كتب بهجت أبو ضيف وكريم صبحى
سادت حالة من الذعر بين المحتجزين على ذمة قضايا بقسم شرطة قصر النيل بعد اكتشاف إصابة متهمين يحملان الجنسية النيجيرية بمرض الإيدز، حيث تم إجراء التحاليل الطبية الأزمة لهما وتبين حقيقة إصابتهما بالمرض، وتم عزلهما بحجز انفرادى، حتى أمرت نيابة قصر النيل بنقلهما إلى المصحة العلاجية بسجن برج العرب، وإجراء كشف طبى على باقى المتهمين.
وأكد أحد المتهمين المحتجزين بحجز قسم شرطة قصر النيل، أن هناك حالة من التخوف والذعر بين المتهمين خشية انتقال العدوى لهم، خلال الفترة التى قضاها المريضان بصحبتهم فى غرفة الحجز والبالغة 14 يوما قبل أن يتم اكتشاف إصابتهما بالمرض، مضيفا أنه وباقى المتهمين طالبوا القيادات الأمنية بإجراء تحاليل طبية لهم للتأكد من عدم انتقال العدوى لهم .
وكانت أجهزة الأمن ألقت القبض على المتهمين النيجيريين ضمن تشكيل عصابى متعدد الجنسيات، تخصص أفراده فى النصب والاحتيال على المواطنين، وذلك بعد تلقى اللواء عصام سعد مدير الإدارة العامة لمباحث الأموال العامة، بلاغا من "السيد .م.ا" 49 سنة مهندس يفيد بوقوعه ضحية لعملية نصب من قبل مجهولين تعرف عليهم من خلال شبكة الإنترنت زاعمين له إمكانية مشاركته فى إقامة مشاريع بدولة نيجيريا فى مجال شركات النفط، باستثمارات قيمتها 6 ملايين دولار أمريكى، واستيلائهم منه على مبلغ 200 ألف دولار أمريكى بإتباع العديد من أساليب الاحتيال، وبإجراء التحريات بإشراف العقيد شريف سارى مدير إدارة مكافحة الجرائم المصرفية المستحدثة، تحت إشراف اللواء ياسر صابر نائب المدير العام، تبين أن وراء ارتكاب تلك الوقائع تشكيل عصابى مكون من "بشير.ا"" 42 سنة "أفريقى الجنسية"، و"تايو.ت" 53 سنة أفريقى الجنسية"، و"فيليب .ى" 38 سنة "أفريقى الجنسية"، و"أحمد .م.ع" 41 سنة "عربى الجنسية"، و"عبد الله .ا.ا" 30 سنة عربى الجنسية"، و"رجائى .ا" 43 سنة طبيب "عربى الجنسية".
وأضافت التحريات أن المتهمين الأول والثانى والثالث استغلوا مهاراتهم الفائقة فى استخدامات الحاسب الآلى وشبكة الإنترنت فى عمليات القرصنة والاستيلاء على عناوين البريد الإلكترونى الخاص بمرتادى الشبكة، ثم إرسال رسائل إليكترونية احتيالية لهم وإقناعهم إما بمشاركتهم فى مشاريع استثمارية أو بفوزهم بجوائز اليانصيب المالية، طالبين منهم إرسال أموال كرسوم مقابل إنهاء إجراءات شحن الجوائز وإجراءات استخراج شهادات تفيد بأن ذلك النشاط المزعوم غير مرتبط بثمة جرائم، ويستجيب لهم الضحايا ويرسلون لهم الأموال من خلال شركات تحويل الأموال، بينما يتولى المتهمون الرابع والخامس والسادس تمويل باقى أفراد التشكيل عن طريق استئجار شقة لاتخاذها مقراً لمزاولة نشاطهم، وإمدادهم بأجهزة الكمبيوتر والأدوات اللازمة نظير استفادتهم المادية من وراء ذلك.
وذكرت التحريات أن المتهمين ينتهجون أسلوبا إجراميا آخر يتمثل فى تقليد صفحات إلكترونية مماثلة للصفحات الخاصة بالبنوك على شبكة الإنترنت وإرسالها لصناديق البريد الإلكترونى الخاصة بعملاء تلك البنوك ملحقاً بها رسالة خادعة على أنها واردة من البنك بقصد الاحتيال عليهم والاستيلاء على بيانات حساباتهم البنكية وأرقام بطاقاتهم الائتمانية واستخدام تلك البيانات فى شراء أجهزة وبضائع وتحميل قيمتها على حسابات البطاقات المستولى على بياناتها، معرضا بذلك الشركات والبنوك لأضرار مادية.
وعقب تقنين الإجراءات تمكن المقدمان خالد فوزى وأحمد عبد البديع والرائد مصطفى خضر، من ضبط جميع أفراد التشكيل تباعاً وعثر بحوزتهم على العديد من المستندات المزورة المنسوبة لوزارة البترول والبنك المركزى النيجيريين وبنوك أجنبية ومصرية يتم استخدامها فى الاحتيال على المواطنين وأجهزة محمولة وعدد من أجهزة كمبيوتر حديثة، وأوراق ومستندات وحالات بنكية، وجوازات سفر ومعدات فنية تستخدم فى نشاطهم.
تم تحرير محضر بالواقعة وإحالتهم إلى النيابة التى أمرت بحبسهم على ذمة التحقيق، واكتشف رجال المباحث عقب ذلك إصابة المتهمين بمرض الإيدز، فتم عزلهما وإخطار النيابة التى أمرت بنقلهما إلى سجن برج العرب.