يبدو أن موجه الغلاء التى ضربت أسواق السلع فى مصر منذ أواخر مارس الماضى، بعد خفض قيمة الجنيه أمام الدولار الأمريكى، ما زالت قائمة وتداعياتها مستمرة حتى الآن، فالأسعار فى زيادة وتصاعد مستمرين، والانتقادات للحكومة فى الملفات الاقتصادية هى الأخرى مستمرة ولا تتوقف، وسط غياب تام للرقابة على الأسواق فى ظل إجراءات حكومية تقشفية فيما يخص الخدمات وبرامج الدعم، وهو ما طرحناه على عدد من أعضاء مجلس النواب، لاستجلاء آراء نواب الشعب فيما يخص الظروف الراهنة.
مصطفى الجندى يصف التجار بـ"الكفرة" ويطالب بلجان شعبية لضبط الأسعار
فى البداية وصف النائب مصطفى الجندى، عضو مجلس النواب عن ائتلاف دعم مصر، التجار المغالين فى أسعار السلع بـ"التجار الكفرة"، مؤكدًا أنهم تمادوا فى تصرفاتهم بسبب غياب الرقابة.
وأضاف "الجندى" فى تصريح لـ"برلمانى"، أن المستوردين يخزّنون الدولار لشراء احتياجاتهم، ومن ثم تخزين السلع ورفع أسعارها بحجة عدم وجود سيولة من العملة الصعبة اللازمة للاستيراد، داعيًا الحكومة إلى التعلم من الخليفة عمر بن الخطاب، حينما ولّى امرأة على أمر السوق لمراقبة أمور التجار والأسعار، مطالبًا باستحداث لجان شعبية شبيهة باللجان الشعبية التى خرجت بعد ثورة 25 يناير لحماية الممتلكات، لتحمى الأسواق والمواطنين من جشع التجار والمتلاعبين فى قوت المصريين، قائلًا: "لما الإخوان طلعوا عملنا لجان لحماية بيوتنا، لو الحكومة مش قادرة الشعب يعمل لجان".
كما اقترح النائب مصطفى الجندى فى تصريحه، تطبيق الأحكام العرفية على التجار الذين يتاجرون فى قوت الشعب، وعلى من يعطش السوق بالدولار، مشدّدًا: "احنا فى حالة حرب لأن ده إحدى أسلحة أعدائنا ضدنا".
الباز: بلاش نتمحك بالأسعار العالمية.. دخولنا غير عالمية لأننا دولة نامية
فى السياق ذاته، قال السيد حجازى الباز، عضو مجلس النواب، إن الحكومة لم تزد أسعار شرائح الكهرباء للمستهلكين كما يروج البعض، والأمر ليس أكثر من مجرد إعلان الأسعار التى تعهدت الوزارة بإعلانها فى شهر يونيو من كل عام، وفقًا للخطة التى وافق عليها رئيس الوزراء منذ 3 سنوات، ليتم رفع الدعم عن الكهرباء بشكل كامل ونهائى بعد 5 سنوات.
وأوضح "حجازى" فى تصريح لـ"برلمانى"، أنه لولا تدخل الرئيس عبد الفتاح السيسى، لما أوقفت الحكومة زيادة أسعار الكهرباء فى الشرائح: الأولى من 1 إلى 50 كيلو وات، والثانية من 51 إلى 100 كيلو وات، والثالثة من 100 إلى 200 كيلو وات، لحماية محدودى الدخل من زيادة الأسعار، مطالبًا بتحرير أسعار الطاقة وتماشيها مع الأسعار العالمية، بشرط أن تتوافق دخول المواطنين مع الدخول العالمية، قائلاً: "بلاش نتمحك بالأسعار العالمية، دخولنا غير عالمية لأننا دولة نامية".
حرام نبهدل المواطن.. الجوهرى: زيادة سلع تموينية وكهرباء قرار صعب
من جانبه، انتقد النائب عمرو الجوهرى، عضو لجنة الشؤون الاقتصادية بمجلس النواب، توجه وزارة الكهرباء لزيادة أسعار استهلاك المواطنين فى الشرائح المختلفة، مطالبًا بتقليل العبء عن محدودى الدخل، قائلًا: "أنا ضد أى زيادة على الأسعار، حرام نبهدل المواطن أكتر من كده".
وأوضح "الجوهرى"، أنه من غير المقبول حاليًا إقرار أيّة زيادة، لأننا فى مرحلة صعبة، ما يزيد الضغوط على المواطن محدود الدخل اقتصاديًّا، مضيفًا: "السلع التموينية تشهد ارتفاعًا كبيرًا، كما أن هناك تفكيرًا فى زيادة سعر المحروقات، البنزين والسولار، فهل نأتى لنزيد سعر الكهرباء أيضًا؟" محذّرًا من أى قرار لزيادة الأسعار لأنه أمر صعب، لوجود أزمة فى توافر الدولار وسعر صرفه أمام الجنيه.
غياب الرقابة.. صدقى: زيادة أسعار السكر سببها المضاربون وليس المزارعين
بدورها، أكدت سحر صدقى، عضو مجلس النواب، أن زيادة أسعار الجملة للسكر فى السوق المحلية ليست لها علاقة بالمزارعين، لأنهم سلموا قصب السكر لشركة السكر والصناعات التكاملية، وأخلوا مسؤوليتهم عن أى تأخر فى توفير المعروض من السكر للمواطنين، لافتة إلى أن السكر المعروض فى السوق حاليًا يكفى احتياجات المواطنين، وأن ما يحدث ما هو إلا مضاربات من التجار فى ظل غياب الرقابة.
وطالبت النائبة البرلمانية فى تصريح لـ"برلمانى"، بضرورة ضبط الأسواق بعد ارتفاع الأسعار بشكل غير مطابق بالمرة لارتفاع سعر الدولار، الذى يعتمد عليه التجار فى استيراد غالبية السلع، موضحة أن الحكومة ملزمة بتنفيذ برنامجها الذى أعلنته للبرلمان بشأن تطبيق سياسة السوق المنضبطة.
وفى سياق متصل، رفضت سحر صدقى زيادة أسعار شرائح الكهرباء على محدودى الدخل، مؤكدة أن الكلام والتصريحات الصحفية والإعلامية لمسؤولى وزارة الكهرباء تسير فى اتجاه، بينما الحقيقة شىء آخر، مطالبة بوقف زيادة الأسعار، لافتة إلى أن المواطن لا يحتمل أى زيادة فى مثل هذا الوقت فى ظل ارتفاع جميع أسعار السلع الغذائية التى لا غنى عنها فى كل بيت.
وتساءلت النائبة فى تصريحها: "فى ظل الأسعار العالية للأكل، إزاى تيجى زيادة بالكهرباء؟ مش ناقصة نكمل على الناس، مفروض نساعد المواطنين البسطاء مش نحملهم فوق طاقتهم".