برلمان العجائب ..يجمع الأقارب

عاش المصريون على عادات وتقاليد برلمانية منذ عشرات السنيين لم تتغير كثيرًا إلى أن جاء برلمان ثورة 30 يونيو الذى حمل فى جعبته الكثير من التقاليد البرلمانية المليئة بالمفاجآت، والتى كانت من أبرزها ظهور الأب والابن فى قاعة المجلس خلال فصل تشريعى واحد، كلا منهم يمثل إقليم مختلف عن الآخر.

لم تتوقف مفاجآت البرلمان الذى وصفه المراقبون "الأنزه" فى تاريخ الحياة النيابية الحديث، عندما أعلنت اللجنة العليا للانتخابات عن فوز الشقيقين بمقاعد البرلمان ليكونا ممثلان عن محافظة بنى سويف التى تعرف أنها من ضمن المحافظات الأكثر فقرًا.

ويستمر برلمان 2015 فى كسر كل الأعراف البرلمانية القديمة، ويعلن عن وجود نائب وابن أخته كأعضاء يسعى كل منهما إلى تقديم خدماته إلى أبناء محافظة الشرقية التى شهدت هذه العادة البرلمانية الجديدة ليرصد موقع "برلمانى" هذه الظواهر من خلال التعريف بهؤلاء النواب.

"الواد وأبوه" الأب والابن فى البرلمان

شهد البرلمان الحالى مفاجأة عندما أعلن المستشار أيمن عباس رئيس اللجنة العليا للانتخابات البرلمانية، عن فوز المستشار مرتضى منصور رئيس نادى الزمالك، بعضوية مجلس النواب عن دائرة ميت غمر بمحافظة الدقهلية.



وفى نفس السياق أعلنت لجنة الانتخابات البرلمانية عن فوز أحمد مرتضى منصور بمقعد دائرة العجوزة بمحافظة الجيزة، ليكون رفيق والده فى البرلمان كما هو الحال فى البيت الذى يجمعهما.

لم يختلف الابن عن أبيه كثيرًا فى مواقفه فى البرلمان بحسب مراقبين سواء فى العصبية أو أثار الضجيج من اللحظات الأولى فى البرلمان، حيث طالب المستشار بهاء أبو شقة، رئيس الجلسة الإجرائية، بإعادة النائب مرتضى منصور، عضو مجلس النواب، القسم الدستورى مرة أخرى بعد ورود له مذكرة عليها توقيعات نواب المجلس بضرورة إعادته حلف اليمين بسبب خطأه فى الأداء وإضافة كلمة أحترم مواد الدستور بدلا من كلمة أحترم الدستور.



وهو ما أثار حفيظة النائب مرتضى منصور، وقال إنه لا يجوز لأحد أن يفرض وصايته عليه، متهمًا من قاموا بكتابة المذكرة ضده بـ"شغل مخبرين"، مضيفًا "انتهى زمن المخبرين من زمان ولا يوجد من يرغمنى على أداء القسم مرة أخرى".
وتابع مرتضى "أنا أرفض الاعتراف بثورة 25 يناير ولا أحد يستطيع إجبارى على الاعتراف بها أو حلف اليمين مرة أخرى"، وهو ما دفع النواب مصطفى بكرى وخالد يوسف وآخرون بالتدخل ومحاولة تهدئة مرتضى منصور وإقناعه بحلف اليمين مرة أخرى.

وفى نفس السياق قام نجل مرتضى منصور وداعب العجوز فى استكمال مسيرة أبيه فى إثارة الجدل حول أدائه البرلمانى تحت القبة، حيث قال أحمد مرتضى منصور، عضو مجلس النواب عن حزب المصريين الأحرار فى دائرة الدقى والعجوزة بمحافظة الجيزة - تعليقًا على كلمته خلال جلسة البرلمان، والتى انفعل فيها بسبب الحديث فى المجلس - "هموت والله من الضحك، بصراحة الأداء كان أوفر شوية، بس على فكرة دى الحقيقة، يجب أن نحترم الآخرين عندما يتحدثون، حتى لو كنا نختلف معهم، ويجب أن نحترم الكبار لأننا لسنا فى صراع، بل تكامل بين الأجيال".

وأضاف أحمد مرتضى منصور - فى تصريحات عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" - قائلاً: "لم يقاطعنى أحد، ولكن البعض كان يقاطع العديد من الزملاء، كنت أدافع عن مبدأ حرية المتحدث، وحق رئيس الجلسة فقط دون غيره فى الحديث معه.. تفاءلوا بمجلس النواب، فإنه يعبر عنكم تمامًا، وأعتقد أن ما حدث بالأمس دليل على ذلك"، ليظل الوالد ونجله محطة أعين الإعلام فى البرلمان.

الشقيقان تحت قبة البرلمان

دائرة واحدة تجمعهم ورحم واحد أخرجهم وأب واحد يحملون اسمه وصندوق واحد تسبب فى إعلان المستشار أيمن عباس رئيس اللجنة العليا للانتخابات البرلمانية، عن فوز الشقيقان عاطف محمد عبد الجواد وعبد الرحمن محمد عبد الجواد الفوز بعضوية مجلس النواب فى ظاهرة لم يشهدها البرلمان من قبل.



لم يستمر عمل الشقيقان داخل البرلمان فى اللجان النوعية داخل مطبخ عمل المجلس، حيث أعلن المهندس عاطف عبد الجواد عن انضمامه إلى لجنة الإسكان والمرافق ليخوض الانتخابات داخل اللجنة على منصب أمين سر اللجنة وينجح فى اقتناص المقعد بالتزكية دون إجراء أى انتخابات.

بينما أعلن الدكتور عبد الرحمن محمد عبد الجواد البكرى والشهير بـ "عبد الرحمن البرعى" انضمامه إلى لجنة التعليم والبحث العلمى والتى خاض فيها انتخابات شرسة حتى يتمكن من الحصول على مقعد وكيل لجنة التعليم والبحث العلمى.

لم يكن الشقيقان تحت القبة ضيوف شرف بل سعى كل منهما إلى العمل على تقديم العديد من مشروعات القوانين التى تهم المواطن البسيط، حيث تقدم الأخ الأكبر عاطف عبد الجواد بالعديد من مشروعات القوانين أشهرهم قانون إنهاء عمل موظفى الدولة بعد سن 60 عامًا، وقانون إلغاء الدعم عن الأغنياء.

بينما أعلن البرعى عن تقديمه بمشروعات قوانين تخص التعليم خلال أيام وأبرزها العمل على حل أزمة الثانوية العامة.

"الخال وابن أخته" فى البرلمان

فى مشهد مختلف آخر من مشاهد برلمان ثورة 30 يونيو يظهر معالمه فى ضم البرلمان النائب فايز أبو خضرة عضو مجلس النواب عن حزب الو فد بدائرة بلبيس، ونجل شقيقته البرلمانى خالد بشر نائب حزب مستقبل وطن عن دائرة بلبيس.



انضم الخال وابن أخته إلى نفس اللجنة تحت قبة البرلمان، حيث أصبحا أعضاء بلجنة الشئون العربية ثم انتقل كلاهما إلى لجنتين مختلفتين.