. ويُعد مونوريل القاهرة إحدى وسائل النقل الخضراء المتنوعة التى تم تبنيها فى مصر بهدف تحسين حركة سكانها وتقليل الانبعاثات وتخفيف الازدحام المرورى، ويبلغ طول مشروع المونوريل الإجمالى (شرق/غرب النيل) 100 كم بعدد 35 محطة، وقد تم تصميمه للعمل بسرعة 90 كم/ساعة، بطاقة استيعابية 600 ألف راكب/اليوم بتركيب 4 عربات بكل قطار، والتى سترتفع مع تركيب 8 عربات بكل قطار إلى 1.2 مليون راكب/يوم.

كما يعد مشروع القطار الكهربائى الخفيف (LRT)، الذى يربط بين القاهرة والمدن الجديدة كالعاصمة الإدارية الجديدة والشروق والعاشر من رمضان، أحد مشروعات النقل المستدام التى تم تبنيها خلال الآونة الأخيرة لتسهيل حركة نقل الركاب بوسيلة نقل آمنة غير ملوثة للبيئة باستخدام الطاقة الكهربائية وبما يقلل من استخدام الوقود، بواقع 22 قطارًا وسرعة تشغيلية 120 كم/ساعة، وسيخدم المشروع نحو مليون راكب يوميًّا، ويتم تنفيذه على ثلاث مراحل، وقد تم افتتاح المرحلتين الأولى والثانية من القطار الكهربائى الخفيف LRT فى 3 يوليو 2022.

أفاد التحليل فى ختامه أن النقل الأخضر يُعد خطوة أساسية نحو الحد من التأثيرات البيئية لقطاع النقل، ويسهم فى تحقيق أهداف التنمية المستدامة على الصعيدين المحلى والعالمي. فمن خلال تقليل الانبعاثات الضارة، وتحسين كفاءة الطاقة، وتعزيز استخدام التكنولوجيا النظيفة، يمكن تحقيق توازن بين التنمية الاقتصادية وحماية البيئة. وتجربة مصر فى هذا المجال تعكس التزامًا واضحًا بتطوير بنية تحتية مستدامة تدعم النقل الأخضر، مما يعزز من دورها فى مواجهة التغير المناخى وتحقيق مستقبل أكثر استدامة.


print