واحد من أكثر نواب لجنة الخطة والموازنة بالبرلمان قربًا من التفاصيل، وبحثًا عن الحلول والبدائل، واشتباكا مع الأحداث، داخل اللجنة وفى اجتماعات وجلسات المجلس بشكل عام، إنه النائب عصام الفقى، أمين سر لجنة الخطة والموازنة بالبرلمان، وعضو المجلس عن مركز دمنهور بمحافظة البحيرة، الذى فتحنا معه عدة ملفات داخل لجنته وداخل البرلمان وخارجه، فيما يخص العمل البرلمانى والشأن العام ويتصل بحياة ومصالح المصريين بشكل عام.
توقع البعض من لجنة الخطة أن ترفض الموازنة الجديدة وتعتبرها غير دستورية فلماذا لم تأخذ اللجنة هذا الموقف؟
- دور اللجنة والبرلمان ليس تصيد الأخطاء وتصدير المشكلات والأزمات، لكن دورنا أن نعالج الأمور ونبحث لها عن حلول، لأن البلد ليس حمل الاشتباك مع الحكومة والوزراء بما يضر مصالح الدولة والجميع فى مركب واحدة.
وماهى البدائل التى طرحتها اللجنة على الحكومة؟
- هناك حلول كثيرة لحل أزمة الموزانة، لكن تطبيقها سيكون على الموزانات المقبلة، لصعوبة تنفيذها على الموازنة الجديدة، مثل رفع الدعم عن البنزين 95، وإتمام عمليات التصالح على الأراضى الزراعية، لأن المهندس إبراهيم محلب، رئيس لجنة التصالح، أكد لنا أن هذا الإجراء سيوفر للدولة 96 مليار جنيه تقريبًا، وكذلك تأتى أزمة الصناديق الخاصة ضمن الحلول، مش لازم كلها، لكن على الأقل بعضها ممكن ضمّه لموزانة الدولة، لسد العجز البالغ 305 مليارات فى الموازنة الأخيرة.
هى الصناديق الخاصة؟ وما حجم الأموال الموجودة بها؟
- هى صناديق تابعة لجهات تنفيذية ومشكّلة بقرارات خاصة، وبها على الأقل 600 مليار جنيه، وكلها خارج موازنة الدولة، وكلها بتضيع على مكافآت وحوافر ولوائح غير منضبطة، و10 صناديق منها بس لو تم ضمها لموازنة الدولة هنحل أزمتها، وهذا هو المطلوب، أن نأخذ قرارات سريعة وجريئة، ويشعر المواطن بنا.
هل هناك حلول وأفكار عملية أخرى قد تحل أزمة الموزانة العامة؟
- هناك 9 ملايين مواطن يأخذون دعمًا وهم لا يستحقونه، ومن بينهم ضباط وقضاة، وأعضاء بالهيئات الرقابية، ولا بد من أن يخرج كل من يتخطى راتبه 5 آلاف جنيه شهريًّا من منظومة الدعم، وكذلك بيع أصول وزارة الأوقاف، كل دى حاجات تحل أزمات الموازنة وأزمات مصر.
ولماذا لا يحدث ذلك؟
- بكره تشوف لجنة الخطة والموزانة دى هتعمل إيه، وهناخد قرارات جريئة جدًّا فى الفترة المقبلة.
اللجنة أم البرلمان بشكل عام؟
- أنا أتحدث عن اللجنة بقيادة الدكتور حسين عيسى، أنا براهن إن الراجل ده هيكون رجل المرحلة المقبلة، بخبرته وعلمه ورزانته، وأنا براهن إن هو لا بدّ يكون يومًا ما رئيس وزراء مصر.
لماذا كل هذه الثقة به؟
- لقد اقتربت منه جدًّا وعلمت جيدا حجم خبرته، ولا بدّ من أن يكون رئيس الوزراء له هوية وذا قوة ليرسم رؤية للدولة، والدكتور حسين عيسى فاهم وواعى ومش هينضحك عليه.
وما هو رأيك فى المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء؟
- أحترمه بشدة، ولكن مصر تحتاج رئيس وزارء له هوية ورؤية واضحة، وقادر على خلق مناخ استثمار جيد، وإدارة العملية الاقتصادية بحرفية وخبرة.
تحدث عن التصالح فى البناء على الأراضى الزراعية.. أين يمكن استغلال تلك الأموال؟
- فلوس التصالح على الأراضى الزراعية فقط تكفى لإصلاح مشكلات مياه الشرب والصرف الصحى والمحليات والكهرباء وخدماتها، وستوفر بنية تحتية للمدن الجديدة، ويتبقى جزء نستصلح به الأراضى الجديدة، لكن طبعا مش تروح لصندوق وتتصرف مكافآت وحوافز.
وهل قدمت اللحنة هذه التوصيات فى تقريرها حول الموازنة؟
- لجنة الخطة والموازنة قدمت تقريرًا من أفضل التقارير عن الموازنة، تضمن كل هذه التوصيات، ولكن الفكرة أن تطبيقها سيكون بداية من الموازنة المقبلة، ومن ضمن خطتنا للمرحلة المقبلة متابعة قضية الـ6 ملايين موظف فى الجهاز الإدارى للدولة، الذين يمثلون قوة معطلة، وسنضع خطة لإعادة هيكلة النظام الإدارى للاستفادة منهم.
وفيما يخص أزمة فائدة الدين التى وصلت إلى 292 مليار جنيه، سنبحث طرح حلول لها، وهو أن أصحاب هذه الديون يشاركون بها فى الاستثمارات، فيما يخص الدين الداخلى، وتنخفض أصول تلك الديون.
هل ستراقب اللجنة الحكومة أم أن الأمر انتهى بالموفقة على الموازنة؟
- لا طبعا لم ينتهِ الأمر.. سنعطى للحكومة 6 أشهر كمهلة، لنرى تنفيذ توصياتنا ونرى هل هى جادة فى وعودها أم لا، ولّا هتحط مطالبنا فى الأدراج.
وما رأيك فى مطالب سحب الثقة من عدد من الوزراء؟
- لو كل يوم سحبت ثقة من وزير الدنيا مش هتمشى، الوزير اللى مش عاجبك استدعيه وناقشه، وشوف فين أوجه القصور وعالجها، وشوف هل لديه اعتمادات مالية أم لا.
ولماذا ترفض الإقالة؟
- لأن الناس بتمتنع عن قبول منصب الوزير، لأنه عارف إن مفيش فلوس.
لكن هل ينطبق ذلك على كل الوزراء؟
- الحقيقة لا.. وزيرا الصحة والتعليم مش نافع معاهم حاجة، لأن منظومتهم محتاجة تغيير شامل، ومهما ضخيت فيها أموال لن ينصلح حالها.
أخيرا.. ما هى وظيفتك الأصلية وماذا تعمل حاليا إلى جانب البرلمان؟
- وظيفتى الأصلية رئيس شعبة بالجهاز المركزى للمحاسبات، واستقلت منها ومش هرجعها تانى، والحمد لله راضى ومش ورايا حاجة دلوقتى غير الشغل عشان البلد.