لم تتوقف التساؤلات والتكهنات حول هوية حول محاولة الاغتيال الفاشلة للدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية الأسبق، التى وقعت صباح أمس الجمعة أثناء توجه العالم الدينى إلى أحد المساجد بـ 6 أكتوبر لإلقاء الخطبة، ورغم تبنى حركة إخوانية تُدعى "حسم" مسؤولياتها عن الحادث، دارت أحاديث أخرى عن تورط أيدى خارجية فى العملية، أو تنفيذها فى إطار الرد على تصفية زعيم جماعة أنصار بيت المقدس الإهاربية أبو دعاء الأنصارى.
فى الرابعة من عصر أمس، أعلنت حركة "إخوانية" تُدعى "حسم" مسؤولياتها عن محاولة اغتيال مفتى الديار المصرية السابق، والتى تتخذ استراتيجة "الذئاب المنفردة" فى عملياتها الفردية الإرهابية، ولا يوجد فى رصيدها من العمليات المعلنة سوى حادثة سيارة رئيس مباحث طامية بالفيوم.
تغير مسميات تلك الحركات الإرهابية من وقت لآخر، جعل البعض لا يتوقف عند فرضية أن تكون العملية اجتهاد فردى أو مجرد الرد على عملية تصفية زعيم أنصار بيت المقدس بل رأى بعض الخبراء أنه قد يكون لها علاقة بالتداخلات الخارجية، خاصة بعدما زعم محمد غورماز، رئيس الشؤون الدينية التركية، وجود علاقة بين مفتى مصر الأسبق وبين جماعة فتح الله جولن، المتهم الأول بالتحريض على الرئيس التركى رجب طيب أردوغان والمتهم بدعم تحركات الجيش فى منتصف يوليو الماضى.
وما أثار الشكوك حول الفرضية الأخيرة، إرسال فتح الله جولن رسالة مواساة على جمعة وفقا لما نشره موقع عربى زمان.. وكان فحواها:"ببالغ الألم والحزن تلقيت نبأ تعرّض الصديق العزيز، والأخ الوفى، والعالم الكبير، مفتى الديار المصرية الأسبق العلامة الشيخ على جمعة لمحاولة اغتيال قذرة أثناء خروجه لأداء صلاة الجمعة".
وبناء على المعلومات المشار إليها أعلاه، تحدث "برلمانى" مع عدد من النواب حول رؤيتهم بالنسبة للحدث الذى وقع صباح أمس، ومن يكون وراءه؟.
حمدى بخيت :"تصرفات فردية بعد توجيه ضربات للقيادة"
قال اللواء حمد بخيت، عضو لجنة الدفاع والأمن بمجلس النواب، إن محاولة اغتيال الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق أمر متوقع من قبل الجماعات الإرهابية للرد على عملية تصفية أبو دعاء الأنصارى، القيادى البارز بتنظيم انصار بيت المقدس.
أوضح عضو لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب فى تصريح لـ"برلمانى"، أنه يجب تشديد الحراسة على الشخصيات العامة والنقاط الحيوية فى الفترة القادمة تحسبًا لقيام العناصر الإرهابية بعمليات أخرى خاصة أنها فاقدة للاتصال مع قيادتها فى ظل الضربات المتوالية للقوات المسلحة.
وأشار الخبير العسكرى إلى أن القوات المسلحة قادرة على تجفيف منابع الإرهاب وماضية فى طريقها نحو هذا الهدف رغم كل ما يُحاك ضدها.
عماد جاد : لا استبعد تورط أيدى داخلية وخارجية
ومن جانبه قال النائب عماد جاد عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، أن محاولة اغتيال الدكتور جمعة مفتى الجمهورية السابق قد تأتى ردا على تصفية زعيم جماعة أنصار بيت المقدس الإرهابية فى سيناء، وأيضًا تتعلق بحديث وزير الأديان التركى عن الاتصالات بين المفكر والداعية التركى المقيم بالولايات المتحدة الأمريكية فتح الله جولن المعارض لنظام الرئيس رجب طيب أردغاون.
كان مفتى الجمهورية السابق، قد نجا من محاولة اغتيال، بعد إطلاق النار عليه أثناء توجهه لأداء صلاة الجمعة صباح أمس فى مدينة 6 أكتوبر.
أوضح عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب فى تصريح لـ"برلمانى"، أنه لا يستبعد تورط أيدى داخلية وخارجية فى الحادث الذى واقع ظهيرة أمس.
وحول وقوع انفجار جديد فى العريش منذ ساعات أسفر عن استشهاد أربعة مدنيين، قال جاد أن هذه التفجيرات تحدث باستمرار من قبل الجماعات الإرهابية لكنها حاليا تُنفذ فى إطار الرد على الضربة القوية التى وجهت لهم بتصفية رأس تنظيمهم باختصار هى محاولة ليوجههوا رسالة أنهم مازالوا موجودين.
وحول تشديد الحراسة على الشخصيات العامة فى الفترة القادمة، أكد جاد أنه هذا عمل وزارة الداخلية، مؤكدًا على أن حرس الدكتور على جمعة تعامل بنجاح مع الواقعة، وأظهر كفاءة عالية.
النائب محمد كساب :"رد فعل على قتل زعيم بيت المقدس"
بينما قال محمد عبد الحميد كساب، عضو لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب، أن محاولة اغتيال الدكتور على جمعة مفتى الديار المصرية السابق فى اعتقاده ردًا على نجاح القوات المسلحة فى سيناء فى تصفية زعيم أنصار بيت المقدس.
وأكد عضو لجنة الدفاع والأمن القومى فى تصريح لـ"برلمانى"، أن الدكتور على جمعة قامة علمية عظيمة، وله دور عظيم فى ثورة 30 يونيو والإطاحة بأصحاب الفكر المتطرف لاسيما أنه كان يواجههم بالحجة والمنطق والفكر الوسطى المعتدل.
وأضاف كساب :"لو نجح أصحاب الفكرى المُضلل فى اغتيال على جمعة، فهناك مئات العلماء مما يسيرون على دربه، وسيواصلون نشر فكره ورسالته، والتصدى لهؤلاء الخوارج".
