قدم الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، كشف حساب لوزارته أمام لجنة الشؤون الإفريقية بالبرلمان اليوم، وكشف أن الرئيس عبد الفتاح السيسى، رحب بالمقترح الذى تقدم به حول إعادة النظر فى الاجراءات الخاصة بإرسال البعثات المصرية إلى الخارج، لافتا إلى أن الرئيس وجه خطابا لرئيس الوزراء بأهمية أخذ المقترح، لاسيما أن عمليات أيفاد البعثات المصرية كانت تخضع للمجاملات والعلاقات دون النظر إلى الكفاءة والمهارات العلمية المطلوبة.
نقترح تشكيل لجنة مجمعة يكون هدفها للرد على سؤال "أين توجد مصالحنا؟"
وقال جمعة خلال إجتماع لجنة الشؤون الإفريقية بمجلس النواب، اليوم الاثنين، برئاسة اللواء حاتم باشات، إن مقترحة بتخلص فى تشكيل لجنة من الخارجية المصرية برئاسة مساعد وزير الخارجية للشؤون الإفريقية وممثلين عن وزارات الأوقاف والثقافة والتعليم العالى والأزهر الشريف والأمن القومى، يكون هدفها البحث إلى خريطة العالم وخاصة الدول الإفريقية والبحث من خلال تلك الخريطة "أين توجد مصالحنا؟ وما هى الدول التى تحتاج الى إيفاد المبعوثين؟ وذلك طبقا لمصالحنا القومية" وقال لابد من التركيز على دول حوض النيل، مشددا على أهمية دعم وزيادة ميزانية لإيفاد والبعثات للخارج، مع تفعيل اللجنة الوطنية للإيفاد والبعثات.
جمعة: مصر تواجة عقبات متنوعة داخل القارة الإفريقية
وأضاف جمعة، أن مصر تواجة عقبات متنوعة داخل القارة الإفريقية، نتيجة وجود قوى أقليمية دولية تعمل فى إفريقيا بما يخدم سياستها ومصالحها، وذلك فى ظل أن التربة هناك مازالت خصبة بالمواد الخام ومنها البترول والغاز واليورانيوم، مضيفا "علينا أن يدخل فى حسابتنا أن هناك دولا تحاول عرقلة مصالح دول أخرى".
وتابع جمعة: "علينا استخدام درجات التفاؤل"، فالأرض الإفريقية لازالت مهيئة لاستقبال البعثات الدينية والثقافية المصرية، لافتا النظر أنه قوبل ومعة ثلاثة من علماء الأزهر قبل أن يكون وزيرا أو معروفا أعلاميا داخل جامعة الخرطوم بصيحات"بالتكبير والتهليل" لمجرد رؤيتهم عمامة الأزهر الشريف فوق رؤوسنا، وقال إنه مشهد لن ينساة طوال حياتة.
وزير الأوقاف: النجاح الخارجى لمصر يتوقف على تجديد الخطاب الدينى
ولفت وزير الأوقاف، إلى أن النجاح الخارجى لمصر يتوقف على تجديد الخطاب الدينى، مؤكدا أن الخطبة المكتوبة ليست قيدا، وتتحدث عن موضوعات مهمة، مثل الأسبوع الماضى تحدثنا عن عفة اللسان، والأسبوع الحالى سيكون عن النظافة والسلوكيات، وهى وسيلة للوصول إلى الدول من خلال ترجمة الخطبة وتصويرها صوت وصورة كاستراتيجية من خطة الدولة لتقديم وتسويق نفسها، والعودة بالكتاب المصرى حتى لا يتم ترك الأطفال فى أيدى الجماعات المتطرفة.
ونوه إلى سياستنا السابقة تجاة إفريقيا كانت للأسف بعيدة الاهتمام، مضيفا "كان اهتمامنا بالضيوف حسب مكانة الدولة وثقلها، وهذا ما خلق عدم الرضا من قبل كبار الزوار الأفارقة وشعورهم بأن مصر تستخف بهم الذين كانوا يروا معاملة غير مقبولة، ففى الوقت الذى يتم فيه حجز جناح لزائر كبير من دولة كبرى يجد الزائر الإفريقى غير ذلك حتى أنه كان يشعر بأننا "نكدرة" بتعليمات ممنوع استخدام ذلك ممنوع غسيل الملابس، لذلك تم وضع قواعد موحدة لاستقبال كافة كبار الزوار بدون أى تفرقة "الأمريكى مثل الجابوتى".
الوزير: نسعى للاقتراب من القارة الإفريقية من خلال دعم المراكز الدينية
وقال جمعه، إنه ليس من المقبول أن نرى أن هناك دولا قد خصصت 2 مليار دولار للنشاط الدينى لبعتثها الخارجية وما زال الدعم الموجهة لبعثتنا ضئيلا جدا، مضيفا "نسعى للاقتراب من القارة الإفريقية من خلال دعم المراكز الدينية الموجودة بها وزيادة حجم المبعوثين بها وهذا ما تم تفيعلة فى مورتنيا وزامبيا والسودان، لكنها للأسف ذات مساحات ضيقة، لذلك تغيب عنها الأنشطة الترفيهية، وقال لدينا فى 9 دول إفريقية نحو 27 مبعوثا وصولوا إلى34 مبعوث خلال شهر رمضان الماضى".
وتابع جمعة، علينا أن نفتخر بوجود جامعة دينية هى الوحيدة فى دولة " كازاخستان" تابعة لوزارة الأوقاف المصرية بها ثلاث كليات، وقامت بتخريج نحو 5 آلاف طالب، وقال الوزير، إن رئيس دولة " كازاخستان" رفض العديد من العروض المقدمة من أكثر من دولة لإقامة جامعات هناك وإنه لا يثق إلا فى الأزهر الشريف ومصر فقط، حتى أنه بعث إلينا بخطاب لإنشاء معهد للأوقاف هناك لتدريب الأئمة والدعاة لمواجهة الفكر المتطرف.
جمعة: ترجمنا القرآن الكريم لأربع لغات "الإنجليزية والفرنسية والألمانية والسواحلية"
وأشار جمعة إلى أن الوزارة تقوم فى إطار خطة التحرك إلى إفريقيا، وقمنا بترجمة القرآن الكريم إلى أربع لغات، هى الإنجليزية والفرنسية والألمانية والسواحلية، وتم توزيعها بالمجان إلى الدول الإفريقية، بالإضافة إلى طباعة عدد من الكتب حول تصحيح المفاهيم الخاطئة المرتبطة بقضايا الإرهاب وتجديد الفكر الدينى وحماية الكنائس .
وردا على تساؤل النائبة مى محمود أمين سر اللجنة، بشأن عدم وجود جامع مصرى فى جنوب إفريقيا على غرار الجامع التركى فى جوهانسبرج، الذى يضم مراكز تعليمية وترفيهية على أعلى طراز، قال الوزير: إن بعض الدول تسمح بإقامة مجمع إسلامى كامل على أراضيها، وتُسلمنا قيادته للإشراف والتعليم والتدريب، ودول أخرى ترفض ذلك، وتقول ابنى الجامع واتكل على الله.
فليفل: مصر دورها غائب تماما عن بعض الدول الإفريقية
من جانبه قال النائب سيد فليفل، عضو لجنة الشؤون الإفريقية بمجلس النواب، إن مصر ممثلة فى الأزهر والأوقاف دورها غائب تماما عن بعض الدول الإفريقية، مثل الصومال.
ورد الوزير، إن الطرق الصوفية لها تقديرها بالصومال، مشيرا إلى أنه سيكون هناك اجتماعا مع وزيرة التضامن الاجتماعى، والنائب عبدالهادى القصبى، بصفته شيخ مشايخ الطرق الصوفية، وبعض الجمعيات المدنية، لاسيما وأن الأخيرة كانت رصدت 9 ملايين دولار من أجل الصومال منذ فترة طويلة ولم يتم استغلالهم، وسيتم التنسيق معهم للعمل تحت مظلة الدولة.