مهمة البرلمان العاجلة فى الصومال

من المرات القليلة التى تتحرك فيها مؤسسات الدولة المصرية بطريقة إدارة الأزمات قبل وقوعها، هذا ما حدث فى قضية لازالت أوراقها لم تتكشف بعد، وهى محاولات بعض الدول للسيطرة على دولة الصومال وإخراجها من هويتها العربية والتلاعب بمقدراتها، ومن ثم ضرب مصر فى عمق جديد من امتداداتها الأفريقية، هذا ما جعل لجنة الشؤون الأفريقية بالبرلمان تتخذ تحركًا سريعًا وتدعو 6 من وزراء حكومة المهندس شريف إسماعيل لوضع خطة طارئة وعاجلة التنفيذ للعودة إلى تفعيل علاقتنا مع مقديشيو، وتعزيز التواجد المصرى بها من خلال أسلحتها الناعمة والدبلوماسية والتنموية.



وقال اللواء حاتم باشات، رئيس لجنة الشؤون الأفريقية، إن اللجنة بالتنسيق مع الجهات الأمنية والوزارات المختلفة لديها تصور وخطة لتعزيز تواجد مصر فى الصومال.

وأوضح باشات لـ"برلمانى" أن العمل فى هذا الملف سيتم تقسميه إلى أكثر من 6 محاور، كل محورة تختص به وزارة بعينها، ولذلك تم عقد اجتماعا اللجنة مع هذه الوزارات المختلفة، وبالتنسيق أيضًا مع وزارة الخارجية والسفير محمد إدريس، مساعد وزير الخارجية للشؤون الأفريقية.

التجارة، التعليم، الصحة، الطيران المدنى، ملف الهجرة، محاور مختلفة سنعمل من خلالها خلال الفترة المقبلة، بتنظيم زيارات ميدانية، وتأسيس مجموعة من المشروعات التى تدعم تواجد مصر فى مختلف هذه المجالات.

سبب اختيار الصومال

وعن سبب اختيار الصومال تحديدًا، قال باشات إننا متواجدين فى شمال الصومال على حدود جيبوتى، ولكن نحتاج لتعزيز تواجدنا فى مقديشيو، وعلى الحدود الإثيوبية الكينية، لأن هذه المنطقة تحتاج فعليًا لمزيد من التواجد المصرى.
وأوضح باشات أن علينا الحفاظ على الهوية العربية للصومال، فى ظل ما تسعى إليه بعض الدول لجرجرتها إلى فقد الهوية العربية.

الهوية العربية للصومال

وأشار إلى أن هناك مجموعة من الدول من ضمنها إثيوبيا وكينيا يحاولون إبعاد الصومال عن هويتها العربية ويساعدها فى ذلك ويساعدهم فى ذلك تركيا وقطر، وبالتالى فإن التحرك المصرى فى الفترة الحالية حتمى ولابد أن يكون تحركا فوريا، ولذلك سترتب مصر لزيارات ميدانية قريبة.



وأوضح أن اللجنة لديها خطة فى هذا الشأن بالترتيب مع الأجهزة المسؤولة فى الدولة، ولذلك كان هناك ضرورة لحضور ممثلى الوزارات المختلفة لتوضح كل وزارة دورها الذى ستقوم به.

ممثلة وزارة التجارة والصناعة قدمت عرضًا جيدًا

وأشار "باشات" إلى أن ممثلة وزارة التجارة والصناعة مايسة الرفاعى، قدمت عرضًا جيدًا، لافتًا إلى أنها أكدت على أن جميع الوزارات فى مصر، لديها رغبة قوية فى التواجد فى هذه المنطقة، وكذلك هناك ترحيب من الجانب الصومالى بتعزيز التجارة بيننا وبينهم.



وأكدت مايسة الرفاعى، مسؤول ملف الصومال بقطاع الاتفاقيات التجارية بالوزارة، أن هناك تسابقًا قويًا بين الدول لخطف الاستثمارات فى دولة الصومال وفى مختل الدول الأفريقية، وعلينا أن نثبت أقدامنا فى المشروع التجارى هناك خلال الفترة المقبلة.

إدخال التعليم المصرى والعربى للصومال

التعليم أحد أهم المجالات التى سنعتمد عليها خاصة وأن الصومال لديها رغبة قوية فى إدخال التعليم العربى والمصرى، موضّحًا أن وزير التعليم أكد أنه سيتم تشكيل بعثة للتعليم فى الصومال، وسيتم الانتهاء خلال الفترة المقبلة من تأسيس 3 مدارس ابتدائية وثانوية وإعدادية.

دعوة المغتربين فى أفريقيا لزيارة مصر

كما وعدت وزير الهجرة بالدخول بشكل أكبر فى الملف الأفريقى من خلال تنظيم زيارات شعبية ورسمية وتعاون مع الجاليات، ودعوة الجيل الثانى والثالث والرابع للمغتربين فى أفريقيا لزيارة مصر، كما أكد وزير الصحة على تنظيم العديد من البعثات الطبية بيننا وبين الصومال والدول الأفريقية بشكل عام.

خط طيران مباشر

وبالنسبة لقطاع الطيران المدنى أكد باشات على ضرورة وجود خط طيران مباشر يربط مصر بمقديشيو، لافتًا إلى أن تم توجيه انتقادات لممثل وزارة الطيران المدنى لأن هناك خط مصر للطيران تم التصديق والموافقة عليه من الأجهزة الأمنية، ولكن الوزارة قامت بتأجير خط لشركة كينية صومالية.