منذ بدء جلسات مجلس النواب في يناير الماضي، وارتفعت امال الناخبين والتنفيذيين على حد سواء في قدرة النواب على تلبية مطالب ناخبيهم، و تجميل صورة المسئولين في الوقت نفسه.
في المحافظات الثلاث المطلة على قناة السويس، اعتمد محافظي السويس والإسماعيلية وبورسعيد على أعضاء مجلس النواب للتدخل لحل مشكلات خدمية والتواصل مع الوزراء لزيادة الاعتمادات أو احتواء غضب الناخبين والظهور معهم في المناسبات العامة وزيارات الوزراء، وبرغم أن مرشحين مجلس النواب لا يقدموا في الأغلب برنامج انتخابي إلا ان أعضاء المجلس يطلقون وعودا منقولة عن مسئولين لحل مشكلات يومية.
وعود النواب منذ إعلان فوزهم بالمقعد النيابي ركزت على ثلاث محاور أساسية في المحافظات الثلاث هما الخدمات الصحية والتعليم ،والبطالة بتخصيص نسب عادلة من الوظائف المطروحة في مشروعات التنمية لشباب القناة، بالإضافة إلي وعود خاصة بطبيعة المدينة مثل المنطقة الحرة في بورسعيد و عمل المناطق الصناعية في السويس والحفاظ على البيئة ومستوي النظافة في الإسماعيلية.
ثمن فشل الحكومة.. النواب يعانون من غياب الخدمات
فى البداية، قال النائب طلعت خليل، عضو مجلس النواب عن مدينة السويس، إن النواب يدفعون ثمن فشل المديريات الخدمية فى التعامل مع المواطنين وتقديم الخدمات التى تأتى فى صميم عملهم اليومى.
وأضاف "خليل" فى تصريح لـ"برلمانى": "لا أريد وعودا بالخدمات، ولكن على المديريات تنفيذ العمل الدورى، لأن المواطنين يحاسبوننا على عدم تحسين أوضاع المعيشة، وهذا حقهم، وعلى النواب أن يعملوا على تفعيل أدواتهم البرلمانية لمراقبة أداء الحكومة، ولكنهم نعمل بين مطرقة الناخبين الراغبين فى خدمات أفضل، وسندان إجراءات حكومية فاشلة.
وأضاف نائب السويس: "الأدوات البرلمانية يقابلها بطء فى رد الفعل الحكومى، وحتى الآن يوجد 68 بيانا عاجلا وطلب إحاطة، موجهين لوزير الإسكان حول موضوع واحد فقط، هو تهالك شبكات الصرف الصحى ومياه الشرب، ولكن الوزير لم يأت للمجلس للرد على النواب، رغم إدراج الطلب فى جلسة المجلس أكثر من مرة.
تحرك برلمانى من نواب القناة لتحسين ملف الصحة
الخدمات الصحية أبرز ما يطلبه المواطنون، وفى هذه النقطة ينشط نواب مدن القناة فى العمل على تحسين الخدمات الصحية، لتكرار شكاوى نقص الأطباء وضعف أداء المستشفيات، إذ تعانى مستشفيات الإسماعيلية وبورسعيد والسويس من نقص عدد أطباء الطوارئ والمخ والأعصاب وجراحات الكبد والاوعية الدموية.
ومع جهودهم ومحاولاتهم اليومية، حصل النواب على وعد من الدكتور أحمد عماد الدين راضى، وزير الصحة والسكان، بتشغيل منشآت صحية متوقفة وإعادة توزيع الأطباء، وأوفد لجانًا لمتابعة حالة المستشفيات، دون تطور فى الإجراءات أعلى من زيارات اللجان طوال 6 أشهر هى مدة عمل مجلس النواب.
وفى بورسعيد، بدأ النواب عملهم فى تكتل واحد للضغط على مجلس الوزراء لتخفيف العبء عن تجار المنطقة الحرة، ووزارة البيئة لإنقاذ أشهر وجهين اقتصاديين لبورسعيد "التجارة والصيد"، ولكن بعد مرور ستة أشهر لم يتغير شىء فى قوانين المنطقة الحرة، ولم تتحرك وزارة البيئة بمشروعات إضافية لتحسين أوضاع بحيرة المنزلة وتخفيف حدة التلوث ومراقبة المصانع التى تلقى مخلفاتها بها.
أشرف عمارة: يكفى أن يتحرك النواب بين الناخبين إلى جانب الدور التشريعى
النائب أشرف عمارة، عضو مجلس النواب عن محافظة الإسماعيلية، يؤكد أن المسؤولين يطلقون وعودا رغم أنهم يعرفون حقيقة نقص الإمكانيات وعدم توفر ميزانيات لما يقدمون وعودًا بشأنه".
ويشير "عمارة" فى تصريح لـ"برلمانى"، إلى أن هناك إجراءات برلمانية ومخاطبات رسمية للنواب حول مشكلات متكررة فى المدن ولم تجد حلا، مثل الصرف الصحى ومشكلاته المنتشرة فى كل محافظات مصر، ومستوى النظافة وحالة الخدمات الصحية، متابعًا: "نواب الإسماعيلية تقدموا بأكثر من مذكرة بالمشكلات وحلها، ولكن المحافظة لم ترد عليهم".
وأضاف عضو لجنة الشباب والرياضة بالبرلمان: "يكفى أن يتحرك النواب بين الناخبين، إلى جانب دورهم التشريعى والرقابى، والذى يدفع المسؤولين للتحرك حتى ولو بشكل متأخر"، مشيرًا إلى أن مخاطبته لديوان المحافظة بشأن شكوى لسكان منطقة حى العبور واستجابة محافظ الإسماعيلية اللواء ياسين طاهر والنزول للشارع وحل سبب الشكوى.
-copy.jpg "وزير الاسكان يتفقد الصرف الصحي يالشرقيه تصوير اسلام اسامه تحرير احمد حسن15-2-2016 (4) copy")
وعود محبطة.. الخدمات الطبية وتطوير المستشفيات
على صعيد أكثر وعود النواب إحباطًا، يأتى عملهم لتحسين الخدمات الطبية وما يواجهونه فى هذا الإطار من تجميد من الجهات التنفيذية، ففى محافظة بورسعيد حصل النواب على وعد من وزير الصحة بدعم مستشفى الزهور ومستشفى بورفؤاد وعدد من المراكز الطبية فى حى الجنوب، بمبلغ 250 مليون جنيه، ولكن هذه الوعود لم تنفذ على أرض الواقع.
وفى الإسماعيلية يضغط نواب المحافظة الثمانية على وزارة الصحة لتشغيل مستشفيان مغلقان منذ إنشائهما، وإعادة توزيع الأطباء بالمستشفيات، ولكن وزارة الصحة اكتفت بلجان زارت المدينة ومستشفياتها 4 مرات لتقديم تقارير لمجلس الوزراء.
فى هذا الإطار، قال النائب سامى هاشم، عضو مجلس النواب: "المواطنون لا يهمهم عدد مرات حضور اللجان للمتابعة، بقدر رغبتهم فى الحصول على خدمة من هذه المستشفيات، وتحركات وزارة الصحة جيدة ولكنها أبطأ من المطلوب".
