كتبت سمر عبد الله
ليست مجرد إكسسوار أو قطعة قماشية لا طائل من ورائها، بل أنها تضيف لمسة أنيقة للملابس الرجالية على مر العصور، فلا تجد مناسبة لا يرتدى الرجال بها رابطة العنق بكافة أشكالها، الرفيعة منها والسميكة، ولم تكن رابطة العنق أمرًا جديدًا وحديثًا على الرجال، بل أن هناك تاريخًا طويلا لها قد يدهشك إذا علمت بدايتها كانت منذ أى فترة وعند أى حضارة.
"الفراعنة والأوربيون والصين"
اشتهر المصريون القدماء بحبهم للزينة وكافة أنواع الإكسسوار، حيث كانوا يفضلون الإكسسوار الرجالى والأنثوى وربما هذا ما جعلهم يبتكرون فكرة لف قطعة من القماش حول عنقهم؛ كى تعطيهم مظهرًا جذابًا وأنيقة.
كان قدماء المصريين من أوائل الناس الذين ارتدوا رابطة العنق، حيث يعود تاريخ رابطة العنق فى مصر لأربعة آلاف عام، حيث كانت رابطة العنق حينها ملتفة حول أعناقهم ومطرزة ببعض أدوات الزينة لدى قدماء المصريين حينها، أما فى أوروبا فمن الصعب تحديد الفترة التى ظهرت فيها رابطة العنق، حيث يرجح ظهور رابطة العنق فى أوروبا فى الفترة التى أعقبت حرب الثلاثين بأوروبا، حيث كانت من قبل عبارة عن قطعة قماش تلتف حول عنقهم بشكل عشوائى فقط، منعًا لالتقاطها الأتربة.
ارتدى الجنود النظاميون فى "جيش الطين" الصينى، والذى تم اكتشاف مقبرة زعيمه عام 1974م أوشحة واسعة ملفوفة حول عنقهم، كانت لا تحمل أى مظهر من مظاهر الجمال الاعتيادية.
"البوذيون"
أما لدى البوذيين فإن ارتداء وشاح من الحرير أو القطن حول عنقهم كان يرمز إلى مكانة اجتماعية واقتصادية معينة عند زيارة ضريح أو معبد، ومازالت هذه الممارسات لديهم حتى الآن، حيث ترمز رابطة العنق لمن يرتديها على انتمائه لطبقة اجتماعية معينة.
"المواد المصنوع منها رابطة العنق"
كانت رابطة العنق فى بادئ الأمر مصنوعة من الدانتيل الأبيض والشاش والكتان الذى كان لابد من غسلها مرارًا وتكرارًا؛ لتجمع الأتربة حولها، حيث كانت صناعتها من تلك المواد للارستقراطيين، وعندما حاولوا صناعتها من مواد ثمينة صُنعّت فى القرن الـ18 من شعر الخيل وعظم الحوت، ليظهر أن صناعتها كانت من مواد ثمينة حيث كان من غير المريح ارتدائها، لذلك لجأوا إلى صناعتها من الأقمشة العادية.
"رابطة العنق فى التسعينيات"
بين الشكل الرفيع والشكل السميك، ورابطة العنق الطويلة والقصيرة، تعددت أشكال رابطات العنق، حيث يعود تاريخ رابطة العنق القصيرة إلى القرن الـ16، تحديدًا فى فترة حرب الثلاثين عامًا بين دول شمال ووسط أوروربا، حيث قام الجنود الكرواتيين بارتداء رابطة العنق قصيرة، ونظرًا لمظهرها الجذاب فإنها أثارت اهتمام الفرنسيين فى هذا الوقت ما جعلهم يتخذونها كقطعة يتم ارتداؤها للساسة وكبار الموظفين، وسرعان ما انتقلت بعد ذلك إلى العامة من الشعب الذين اطلقوا عليها اسم "كرافت"، ليصبح بذلك الفرنسيون أول من أطلق على رابطة العنق اسم "كرافت".
"رابطة العنق بالشكل الحالى"
كان أول من تبنى الشكل الجديد الحالى لرابطة العنق بصناعتها من الأقمشة المختلفة مجموعة من السادة البريطانيين الذين أسسوا نادى وأطلقوا على أنفسهم اسم "مكرونة"، حيث كانوا يعتقدون أن الملابس الرجالية يجب أن تكون أقل بساطة وأقل تقييدًا، حيث جعلوا بعد ذلك رابطة العنق طويلة ورفيعة، وهو الشكل الذى نجده حتى الآن.