تشتعل المنافسة فى قطاع القاهرة بين 4 قوائم انتخابية تضم كل منهما 45 مرشحًا، والقوائم المتنافسة هى "فى حب مصر" و"التحالف الجمهورى" و"تيار الاستقلال" و"النور"، وكل قائمة تعتمد للترويج لنفسها والوصول للمواطن فى المعركة الانتخابية بالمرحلة الثانية للانتخابات على عدد من الرموز السياسية والشخصيات العامة المعروفة الذين تضمهم كل منها.
وكان لـ"برلمانى"، حوار مع الفريق حسام خير الله، وكيل جهاز المخابرات العامة الأسبق، كشف فيه عن أهداف القائمة، ورؤيتها لتشكيل المجلس بعد المرحلة الأولى للانتخابات، وإذا كان سيعبر عن مصالح الشعب أم لا، وموقفهم من تشكيل ائتلاف مع القوائم الأخرى أو المستقلين تحت قبة البرلمان حال فوزهم فى الانتخابات الجارية، كما تحدث عن رأيه فى حزب النور وتواجده داخل البرلمان، وموقفهم أيضًا من قائمة "فى حب مصر".
وإلى نص الحوار..
- لماذا قررت الترشح للانتخابات البرلمانية؟
إن الترشح للبرلمان عبء، ولا أسعى لمصالح شخصية، ولكن أزعجنى وجود قوى فى قوائم أخرى تخوفت من أن تدخل البرلمان، فى ظل الرأسمالية المتوحشة التى لو سيطرت على البرلمان ستأخذنا لطريق غير مرغوب فيه، وجاء فى وقت نريد الخروج فيه بالبلد من عنق الزجاجة، والوقوف خلف الدولة وترشيد توجهاتها.
- هل تقصد أن قائمة "فى حب مصر" تمثل رأس المال المتوحش؟
فى حب مصر، تضم عددًا من الأحزاب الرأسمالية مثل المصريين الأحرار، والمحافظين، وغيرهم الكثيرين، ولا أريد أن أركز على سلبيات المنافسين، ولكنى أطالب المواطنين بالمقارنة بين القوائم ومرشحيها.
- وما خطورة استخدام رأس المال على البرلمان؟
من ينفق أموالًا فى الانتخابات يعتبرها استثمارًا، وهناك رجال أعمال يمولون "حزب اتولد بشنب"، وليس كل مرشحيه من الشباب كما يدعون، وأقصد بالاستثمار أن هذه الأحزاب حال حصولها على أكثرية ستواجه خروج بعض القوانين التى تتعارض مع مصالح رجال الأعمال الممولين لها، مثل قانون الضريبة التصاعدية، وبالتالى ستكون أعباء الضرائب على الفقراء والطبقة المتوسطة، وستصب التشريعات فى مصلحة رجال الأعمال فقط.
- هل يعنى هذا أن المجلس المقبل لن يعبر عن طموحات الشعب؟
لا يجب أن نسبق الأحداث، والمرحلة الأولى لا تزيد عن 40%، والمرحلة الثانية من الانتخابات ستظهر الشكل النهائى للمجلس، ولكن إذا سيطر على البرلمان أحزاب رأسمالية مثل المصريين الأحرار، ومستقبل وطن، فإنه سيعبر عن مصالح رجال الأعمال ولن يعبر عن مصالح الشعب.
- وكيف تواجه الدولة سطوة رأس المال على الانتخابات؟
المواجهة ستكون من المواطن وليس الدولة، وذلك بابتعاد الناخب عن انتخاب مرشحى الأحزاب الرأسمالية حتى لا يحصلون على أغلبية أو أكثرية، لأنهم يريدون توجيه البلد لما يحقق مصالحهم، أما مشكلة شراء الأصوات، فعلاجها أيضًا فى يد المواطن، وذلك عن طريق المشاركة بكثافة لأنها ستجعل صاحب رأس المال عاجزًا عن شراء الأصوات.
- لكن البيئة السياسية غير جاذبة للمواطن للمشاركة بكثافة؟
هذا أمر غير صحيح، ولكن الإعلام الرسمى والخاص لم يقدما التوعية الكافية للمواطن، وأصبحت الانتخابات بدون هدف واضح للمواطن، لم نوجه له رسائل جوهرية وذات عمق توضح له المخاطر التى تواجهها الدولة، وكانت رسائل الإعلام سطحية جدًا واقتصرت على دعوة المواطن للمشاركة والنزول للجان الانتخابية.
- هل تخطت قائمة "فى حب مصر" الحد الأقصى للدعاية الانتخابية؟
الإنفاق على الدعاية الانتخابية غير طبيعى، وقائمة "فى حب مصر" لها 8 إعلانات بمدخل القاهرة الجديدة، تكلفة الإعلان الواحد منها 50 ألف جنيه فى الشهر، ولكنها ليست الوحيدة التى تخطت سقف الدعاية الانتخابية، بل وقائمة تيار الاستقلال أيضًا، وهذا كله حدث بسبب وجود قصور فى دور الدولة ممثلة فى اللجنة العليا للانتخابات البرلمانية، والمحافظين بالمحافظات المختلفة الذين لم يطبقوا القانون بإزالة كافة الدعاية المخالفة التى بدأت قبل بدء المواعيد الرسمية للدعاية الانتخابية.
- وما الذى يميز قائمة التحالف الجمهورى؟
قائمة التحالف الجمهورى، يسمونها "القائمة البيضاء"، وتتميز بأنها تضمن فئات متجانسة ومتقاربة فكريًا، على عكس قائمة "فى حب مصر" وغيرها من القوائم التى تستخدم كـ"كوبرى" لدخول البرلمان، وهذه القوائم ستتفتت مهما طال الزمن بمجرد دخولها البرلمان، ولن يستطيعوا تشكيل كتلة داخل المجلس لأنها تضم نواب من أحزاب مختلفة أيدلوجيًا، ولذلك وضعوا 18 نقطة اتفقوا عليها لعدم قدرتهم على الاتفاق فى كثير من الأمور.
ورغم محاولة البعض "شيطنة" قائمة التحالف الجمهورى، ووصفها لأنها معارضة، إلا أن قائمتنا يميزها حرصها على إعداد جيل ثان يتحمل المسئولية ليتمكنوا من خوض التجربة البرلمانية فى ظل وجود خبرات تساعده فى الوقت الحالى، بما يساعدهم على المنافسة منفردًا فى المستقبل، والدليل على ذلك أن القائمة لم تلتزم بضم 6 شباب فقط كما نص الدستور، بل أنها ضمت 12 شابًا.
- وما هى فرصة فوز قائمتكم بقائمة قطاع القاهرة؟
فرصتنا قوية جدًا رغم الحصار المفروض علينا إعلاميًا واقتصاديًا، لأننا لا نتلقى تمويلًا من أثرياء أو أحزاب، وفوزنا سيحدث توازنًا داخل المجلس.
- وهل يمكن أن تشكلوا ائتلافًا مع قائمة "فى حب مصر" تحت قبة البرلمان؟
نتمنى أن يكون هناك ائتلاف كبير رغم أنه يحتاج مجهودًا ضخمًا جدًا، لنتمكن من تحجيم الشرذمة فى الأراء، ولكن كما قلت لك، تلك القائمة ستتفتت بمجرد دخولها البرلمان، والأقرب لنا أن نشكل ائتلافًا مع نواب مستقلين، وبعض النواب من قائمة "فى حب مصر" على المستوى الفردى لمن يرغب أو تتقارب أفكاره وتوجهاته معنا بعيدًا عن أى رغبة من القائمة فى السيطرة، وفى النهاية سنركز على العمل فيما يصب فى صالح الدولة.
- هل ستترشح لرئاسة المجلس؟
"بعد الشر عليا"، ورحم الله أمرء عرف قدر نفسه، ورئيس المجلس الأصلح له رجل قانون وصاحب مرونة، ولو كنت عضوًا بالمجلس منذ 10 سنوات كنت فكرت فى الأمر، والمجلس المقبل يحتاج لرئيس يستطيع المناورة ليتمكن من تسيير الأمور، وفتحى سرور كان أستاذًا فى إدارة المجلس، رغم أنه كان يمرر القوانين المطلوب منه تمريرها، ونحن لا نريد تكرار هذه التجربة.
- وهل هناك من يصلح لرئاسة البرلمان من المنتخبين؟
ليس من المفترض أن نجور على حق المجلس فى اختيار رئيسه، وإن لم يكن رئيس المجلس من المنتخبين، فسيكون هناك مقاومة لاختيار الرئيس من المعينين، والمجلس القادم معرض لاختبارات عديدة.
- وما اللجان النوعية التى ستنضم لها داخل البرلمان حال فوزك؟
الدفاع والأمن القومى، بالإضافة إلى لجنة من اثنين الشباب والرياضة، أو الاقتصاد.
- هل ترى خطورة فى وجود حزب النور داخل البرلمان المقبل؟
حزب النور "تربية" أمن الدولة، وعلاقته بالأجهزة الأمنية معروفة، وأنا عندى تحفظ كبير على حزب النور، لأنه يشق الدولة بمواقفه تجاه الأقباط، ولكنه لا يشكل خطرًا على البرلمان بسبب تمثيله القليل، وهذا ما توقعناه بألا يزيد تمثيله عن 30 نائبًا، والدولة حريصة على تمثيل كافة التيارات بما فيها التيار الدينى حتى لا يكون هناك إقصاء لأحد.
- ما رأيك فى المبادرة التى أطلقها حمدين صباحى لتدشين "جبهة الاصطفاف الوطنى"؟
"دى دعوات بتظهر فى المناسبات، وهو كان فين بعد الانتخابات الرئاسية من 17 شهرًا، ويمكنه أن يصطف فى أحزاب وفى القوائم وفى الانتخابات، وهذه الدعوة متكررة وكـ"البالونة" تظهر مع كل مناسبة، وليس لها فائدة إلا معنويًا فقط فى وقت الدولة تريد فيه عنصر قوة دائم بمبادرات فعلية لتنشيط السياحة أو دفع الاستثمار.
- وما رأيك فى الموقف الدولى من مصر بعد حادث الطائرة الروسية؟
أمريكا أحرجت الرئيس الروسى، ولو لم يتخذ موقفًا بإجلاء رعاياه وإلغاء رحلات السياحة الروسية لمصر، كان سيظهر فى صورة الرئيس الغير حريص على مصلحة رعاياه، ويجب أن نلاحظ أن قراره ذُيل بأنه "مؤقت".
وهناك أبعاد أخرى، وهى أن أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، هم الدول المصنعة للطائرة "إيرباص"، ومن مصلحتها ألا تظهر عيوب بالطائرة وألا طالبها الجانب الروسى بتعويضات وحملها مسئولية الحادث، كما أن الدول الأوروبية تتحرك بضغط من أمريكا لأهداف سياسية ورغبة فى إرباك الدولة المصرية وتعطيل الانتخابات البرلمانية، وحلمهم ألا يستكمل الاستحقاق الأخير.