كتب كامل كامل
طالب الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، الدولة المصرية بالحجر على السلفيين فى الأمور الفقهية، بعدما اعتبر الشيخ مصطفى العدوى، الداعية السلفى وأحد أقطاب ورموز السلفيين فى مصر، أن فرض الدولة ضرائب على الشعب نوع من الظلم.
وقال "كريمة" - فى تصريحات خاصة لـ"برلمانى"، اليوم الأحد - "القول إن الحكومة تظلم الشعب بسبب فرض الضرائب قول ما لا يعرفون فى الفقه الإسلامى، فالضرائب مال يفرضه ولى الأمر لدعم خزانة الدولة من أجل المنافع العامة للمجتمع"، مشيرًا إلى أن الضرائب تفرض على الأغنياء ثم متوسطى الدخل.
وأضاف أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر فى تصريحاته، قائلا: "الضرائب من الموارد لخزانة الدولة العامة فى كل زمان ومكان، وبطبيعة الحال ليست زكاة، فالضرائب من العادات، والقاعدة الشرعية تقول: حيثما كانت المصلحة فثم شرع الله، وقال العز بن عبد السلام فى "قواعد الإمام فى مصالح الأحكام"، إذا تزاحمت المصالح فقدم أعلاها، وأعلى مصالح الدولة الآن دعم خزانتها".
وتابع "كريمة" تصريحاته بالقول: "إن الشريعة الإسلامية جعلت الضرائب من الأمور الجائزة، أما المتسلفة – أى السلفيين - فقد مللنا من التذكرة بأنه لا فقه لديهم، ويجب على الدولة الحجر عليهم فى الأمور الفقهية، لكن واضح أن هناك استهانة من الدولة ومؤسساتها تجعل الجهلة يتطاولون، والقول إن فرض ضرائب من الحكومة على الشعب ظلم فهذا قول الرويبضة"، مشيرًا إلى أن تصريحات شيوخ السلفية حول الضرائب تحرض أصحاب الشركات على التهرب منها ومن ثم الإضرار بالاقتصاد المصرى"، مؤكّدًا أن التهرب من دفع الضرائب حرام، لأنه خيانة لأولى الأمر، والله سبحانه وتعالى يقول: "أطيعوا الله والرسول وأولى الأمر منكم"، كما يقول: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ".
وأضاف أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف: "تصريحات السلفية حول الضرائب دعوة خبيثة لتدمير الاقتصاد المصرى، كما أفتوا من قبل بفتاوى تجهض مشروع قناة السويس الجديدة".
كان الشيخ مصطفى العدوى، الداعية السلفى، قد انتقد تحصيل الدولة ضرائب من المواطنين، معتبرًا ذلك ظلمًا من الرئيس والحكومة لعامة الشعب، ومشدّدًا على أن عدم تنفيذ الحدود فيه ظلم أيضًا من الحكام للرعية.