تتخذ مصر خطوات سريعة فى سبيل بناء نهضة حضارية شاملة، وفى سبيل ذلك اتخذت عدة خطوات لتحقيق التنمية فى شتى القطاعات سواء السياحة أو الاستثمار أو الصناعة والتجارة، وفى ظل تلك المحاولات الجادة، أعلنت شركة "سنام" الإيطالية للغاز الطبيعى -وهى أكبر شركة غاز طبيعى فى أوروبا-، أن مصر قد تعود إلى تصدير الغاز، بعد اكتشاف حقل ظهر فى البحر المتوسط وحقل آخر فى الدلتا، تحدث عدد من النواب عن أهمية ذلك، وعن كيفية استغلال تلك الحقول الاستغلال الأمثل بما يحقق الاستفادة القصوى ويمنع التلاعب والمحسوبية الذين يؤدى لاستنزاف ذلك المورد الحيوى.
محمد رشوان: مصر تصدر الغاز قريبا بالسعر العالمى وليس بالمجاملات كما حدث مع "إسرائيل"
فى البداية قال محمد رشوان، عضو لجنة الطاقة والبيئة بمجلس النواب، إن وزير الطاقة قال منذ أكثر من أسبوعين، إنه مع بداية عمل حقلى ظهر فى البحر المتوسط وحقل الدلتا، ستكون مصر قادرة على تصدير الغاز للدول الخارجية، مشيرًا إلى أن ذلك قد يتم فى غضون عام أو عام ونصف من الآن، ولكن لا يمكن تحديد الموعد بشكل دقيق، نظرًا لافتقارنا للجدول الزمنى حتى الآن لعمل تلك الحقول.
وأضاف "رشوان" فى تصريحات لـ"برلمانى": "علينا أن نقوم بتغطية احتياجات الدولة من الغاز الطبيعى أولًا وبعد ذلك نبحث عن وسائل التصدير للخارج، والتى لن تكون بالمجاملات مثلما حدث فى الماضى بين مصر وإسرائيل فى عهد نظام مبارك الذى جامل إسرائيل فى صفقة الغاز على حساب مصر، مؤكدًا أن التصدير سيتم بالأسعار العالمية وتحت رقابة مجلس النواب.
وأكد "رشوان" أن الدولة لم تعد تحتمل المجاملات ولا الصفقات المشبوهة؛ نظراً لتدهور اقتصادها بشكل كبير، فضلاً عن عجز الموازنة العامة للدولة، التى أثارت الجدل كثيراً خلال مناقشتها داخل المجلس نتيجة لذلك العجز.
ميرفت إليكسان: دخول مصر مجال تصدير الغاز الطبيعى هام فى ظل تراجع موارد الدولة
من جانبها قالت ميرفت إليكسان عضو لجنة الطاقة بمجلس النواب، إن دخول مصر مرة أخرى مجال التصدير للغاز الطبيعى أمراً هاماً، فى ظل تراجع العديد من موارد الدولة، وارتفاع النفقات، مشددة على ضرورة تحقيق الاستفادة القصوى من ذلك المورد الهام وحسن استغلاله بما يحقق المنفعة العامة للمواطنين بعيداً عن المصالح الشخصية.
وأضافت "إليكسان" فى تصريحات لـ"برلمانى": "لابد أولاً من استغلال الغاز الطبيعى فى توفير احتياجات الدولة سواء الصناعية أو الاستخدام المنزلى للمواطنين، وبعد ذلك يتم العمل على تصدير الفائض للدول الخارجية، على أن يكون ذلك بقواعد وضمانات تحفظ حقوق الدولة، حتى لا يضيع الغاز دون استفادة مثلما حدث فى الماضى فى صفقة الغاز المصرى الذى كان يصدر إلى إسرائيل.
عصام بركات: مصر لم تخسر من تصدير الغاز لإسرائيل وكنا نستطيع أن نقطع عنهم الكهرباء
فيما قال النائب عصام بركات عضو لجنة الطاقة بمجلس النواب، إن سبب نقص الغاز فى مصر الفترة الأخيرة لم يكن بسبب عدم وجود حقول غاز، ولكن كان بسبب قلة عمليات التنقيب عن الغاز الطبيعى، خاصة أن الشريك الأجنبى وهى شركات التنقيب لم تكن تحصل على حصتها من الغاز الذى يتم اكتشافه سواء نقدياً أو عينياً، وهو ما جعلها تتوقف عن الإنتاج.
وأضاف "بركات" فى تصريحات لـ"برلمانى": "مصر عندها العديد من الاكتشافات والحقول المنتشرة بسواحل البحر الأبيض المتوسط، وعلينا أن نسعى من أجل تحقيق الاستفادة القصوى من تلك الحقول، وتوسيع عمليات التنقيب بالاشتراك مع الشركات العالمية ولكن بشرط أن يتم ذلك مع مراعاة حقوق الأجيال القادمة فى تلك الثروات.
وطالب "بركات" بضرورة استغلال الغاز بطريقة سليمة من خلال توجيهه للمصانع والشركات التى تعمل على التصدير، وليس للإنتاج المحلى فقط، مع ضرورة تنويع مصادر الطاقة من خلال استغلال طاقة الرياح والطاقة الشمسية والفحم.
وأوضح "بركات"، أن مصر لم تكن تصدر الغاز لإسرائيل بأسعار بخسة ولكنه كانت تصدر بالأسعار العالمية، ولم يكن هناك خسارة من وراء عمليات التصدير، وعمليات التصدير كانت تتم وفقاً لقواعد اللعبة السياسية، وكان التصدر يتم من خلال المخابرات العامة وليس شركات الكهرباء، وفى ذلك الوقت كانت مصر تتحكم فى مصدر طاقة إسرائيل وتستطيع أن تقطع عنها الكهرباء فى أى وقت إن شاءت.
