الجمعة، 22 نوفمبر 2024 07:45 م

3 نواب جدد فى 7 شهور برلمان بعد رحيل عكاشة وصيام والخولى واليزل..الشورى يحصد مقعد "نبروه".. نادر يصعد مكان رئيس "دعم مصر".. عبير تقتنص مكان زوجها الراحل..ولا بديل للمستشار المستقيل

مصائب قوم عند قوم "مقاعد"

مصائب قوم عند قوم "مقاعد" مصائب قوم عند قوم "مقاعد"
الجمعة، 08 يوليو 2016 10:06 م
كتب حازم حسين
مصائب قوم عند قوم فوائد، هكذا اختزلت الحكمة العربية القديمة التى دونتها قرائح الشعراء منطق الحياة وميزانها للأمور، فمن هموم ومشكلات بعض الناس قد تزهر وتثمر أفراح ومكاسب آخرين، ومن معاناة البعض قد يأتى سعد البعض، وفى عالم البرلمان يمكننا أن نستعير عطيّة الشاعر القديم لنجريها على ما شهده مجلس النواب خلال الشهور السبعة المنقضية من عمرها، لتصبح "مصائب قوم عند قوم مقاعدُ"، هذا بالضبط ما يمكنك تلخيص الدراما وتحولات البرلمان وتطوراته فيما يخص خروج أعضاء ودخول آخرين خلال الشهور الماضية، بتصاريف وأسباب تتنوع بين المواقف الشخصية وسوء التقدير، أو كلمة القدر القاطعة التى لا راد لها، وبينما أصابت المصائب 4 وجوه برلمانية: المستشار سرى صيام، و"نائب التطبيع" توفيق عكاشة، واللواء سامح سيف اليزل والنائب محمد مصطفى الخولى، كانت الفوائد، أو المقاعد بمعنى أدق، من نصيب ثلاثة آخرين: محمد الشورى بديلاً لـ"عكاشة"، ونادر مصطفى بديلاً لـ"سيف اليزل"، وعبير سليمان "أرملة الخولى" بديلة لزوجها الراحل، بينما ظل اسم المستشار سرى صيام فى دائرة المصيبة التى أصابت أهلها دون أن تسبغ فائدتها على آخرين، فلم يحل بديل له تحت القبة، إذ كان المستشار ضمن "كوتة" التعيين التى منح الدستور حق اختيارها لرئيس الجمهورية ونص على ألا تزيد عن 5% من إجمالى عدد النواب المنتخبين، بينما لم يضع حدًّا أدنى لها، ويبدو أن الرئيس اكتفى بـ27 نائبًا بدلاً من 28 بعد استقالة "صيام".

محمد الشورى.. عندما غاب التوفيق عن "عكاشة"


أول الفائزين من دائرة المشكلات والتطورات التى شهدتها القاعة الرئيسية لمجلس النواب وخريطة العضوية بالمجلس، المرشح السابق محمد الشورى، الذى نافس على مقعد دائرة طلخا ونبروه بمحافظة الدقهلية فى الانتخابات التى جرت نهاية العامة الماضى، ولم ينجح فى اقتناص المقعد، ولكن منحته الحياة فرصة أخرى بعد أقل من 4 شهور، عندما غاب التوفيق عن "عكاشة"، الإعلامى ونائب الدائرة، الذى تورط بسذاجة مفرطة فى لقاء السفير الإسرائيلى السابق بالقاهرة، حاييم كورين، ليدق المسمار الأكبر فى نعشه، بعد مسامير عديدة كان قوامها تصريحاته المستفزة وتطاوله على الخصوم السياسيين، لتأتى خطوة لقاء السفير وتكون السبب المباشر فى الإطاحة به من المجلس، وتعلن اللجنة العليا للانتخابات عن فتح باب الترشح للمنافسة على مقعد الدائرة الشاغر بإسقاط عضوية عكاشة، ويتقدم عدد من المرشحين، وتجرى الانتخابات على جولتين لينجح محمد الشورى فى اقتناص المقعد.

محمد الشورى

نادر مصطفى.. خليفة زعيم "دعم مصر" الصاعد للبرلمان بهدوء


المصيبة الكبرى التى ضربت ائتلاف دعم مصر، كانت فائدة لشخص آخر ربما لم يساوره حلم الدخول لقاعة مجلس النواب، كان الرجل تلميذًا ومساعدًا للواء سامح سيف اليزل، وارتضى دور البديل له فى القائمة، ضمن مساحة القرب الكبيرة التى كانت تجمعهما فى مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية الذى يرأسه سيف اليزل، وربما لم يكن معروفًا للأوساط السياسية، إذ لم يهتم أحد بتتبع أسماء البدلاء فى القوائم الانتخابية، ولكن مع إعلان خبر وفاة سيف اليزل فى الثانى من أبريل الماضى، بدأت الأنظار تتجه إلى خليفة اللواء ووريث مقعده تحت القبة، وسرعان ما أعلن المجلس تصعيد نادر مصطفى بديلاً للواء سامح سيف اليزل، حسب نص المادة الخاصة بنظام القوائم فى قانون الانتخابات، ليكون "مصطفى" أكثر الأشخاص ضمن الدائرة المقربة من "سيف اليزل" الذى تتنازعه مشاعر متناقشة ومتضاربة، فما بين مصيبة وفاة أستاذه وقائده والشخصية التى أحبها واقترب منها، وفوزه بعضوية البرلمان ودخوله إلى مضمار العمل التشريعى والرقابى وجيهًا ولامعًا قدر ما كان يحظى به المقعد الذى ورثه من وجاهة، وقف نادر مصطفى وقوفًا عمليًّا أمام حقيقة أن "مصائب قوم عند قوم مقاعد".

نادر مصطفى copy

عبير الخولى.. "كرسى البرلمان" ميراث الأرملة من زوجها


ثالث الأسماء فى بورصة الرابحين ربما تكون صاحبة النصيب الأصعب من ثقل المصيبة وحلاوة الفائدة فى الآن ذاته، فهذه المرة لم تصب الفائدة مرشحًا سابقًا أخفق وظن الأمر انتهى حتى انقضاء البرلمان بعد 5 سنوات، ولم تصب تلميذًا ومساعدًا وفيًّا خسر أستاذه ولكن كسب وجاهة البرلمان، وإنما أسابت المصيبة والفائدة العائلة نفسها، والمنزل نفسه، والشخص نفسه.

عبير سليمان

هذا ما حدث مع الدكتورة عبير سليمان، أرملة النائب الراحل محمد مصطفى الخولى، عضو مجلس النواب عن دائرة مركز الفيوم، وعضو ائتلاف دعم مصر، والنائب المخضرم وابن العائلة التى سيطرت على مقعد الدائرة لسنوات طويلة، فبعد وفاة "الخولى" فى الحادى والعشرين من أبريل، أعلنت عبير سليمان نيّتها الترشح للمنافسة على المقعد، لتبدأ حملة دعم واسعة لها من أعضاء البرلمان عن محافظة الفيوم، وتعلن عائلة الخولى دعمها لها وعدم الدفع بمرشحين للمنافسة على المقعد، وبالفعل خاضت الأرملة المنافسة على مقعد الزوج الراحل مدعومة بأسوات عائلته وبمساندة من زملائه النواب، لتعبر إلى المقعد بعد منافسة مرهقة مع عدد من المرشحين، انتهت بتفوقها فى جولة الإعادة بفارق ضئيل من الأصوات عن منافسها المرشح عمرو نبيل أبو السعود، ابن إحدى العائلات الكبرى بالدائرة وصاحبة التاريخ البرلمانى العريض، وتتجسد معها مقولة "مصائب قوم عند قوم مقاعد" بأقصى صيغة عملية يمكن أن تتجسد بها، فالزوجة المحبة فقدت زوجها وليس أفدح من هذا، وفى الوقت ذاته ورثت مقعده وحافظت على اسمه الذى تحمله تحت القبة، وليس أكثر إبهاجًا لها من هذا، إذ ضمنت على الأقل أن المصيبة التى طالتها، خف أثرها بالفائدة التى لحقت بها، وبينما اختطف الموت النائب محمد مصطفى الخولى، منحها فرصة أن تكون على مقعده النائبة "عبير الخولى".

print