كفر الشيخ - محمد سليمان
"يابيه أنا كفيف يابيه عندى كوم لحم بربيهم هيجوعوا ومش هعرف أأكلهم، حرام عليكم دا مايرضيش ربنا".
صرخات وتوسلات لم تشفع للشاب الكفيف وهو يحاول إنقاذ مصدر رزقه ورزق أطفاله الوحيد، حين قرر مجلس مدينة قلين بكفر الشيخ إزالة الكشك الذى يتكسب منه قوت يومه رغم أنه مرخص، واستمر مسئولى الحى فى هدمه وإزالته دون مراعاة لظروفه الاجتماعية الصعبة ودون أن يدركوا أنهم يهدمون حلمه وينزعون منه ومن أسرته المكونة من زوجة وطفلتين مصدر الدخل الوحيد.
بدموعه يحكى إسلام الشنشنورى الشاب الكفيف مأساته قائلا: "مجلس مدينة قلين أزال كشكى رغم امتلاكى لرخصة سارية استلمتها من مجلس المدينة منذ شهرين فقط بعد اتخاذ كافة الإجراءات القانونية والرسم الكروكى للمكان وبعد موافقة لجنة من مجلس المدينة والكهرباء، ورغم ذلك لم يرحم المسئولون بالمجلس إعاقتى وعجزى وأننى مسئول عن أسرة مكونة من زوجتى وبنتين هما نور عامين، وجنة خمسة أشهر".
ويتابع: "فقدت بصرى فى 17 نوفمبر 2011 نتيجة حادث وأنفقت كل ما أملك وبعت منزل والدى، ولكن دون جدوى، وحاولت مرارًا الحصول على وظيفة فلم أجد أى استجابة من المحافظة أو جهاز التنظيم والإدارة".
وأضاف الشنشنورى: "بعد عناء طويل حصلت على رخصة كشك منذ شهرين فقط، عقب اتخاذ كافة الإجراءات الرسمية، واقترضت أنا وزوجتى "ربة منزل" 10 آلاف جنيه لتجهيز الكشك، وبمجرد فتح الكشك اعتقدت أن مشاكلى اتحلت وإنى هقدر أصرف على أسرتى وأسدد ديونى لكن فوجئت بإزالة الكشك مع كشكين مخالفين بجوارى، رغم أن رخصتى سارية ولم أرتكب أى مخالفة".
ويؤكد الشنشورى أنه حاول الاستغاثة بالمسئولين فى "قلين" وأعضاء البرلمان دون أن يجد أى استجابة، فأضرب عن الطعام، وأصيب بإعياء شديد، وتوجه من اللواء السيد نصر محافظ كفر الشيخ.
وتساءل الشنشورى: "من ينفق على زوجتى وأطفالى لا وظيفة ولا كشك وعليا ديون والعيال عاوزين مصاريف، هل ألجأ للتسول فى القطارات ومواقف السيارات، وهل هذا يرضى المسئولين".
ويتابع: "أنا مش عاوز غير حقى يرجعولى الكشك فى موقعه اللى حدده المسئولين بمجلس مدينة قلين علشان أقدر أعيش أواصل حياتى وأربى عيالى".