تتهم العديد من دوائر اتخاذ القرار والجمعيات والمنظمات ومراكز الأبحاث الرئيس التركى رجب طيب أردوغان بارتكاب جرائم ضد الإنسانية عن طريق تسليحه المجموعات الإرهابية الموجودة فى سوريا، كما أنه متهم بدعم العمليات الوحشية التى ارتكبها تنظيم داعش الإرهابى.
أردوغان من أكبر الشخصيات السياسية التى تدعم الجماعات الإرهابية
ويعد أردوغان من أكبر الشخصيات السياسية التى تدعم الجماعات الإرهابية فى منطقة الشرق الأوسط، ومن أهمها تنظيم "داعش"، حيث كشفت صحيفة "وورلد تربيون" الأمريكية أن حكومة "أردوغان" اعترفت بتجنيد تنظيم داعش" لنحو ألف مواطن تركى للقتال فى العراق وسوريا مقابل رواتب مغرية.
ويعتبر أردوغان من أكثر الشخصيات الجدلية التى شهدها العالم بسبب تجاوزاته المستمرة خاصةً فى ملف حقوق الإنسان وتراجع الحريات فى تركيا، التى تعرضت طوال فترة حكمه لانتقادات دولية كبيرة بسبب تفاقم الانتهاكات واستمرار عمليات الاعتقال الواسعة وغيرها من السياسات التعسفية الأخرى، التى تقوم بها السلطات التركية ضد الخصوم والمعارضين.
أردوغان تمكن من فرض سيطرته المطلقة على تركيا بشكل عام
أردوغان تمكن من فرض سيطرته المطلقة على تركيا بشكل عام من خلال استحداث بعض القوانين والأنظمة الجديدة، التى شرعت استخدام أساليب القمع وإسكات الأصوات المعارضة تحت مسميات مختلفة، حيث لم تتمكن اثنتان من الصحف التركية القريبة من المعارضة من الصدور غداة قيام الشرطة بعملية دهم محطتى تلفزيون للمجموعة نفسها.
وجاءت أحكام بالسجن تراوحت بين شهرين و14 شهرا لـ 244 شخصا لمشاركتهم فى المظاهرات المناهضة للحكومة، والتى هزت تركيا فى يونيو 2013، لتزيد الانتقادات لأردوغان، وخلال هذه المحاكمات لوحق 255 شخصا بينهم سبعة أجانب بتهمة انتهاك قانون التظاهر على خلفية إلحاقهم أضرار بأملاك خاصة أو أماكن عبادة أو لإسعافهم متظاهرين أخرين، وكانت النيابة طلبت إنزال عقوبات بهم تصل إلى السجن 12 عامًا.
وحكم خصوصًا على أربعة أشخاص بالسجن عشرة أشهر لـ"تدنيسهم مكان عبادة" بعد دخولهم مع عشرات من المتظاهرين مسجد على ضفة البوسفور هرباً من مواجهات مع قوات الأمن، وآثار هذا الحادث استياء رجب طيب أردوغان الذى كان آنذاك رئيساً للوزراء، إذ أتهم المتظاهرين بدخول المسجد بأحذيتهم وشرب البيرة داخله، لكن أمام المسجد أكد إن المتظاهرين لم يتعاطوا الكحول داخله.
وبموجب المادة 299 من القانون الجزائى التى تفرض على كل شخص "يسىء إلى صورة" رئيس الدولة عقوبة بالسجن أقصاها أربع سنوات، ومنذ انتخابه رئيساً فى أغسطس 2014، زاد أردوغان الذى يتهمه معارضوه بالنزعة التسلطية، من الملاحقات بناء على هذه المادة، فاستهدف فنانين وصحافيين وأشخاصاً عاديين، وفى ديسمبر 2014، اعتقل تلميذ فى السابعة عشرة من العمر فى صفه وأوقف بضعة أيام بالتهمة نفسها، ثم حكم عليه بالسجن 11 شهراً مع وقف التنفيذ.
كما حكم القضاء التركى على صبيين فى الثانية عشرة والثالثة عشرة من العمر، اتهما بتحقير الرئيس رجب طيب أردوغان، لأنهما مزقا صورته، وأن النيابة طلبت فى الاتهام إنزال عقوبة السجن 14 شهراً و4 أشهر بالصبيين، وضبط الصبيان بينما كانا ينتزعان صورة رئيس الدولة فى أحد شوارع مدينة ديار بكر الكبيرة التى تسكنها أكثرية كردية فى جنوب فى شرق البلاد، وكان الأطفال قد انتزعا الملصقات لإعادة بيع الورق.
وفى السياق ذاته، أحال القضاء التركى رسمياً الداعية فتح الله غولن للمحاكمة مع طلب عقوبة بالسجن 34 عاماً له بتهمة الإرهاب، وغولن الذى يعيش فى الولايات المتحدة ملاحق بتهمة "تشكيل عصابة إجرامية مسلحة" والتزوير والتشهير أمام نيابة مكافحة الإرهاب باسطنبول التى طلبت سجنه أيضا، بحسب المصدر ذاته.
وكان القضاء التركى اصدر منذ ديسمبر 2014 مذكرة توقيف بحق غولن لكن الولايات المتحدة ترفض تسليمه، وغولن الذى كان لفترة طويلة حليفاً لنظام رجب طيب أردوغان منذ 2002، اتهمه أردوغان بالسعى إلى الإطاحة به من خلال تحقيق واسع فى الفساد فى 2013 بحق أردوغان ومقربين منه.
وعلاوة على غولن أحالت نيابة اسطنبول أيضاً على المحكمة صاحب قناة "سامانيولو" التلفزيونية وخمسة من كبار ضباط الشرطة و26 شخصاً آخرين يشتبه فى أنهم مقربون من شبكة غولن، وقد يحكم عليهم بالسجن لمدة تصل إلى 26 عاماً.
أردوغان منذ نحو عامين بعمليات ضد أنصار "غولن"
وقام أردوغان منذ نحو عامين بعمليات ضد أنصار "غولن" خصوصاً فى الشرطة والقضاء، حيث تم نقل آلاف الموظفين أو طردهم أو حتى سجنهم، كما تقدمت حكومته بعدة دعاوى قضائية ضد ما يصفها بـ"الدولة الموازية"، وشنت الشرطة عملية ضد شركة مقربة من شبكة غولن هى مجموعة اباك الإعلامية، كما أوقفت رئيس مجلس إدارة مجموعة "بويداك" الصناعية ممدوح بويداك ثم أفرج عنه.
وأقام ذوو قتيلين سقطا فى مدينة جيزره جنوب شرق تركيا دعوى قضائية ضد الرئيس التركى رجب طيب أردوغان متهمين إياه بارتكاب "جرائم حرب"، بسبب تجاوزات للجيش التركى نهاية العام الماضى ومطلع الجارى.
يوجد علاقات وثيقة بين حكومة أردوغان وإسرائيل اقتصاديا وعسكريا
كما يوجد علاقات وثيقة بين حكومة أردوغان وإسرائيل اقتصاديّا وعسكريّا، حيث يقيم الجيش الإسرائيلى مناورات عسكرية مع حليفه الاستراتيجى تركيا، وتتيح تركيا مجالها الجوى لتدريب الطيارين الإسرائيليين، كما تمد الدولة اليهودية تركيا بالطائرات الحربية المصنعة فى إسرائيل برخصة من الولايات المتحدة الأمريكية.