خناقة اللواء والفريق

وسط حالة الصراع التى تشهدها 13 محافظة مصرية تجرى فيها المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية، اعتاد المواطنون فى هذه المحافظات على أجواء الصراع الانتخابى والمؤتمرات والجولات والتلاسن والاتهامات المتبادلة بين المرشحين المتنافسين، ولكن هذا الاعتياد ارتبط فى المرحلة الأولى بدوائر الفردى، ولم يحدث فى دائرتى القوائم بقطاعى الصعيد وغرب الدلتا، وهو الأمر الذى ظل قائمًا فى المرحلة الثانية حتى اليوم فقط، إذ اشتعلت اليوم حرب شعواء بين رموز قائمتى "فى حب مصر" التى يرأسها اللواء سامح سيف اليزل وتضم عددًا من الوزراء والسياسيين ورجال الأعمال والشخصيات العامة، والتحالف الجمهورى للقوى الاجتماعية والتى ترأسها المستشارة تهانى الجبالى وتضم الفريق حسام خير الله وعدد من الوجوه السياسية والعلمية والأكاديميين والسياسيين الشباب، إذ احتدمت الحرب بين القائمتين بعد التصريحات النارية التى تبادلها بعض القيادات من الجانبين خلال الأيام الماضية، وبدأت على منصات المؤتمرات واللقاءات الجماهيرية، قبل أن تنتقل إلى ساحة الإعلام والتلاسن عبر المواقع والإخبارية والقنوات التليفزيونية.


تهانى الجبالى

بعد اشتعال الشرارة الأولى للمعركة، شهدت الأيام القليلة الماضية هدوءًا نسبيًّا، ولكن لم تلبث المعركة أن تجددت بين الطرفين بعد تصريحات حسام خير الله التى دافع فيها عن نفسه من حملة التشكيك التى وجهت له بانتحال صفة "فريق"، الأمر الذى نفاه الفريق بمستند رسمى صادر عن إحدى الجهات السيادية، والذى تقدم به إلى اللجنة العليا للانتخابات البرلمانية ضمن أوراق ترشحه على قائمة التحالف الجمهورى بما يثبت رتبته - وحصل "برلمانى" على نسخة منه ويتحفظ على نشرها لاعتبارات قانونية - فيما طالب أسامة هيكل الجهات السيادية بالتحقيق فى صحة هذا الأمر.


اللواء سامح سيف اليزل

حسام خير الله: "أنا عارف تاريخ سيف اليزل كله وهو اللى خلّى أسامة هيكل يهاجمنى"

من جانبه، ردّ الفريق حسام خير الله، القيادى بقائمة التحالف الجمهورى للقوى الاجتماعية - تعليقًا على تصريح أسامة هيكل، المرشح عن قائمة "فى حب مصر" بأن "خير الله" منح نفسه رتبة "الفريق" بينما رتبته الأخيرة قبل التقاعد كانت "لواء" – بالقول: "سامح سيف اليزل هو اللى خلاه يقول كده، وأنا عارف تاريخه كله، واحنا مش بنكذب زيّهم، وعندى مستندات تثبت رتبتى قبل التقاعد، وبقولهم اسكتوا وخلوا الطابق مستور".


الفريق حسام خير الله







وأكد القيادى بقائمة التحالف الجمهورى للقوى الاجتماعية - فى تصريح خاص لـ"برلمانى"، اليوم السبت - أن سامح سيف اليزل ليس على رتبة "لواء"، وإنما خرج إلى المعاش برتبة "عميد"، لأسباب أتحفظ على الإعلان عنها الآن، مضيفًا: "لقد كنت وكيل أول جهاز المخابرات العامة بعدما عملت لمدة 12 عامًا داخل الجهاز، وهى درجة تعادل رتبة فريق بالقوات المسلحة.

وأضاف الفريق حسام خير الله فى تصريحه: "لقد حصلت على خطاب من أحد الأجهزة السيادية لأقدمه للجنة العليا للانتخابات ضمن أوراق الترشح، يفيد بأننى تخرجت فى الكلية الحربية عام 1964، وأننى خدمت بأحد الأجهزة السيادية بدرجة تعادل رتبة الفريق"، مؤكّدًا أن الهجوم الذى يوجهه قيادات قائمة "فى حب مصر" يعود إلى قلقهم من قوة قائمة التحالف الجمهورى بدائرة قطاع القاهرة، ولذلك فإنهم يقودون حملة تشهير وتشويه لضرب القائمة، حسب تعبير "خير الله".

حسام خير الله عن مرشح تجارة الدم بـ"حب مصر": "اللى على راسه بطحة يحسّس عليها"

وعن أحد المرشحين على قائمة "فى حب مصر"، والمتهم بتجارة الدم الذى أشار له حسام خير الله فى أحد المؤتمرات الجماهيرية لقائمة التحالف الجمهورى للقوى الاجتماعية، أوضح "خير الله" أنه لم ولن يذكر اسمه، مبرّرًا ذلك بالقول: "إن هذا الشخص حصل على براءة فى درجة الاستئناف، وإذا ذكرت اسمه فسيقاضينى بتهمة التشهير، وهو حصل على البراءة لأن فيه محامى شاطر خرّجه لضعف الإجراءات، وأؤكد أن هذا المرشح يستورد الآن وحدات غسيل كلوى من أوكرانيا، ويبيعها للمستشفيات داخل مصر، واللى على راسه بطحة يحسس عليها".

أسامة هيكل: "كلام فارغ وأنا مش صغير وكنت وزير مش منتحل صفة"

بدوره، ردّ أسامة هيكل، وزير الإعلام الأسبق والمرشح عن قائمة "فى حب مصر، على حديق خير الله عن دفعه من جانب منسق القائمة سامح سيف اليزل، قائلاً: "ده كلام فارغ، وأنا مش صغير علشان حدّ يخلينى أقول كلام، واللى كانوا قاعدين فى المؤتمر ما يعرفوش الكلام اللى قولته، وأنا كنت وزير ومش بنتحل صفة، ولا فى حد من أعضاء القائمة بينتحل صفة مش صفته، واحنا أمناء لدرجة إننا كتبنا صفاتنا على موقع القائمة".


أسامة هيكل وزير الإعلام الأسبق

وأضاف وزير الإعلام الأسبق فى حديثه بهذا الشأن، موجّهًا حديثه للفريق حسام خير الله: "المعروف قانونًا يا سيادة الفريق إن جهاز المخابرات العامة جهاز مدنى، وحينما يلتحق به أحد الضباط فإنه يتقدم بخطاب من الجهاز الذى يعمل فيه، وليكن القوات المسلحة، يقر فيه بإنهاء خدمة الشخص المتقدم للعمل بجهاز المخابرات، وعندما يتحول هذا الشخص للعمل بجهاز المخابرات تكتب صفته السيد فلان، وليس برتبة عسكرية، والمعروف أيضًا فى جهاز المخابرات العامة أن الصفات فى جهازه الإدارى أعلاها وكيل أول، وبالنسبة لى شخصيًّا كنت أعرف 3 من رؤساء الجهاز وهم على درجة وزير، وهم: اللواء نور الدين عفيفى، واللواء عمر سليمان، واللواء مراد موافى، وكان يقال لهم لواء لأنهم خرجوا من القوات المسلحة برتبة لواء، فكيف لك أن تحمل رتبه أعلى من رؤسائك؟".

وتابع المرشح عن قائمة "فى حب مصر" فى حديثه: "أما من يخرج من القوات المسلحة على رتبة رائد فليس من حقه أن يمنح نفسه صفة لا يحوزها، ووفق معلوماتى فإن القانون العسكرى يحظر انتحال صفة عسكرية، والأمر نفسه بالنسبة لقانون المخابرات العام، وأنا أطالب الجهتين بالتحقيق فى هذا الانتحال، لأنه ليست هناك معادلة للدرجات داخل جهاز المخابرات بالرتب العسكرية، وإذا قالت المخابرات العامة، أن هذا الشخص الذى ينتحل صفة عسكرية يحمل لهذه الرتبة، فسأعتذر له علانية، وأنا واثق أن هذا لن يحدث، وكان من الأفضل له أن يصمت ولا يتحدث، لكن اللى يكدب فى الصغيرة يكدب فى الكبيرة".