بين مؤيد ومعارض لوجود نتائج على أرض الواقع بعد الجهود المضنية التى بذلتها مؤسسات الدولة المعنية والمختلفة من أجل تجديد الخطاب الدينى وتنقية كتب التراث، يرى بعض أعضاء لجنة الشئون الدينية بالبرلمان، أن إنشاء مراكز للترجمة والنشر بوزارة الأوقاف خطوة قوية فى سبيل الحفاظ على النشء من الفكر المتطرف تضاف إلى خطوات أخرى سابقة، فيما يقطع البعض الآخر بعدم وجود شىء ملموس على أرض الواقع يتعلق بذلك، مطالبين بضرورة بذل المزيد من الجهد كون التغيير لن يأتى فى ليلة وضحاها.
مهجة غالب: نحن فى حاجة لتجديد الخطاب الدينى والثقافى لمواجهة خطر التطرف
قالت النائبة مهجة غالب، عضو لجنة الشئون الدينية بالبرلمان، إن مصر تحتاج إلى تجديد الخطاب الدينى والثقافى أيضاً، لمواجهة الإساءة التى تسببت فيها التنظيمات الإرهابية المتشددة التى انتشرت فى المنطقة العربية للدين الإسلامى الأمر الذى سمح للمتطرفين فى الغرب استغلال ذلك، وتصوير العرب كافة على أنهم إرهابيون، وتابعت: "الدور الأكبر يتمثل فى الوصول إلى غير الناطقين باللغة العربية وتوضيح صورة الإسلام الحقيقية لهم".
وأضافت "غالب" فى تصريح خاص لـ"برلمانى"، أن قرار وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، بإنشاء مركزين أحدهما لشئون الحوار والتواصل الحضارى والمجتمعى، والآخر للترجمة، يتبع الإدارة العامة للترجمة والنشر بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية خطوة مهمة، لنشر الصورة الصحيحة للدين الإسلامى، لافتة إلى ضرورة أن يتلاءم الخطاب للزمان والمكان والأفراد بحيث يجمع الأمة العربية ويصحح الصورة لدى الغرب.
النائب محمد شيمكو: بدأنا الآن فى تجديد الخطاب الدينى وتنقية كتب التراث
علق النائب محمد شيمكو، عضو اللجنة الدينية، على إنشاء وزارة الأوقاف لمركزين أحدهما لشئون الحوار والتواصل الحضارى والمجتمعى، والآخر للترجمة، يتبع الإدارة العامة للترجمة والنشر بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، قائلًا: "الآن بدأنا بجد فى تجديد الخطاب الدينى وتنقية كتب التراث وما كان يقال قبل ذلك عن هذا الشأن لم يجد الإرادة الحقيقية والقيادة السياسية الراغبة فى التنفيذ كما هو الحال الآن".
وأضاف "شيمكو" فى تصريح خاص لـ"برلمانى"، أن الرئيس عبد الفتاح السيسى يدرك تمامًا مدى الحاجة والضرورة الملحة لتجديد الخطاب الدينى حفاظًا على النشء من التطرف والتعصب الذى ساد خلال الفترة السابقة، وتابع: "منذ مدة ونحن نتحدث عن تنقية كتب التراث وتجديد الخطاب الدينى، ولكن لم يكن هناك اتجاه حقيقى أو اتخاذ خطوات جدية، ولكن الآن وبعد مرور 6 شهور من عمر البرلمان نحن نبدأ الآن فى أمر واجب تحقيقه ولابد من توجيه مؤسسات الدولة للسير فى هذا الاتجاه".
وحذر عضو لجنة الشئون الدينية، من الإهمال فى ذلك كونه يخلق أجيالا متشددة بعد أن تركناهم للتيار يلقيهم يمينًا ويسارًا، وتابع: "الرئيس السيسى شدد على ضرورة توعية النشء وتقويمهم قبل محاسبتهم".
عمر حمروش: رغم الجهود المبذولة فى تجديد الخطاب الدينى لا يوجد شىء ملموس
قال النائب عمر حمروش، أمين سر لجنة الشئون الدينية بالبرلمان، إنه رغم الجهود التى تبذلها وزارة الأوقاف والأزهر الشريف إلا أنه لم يتم بلورة شىء ملموس على أرض الواقع إلى الآن، لافتاً إلى أن اللجنة سوف تقوم خلال المرحلة المقبلة بدراسة مراحل التعليم الأزهرى قبل الجامعى، بالإضافة إلى دراسة وضع الأبنية التعليمية الأزهرية والمعلم الأزهرى والمقررات الدراسية بهدف تنقية كتب التراث وإخراج المسائل التى من الممكن أن أسيئ فهمها تؤدى إلى التشدد والتطرف.
وأضاف "حمروش" فى تصريح خاص لـ"برلمانى"، أن تنقية كتب التراث يتطلب بذل جهود أكثر وجهد متواصل، بالإضافة إلى تضافر كل الجهود حفاظاً على البلاد، مشيراً إلى أن مصر تواجه تحديات كبرى على الصعيدين الداخلى والخارجى ما يستدعى وحدة الصف الوطنى لمواجهة هذه التحديات والحفاظ على مصر والارتقاء بها.
شكرى الجندى: إنشاء مراكز للترجمة والنشر بوزارة الأوقاف سيساعد على نشر صحيح الدين الإسلامى للعالم كافة
قال النائب شكرى الجندى، عضو لجنة الشئون الدينية، إن تضافر جهود القيادة السياسية والأزهر الشريف والبرلمان ووزارة الأوقاف فى تجديد الخطاب الدينى وتنقية كتب التراث سيؤدى إلى التخلص من الإسرائيليات وأى فتن دخيلة على الدين الإسلامى الوسطى السمح، مشدداً على أن إنشاء وزارة الأوقاف لمراكز ترجمة ونشر سيساعد مصر الأزهر فى نشر صحيح الدين الإسلامى للعالم كافة.
وأضاف "الجندى" فى تصريح خاص لـ"برلمانى"، قائلاً: "الحديث عن بحور كتب التراث واسعة ولا يشاده أحد إلا غلبته وعليه فإن تنقيتها لا يأتى فى شهر أو شهرين بل يتطلب وقتا، وهو ما يتم العمل عليه الآن، مشدداً على أن الناموس الإسلامى صالح لقيادة وتوجيه العالم أجمع إلى ما هو صحيح وفيه خير للبشرية كافة ويساعد الأفراد فى التعامل فيما بينهم ويشجعهم على العمل وخدمة البشر.
واستطرد عضو لجنة الشئون الدينية، قائلاً: "الأزهر الشريف والبرلمان ووزارة الأوقاف على قدر المساواة جميعاً وعلى قلب رجل واحد واللجنة الدينية برئاسة الدكتور أسامة العبد ووكالة الدكتور أسامة الأزهرى تعمل جنباً إلى جنب مع الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف لتحقيق الصورة الحقيقية للدين الإسلامى لكى تستفيد البشرية كافة من صحيح الدين".