كتب محمد إبراهيم – حازم عادل
حصل "برلمانى" على النص الكامل ومنطوق الحكم باستبعاد الراقصة الاستعراضية سما المصرى، من الترشح فى الانتخابات البرلمانية، وهى الدعوى التى أقامها المحامى سمير صبرى، وحمل الطعن رقم 105519 لسنة 61 ق ضد رئيس اللجنة العليا للانتخابات بصفته ضد سامية أحمد عطية عبد الرحمن، وشهرتها "سما المصرى".
تفاصيل الدعوى القضائية
وجاء حكم محكمة القضاء الإدارى "الدائرة الأولى" كالتالى: المدعى ذكر شارحا لدعواه أن سما المصرى، تقدمت بأوراق ترشيحها للانتخابات البرلمانية لانتخابات مجلس النواب 2015 عن دائرة الجمالية ومنشأة ناصر بالقاهرة، وتم قبول أوراق ترشيحها بالرغم من فقدانها شرط حسن السمعة والسيرة الحسنة؛ لاشتهارها بالرقص والغناء فى الملاهى الليلية ولإهانتها أهالى الدائرة.
المحكمة: المشرع لم يحدد أسبابا لفقدان حسن السمعة والسيرة الحميدة على سبيل الحصر
وأضاف الحكم: "ومن حيث أن قضاء هذه المحكمة قد استقر على أن المشرع لم يحدد فى الدستور أسبابا لفقدان حسن السمعة والسيرة الحميدة على سبيل الحصر، وأطلق لجهة الإدارة المجال فى ذلك التقدير تحت رقابة القضاء الإدارى الذى استقرت أحكامه على أن السيرة الحميدة والسمعة الحسنة هى مجموعة من الصفات والخصائص التى يتحلى بها الشخص فتكسبه الثقة بين الناس وتجنبه السوء وما يمس الخلق، ومن ثم فهى لصيقة بشخصة ومتعلقة بسيرته وسلوكه، وتعتبر من مكونات الشخصية.
وتابع: ومن حيث إن المقرر أن من نصوص قانون مباشرة الحقوق السياسية وقانون مجلس النواب لم يشترط السيرة الحميدة وطيب الخصام ضمن الصفات الحميدة المتطلبة فى الفرد بصفة عامة، وفى عضو مجلس النواب بصفة خاصة، وبدون توافر هذه الصفات تختل الأوضاع وتضطرب القيم فى جميع جوانب عمله البرلمانى".
طيب الخصال لا يحتاج التدليل لصدور أحكام قضائية
وذكر الحكم: "طيب الخصال لا يحتاج فى التدليل على نقصه صدور أحكام قضائية خاصة بها، إنما يكفى فى هذا المقام وجود دلائل أو شبهات قوية فى هذا الشأن، وتلقى ظلالا من الشك على شخص المترشح حتى يتسم بسوء الخصال، آخذا فى الاعتبار بيئة المجتمع التى يعيش فيها وطبيعة المهام التى من المفترض أن يضطلع بها".
المحكمة تطلع على مقاطع الفيديو
وأضاف الحكم: "المحكمة قد اطلعت على المقاطع التى أرفقت بالأسطوانات المدمجة وتضمنتها بعض البرامج والحوارات التليفزيونية التى أجريت مع "سما المصرى"، وتناولتها الكثير من وسائل الإعلام المختلفة والمتاح مشاهدتها للكافة، حيث تبين إقدام سما على مجموعة من التصرفات بما يخرجها عن المسلك القويم والتمسك بحسن الخلق وتوشحها بالحياء اللازم للمرأة".
وأشار الحكم: "هى أمور يتعين على أهل الفن الصحيح مراعاتها والتمسك بها، حيث لا يجوز التذرع بالإبداع والابتكار للخروج عن القيم، وإنما يكون الإبداع والابتكار فى ظل القيم والأخلاق، وبالتالى لا يجوز التمسك بالإبداع الفنى لتبرير ما أقدمت عليه سما المصرى من مشاهد وأفعال أطلعت عليها المحكمة وفى هذا المقام وبناء على ما تقدم يعوق من قبول طلب ترشيحها لانتخابات مجلس النواب المقبلة ".
المحكمة تهيب بالمشرع تعديل قانون مجلس النواب
كما تهيب المحكمة بالمشرع تعديل قانون مجلس النواب بأن يتضمن القواعد التى ترسم تخوم حسن السمعة وطيب الخصام بين المترشحين لعضوية مجلس النواب، ضمانا لصون كرامة المجلس".
يتعين لتربية النشء والشباب فى المجتمع بما يعينه على تمسكه بالمبادئ
وتابعت المحكمة فى حكمها: "أنه يتعين لتربية النشء والشباب فى المجتمع بما يعينه على تمسكه بالمبادئ والقيم وليس إهدارها، مشيرة إلى أن هذه هى رسالة عضو المجلس النيابى، إذا أتاها على وجهها الصحيح دفاعًا عن قويم المسلك، ويفزع لما يؤدى إلى إفساد الأخلاق، وهو ما كانت ترجوه المحكمة أن يتوافر فى "سما المصرى"، ولكنها لم تبرهن على ذلك فيما طالعته المحكمة من مشاهد وحوارات تليفزيونية منسوبة لها.
وختم الحكم: "حكمت المحكمة بقبول الطعن شكلا وفى الموضوع، بإلغاء الحكم المطعون فيه والقضاء بوقف تنفيذ قرار لجنة الانتخابات بمحافظة القاهرة بقبول أوراق ترشيح سامية أحمد عطية عبد الرحمن وشهرتها سما المصرى، عن الدائرة 19 ومقرها دائرة الجمالية ومنشأة ناصر، مع ما يترتب على ذلك من آثار، وأمرت بتنفيذ هذا الحكم بمسودته دون إعلان، وألزمت المطعون ضدها بالمصروفات".