صراع الشباب والشيوخ فى الشرقية

انتخابات مجلس النواب 2015 ليست كأيّة انتخابات سابقة، فإلى جانب أنها انتخابات بعد ثورتين، وعقب القضاء على نظامى مبارك وجماعة الإخوان الإرهابية، وهى خطوة الاستكمال للاستحقاق الثالث والأخير من استحقاقات "خارطة الطريق"، فهى أيضًا الانتخابات الأولى التى تشهد حضورًا ملموسًا ونسبة تمثيل محدّدة بالقانون للنساء والشباب، إضافة إلى جرأة كثيرين من الشباب والنساء على خوض المنافسة على مقاعد الفردى، ونجاح عدد منهم فى تحقيق مراتب متقدمة واقتناص مقاعد فى المرحلة الأولى من الانتخابات، وهو الأمر الذى يبشّر بنتائج أكثر إيجابية مع المرحلة الثانية من الانتخابات، والتى ينطلق التصويت فيها خلال نوفمبر الجارى، وتضم 13 محافظة و102 دائرة للفردى ودائرتين للقوائم و282 مقعدًا على الفردى والقوائم.

المتابعة والنظرة الأولية لمحافظات المرحلة الثانية تشير إلى تقدّم الشباب واحتفاظهم بمكانة جيدة فى السباق، وفى محافظة الشرقية على سبيل المثال، يحقق شباب المحافظة المرشحين فى سباق مجلس النواب وجودًا مؤثّرًا، رغم محاولات الوجوة القديمة والعائلات للسيطرة على المشهد، ويرجع ذلك إلى التفاف الناخبين حولهم، وخاصة القطاع الكبير من الشباب والراغبين فى التغيير، وهو الأمر الذى قد يقلب موازين الصراع على المقاعد الانتخابية فى هذه الدورة.

الزقازيق.. من وجوه الجماعة الإرهابية إلى أستاذ قانون

فى دائرة الزقازيق، الأشد سخونة وصراعًا بالمحافظة، والتى سيطر عليها عناصر جماعة الإخوان الإرهابية لعدة دورات، ومنهم الرئيس المعزول محمد مرسى فى دورة 2000، نجد العقيد الدكتور خالد عراقى مأمور قسم ثانٍ الأسبق، والذى استقال من عمله بوزارة الداخلية عقب ثورة 25 يناير 2011، وخاض تجربة الترشح فى الانتخابات خلال دورة 2012، واستطاع دخول حلبة المنافسة بقوة وحصد عدد كبير من الأصوات أمام مرشحى الإخوان، رغم أنها كانت المرة الأولى له، وهو حاصل على درجة الدكتوراه فى القانون، ويعمل فى إحدى الجامعات العربية.
وفى دائرة مركز الزقازيق، يتحالف النواب الأربعة السابقون على مقاعد الدائرة، والذين يتمتعون بقواعد وكتل تصويت كبيرة، وهم: عزت بدوى، ومحمد الصالحى، ورفعت بيومى ولطفى شحاتة، يصعد إلى جوارهم على حلبة المنافسة "خالد بشر" مرشح حزب "مستقبل وطن" والذى صعد فى الانتخابات السابقة ودخل جولة الإعادة، مفجّرًا مفاجأة كبيرة للجميع، كونها المرة الأولى التى يدخل فيها انتخابات، واستطاع خلال السنوات الأربع الماضية العمل على زيادة شعبيته، وتكوين قواعد وتكتلات تصويتية.

"عسكر" يتحدى وزير التضامن السابق

دائرة أبو كبير تشهد حضورًا خاصًّا ومختلفًا للشباب، عبر المرشح المستقل نبيل عسكر، الذى ينافس بقوة على أحد مقعدى الدائرة، إلى جانب 11 مرشّحًا آخرين معظمهم من النواب السابقين والوجوه المعروفة، على رأسهم، المرشح على مصيلحى، وزير التضامن الأسبق والقيادى بالحزب الوطنى المنحل، سعيًا من المرشح الشاب لكسب أصوات مؤيدى مصيلحى، النائب السابق عن الدائرة، بينما يتمتع المرشح الشاب بحضور مميز بعد مشاركته فى الانتخابات السابقة ووصوله إلى جولة الإعادة، بينما يتحدث كثيرون من الناخبين عن تمتعه بحب وتقدير كبيرين من جانب الأهالى، خاصة وأن له رصيدًا من الخدمات ويهتم بالحالات المرضية والإنسانية، إضافة إلى أنه دائم التواجد وسط الأهالى خلال السنوات الماضية.

عبد المولى.. صاحب الـ 86 ألف صوت فى الحسينية

وفى دائرة الحسينية، يخوض السباق المرشح خالد عبد العظيم عبد المولى، وهو أحد رجال الأعمال الشباب، وقد برز فى الدائرة خلال انتخابات مجلس النواب السابقة، والتى حصل فيها على 86 ألف صوت، وله تواجد وحضور كبيران بين قطاع الشباب، ما دفعه لتنصيفه داخل المنافسين على أحد مقعدى الدائرة، إذ يتوقع كثيرون من الناخبين والمتابعين والمهتمين بالدائرة أن يكون ضمن الأربعة المؤهلين لجولة الإعادة.

دائرة منيا القمح.. 7 مرشحين شباب يخوضون المنافسة

أما فى دائرة منيا القمح، فنجد الدكتور محمد عبد البديع، أستاذ القانون الدستوى ووكيل كلية الحقوق بجامعة الزقازيق، والذى ترشح فى انتخابات 2012 ووصل إلى جولة الإعادة، ويتمتع برصيد من التقدير والتكتلات التصويتية.
يشار إلى أن "منيا القمح" دائرة ذات طبيعة خاصة، وفيها عدد كبير من المرشحين الشباب ممن يتمتعون بقواعد شعبية وتكتلات تصويتية لا يُستهان بها، وهم: محمد الطوخى، وخالد عبد الرحمن مشهور، نجل النائب السابق عبد الرحمن مشهور، ومعهما حسين جدوع، ومجدى درويش مؤسس ائتلاف الشرطة، إضافة إلى 3 مرشحين أقل من 30 سنة، وهم: محمد نبيل، ومحمد عاشور وعبير طبيقية، والذين تمكنوا خلال الفترة الماضية من تكوين قواعد شعبية فى الدائرة.

ملاك ونوسيلة.. سيدتا كفر صقر وفاقوس

أما عن حضور النساء، وخاصة من متوسطات العمر والشابات، فى السباق الانتخابى لمجلس النواب 2015، فتشهد دائرة كفر صقر وأولاد صقر حضورًا مميّزًا للمرشحة ملاك على جمعة، المرأة الوحيدة التى تخوض المنافسة فى الدائرة فى مقابل باقة كبيرة من الرجال، وهو الأمر نفسه بالنسبة للمرشحة نوسيلة أبو العمرو، فى دائرة فاقوس، والتى تواجه صراعًا مع التحالفات الكبيرة وصراع الوجوه البارزة فى الدائرة.