وسط كم من التحليلات والاستنتاجات لوضع الاقتصاد المصرى، وعدد من الاتهامات للنظام الحالى، والرئيس عبد الفتاح السيسى، خرجت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية، تطالب دول العالم بوقف التسليح للجيش المصرى.
ربما فى افتتاحية المجلة الاقتصادية الأشهر فى العالم، ما يمكن الاتفاق أو الاختلاف عليه، لكن مطالبتها بوقف التسليح للجيش المصرى، هو ما يجب التوقف عنده كثيرًا، فهناك تداخل بين التقارير الإخبارية والرأى، والذى وصل بالمجلة بمطالبة صريحة للتوقف عن تسليح القوات المسلحة المصرية، بعد أيام قليلة من خطاب الرئيس السيسى الذى ذكر فيه مصطلح "الإنجاز والتشكيك"، والذى شرحه بأن كل إنجاز يقابله تشكيك من أطراف معلومة للجميع.
صحف غربية تقود حملة تشويه ضد الجيش المصرى وشخصيات مصرية تردد نفس المصطلحات
وفى رصد لما جرى فى الفترة الأخيرة من بعض الصحف والدول الغربية، وبعض الشخصيات المصرية، زاد الحديث عن "لماذا يتم تسليح الجيش المصرى"، وطالب البرلمان الإيطالى على سبيل المثال، بوقف تصدير قطع غيار الطائرة إف 16، على خلفية حادث مقتل الشاب الإيطالى جوليو ريجينى فى القاهرة، كما قام بعض النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعى، وفى وسائل إعلام خارجية، بطرح السؤال نفسه، ومنهم الدكتور عصام حجى، المستشار العلمى الأسبق لرئيس الجمهورية السابق عدلى منصور.
القوات المسلحة المصرية نجحت فى تطوير جميع أفرعها الرئيسية خلال الفترة الماضية
كما حاولت بعض الصحف الأمريكية والأوروبية طرح الموضوع نفسه، ووضع مقارنة بين الوضع الاقتصادى المصرى الداخلى، وتسليح الجيش، متغافلين فى ذلك وضع المنطقة العربية، وكيف وصل الحال بدول مثل ليبيا وسوريا واليمن، دون وجود لجيش قوى، يحمى الأوضاع الداخلية، بعيدًا عن الانحياز لأى طرف على حساب آخر، بيد أن الفترة الأخيرة فى القوات المسلحة المصرية شهدت تطورًا كبيرًا وهائلًا على مستوى جعل ترتيب الجيش المصرى يتقدم فى تصنيفات عسكرية عالمية، وفق ما هو متداول.
واستطاع الجيش المصرى حسب تصريحات رسمية من قادة القوات المسلحة، فى تطوير وتحديث جميع أفرع القوات المسلحة الرئيسية "البحرية والجوية والدفاع الجوى"، ونجحت مصر فى الحصول على قطعتى "الميسترال"، وتكون أول دولة عربية وشرق أوسطية تحصل عليها، وهما اللتين كانتا مخصصتين لروسيا، لولا ظروف الحصار الاقتصادى عليها، واحتفلت مصر بدخول القطعة الأولى "جمال عبد الناصر"، وفى انتظار القطعة الثانية خلال العام الجارى.
كما نجحت مصر فى الحصول على طائرات رافال من فرنسا، وطائرات ميج 29 من روسيا، كما حصلت الفرقاطة "فريم"، ومنظومة للدفاع الجوى على أحدث الطرز العالمية، ولإنشاءات صواريخ، بالإضافة إلى طائرات الأباتشى، وإف 16 وهى الصفقات المتأخرة منذ قيام ثورة 30 يونيو، وكلها تأتى فى خطة الرئيس السيسى فى تطوير منظومة التسليح للجيش المصرى، وتنويع مصادره، وربما كان ذلك أحد أهم الأسباب للهجوم الشرس على تسليح الجيش فى منطقة تموج بالصراعات.
وكيل "الدفاع والأمن القومى": البرلمان لن يتوقف عن دعم جيش مصر ليكون الأقوى فى المنطقة
فى سياق متصل أكد اللواء يحيى كدوانى، وكيل لجنة الدفاع والأمن القومى، أن جملة "لماذا يتم تسليح الجيش المصرى؟"، والتى زادت وأصبحت مادة إعلامية فى إعلام الإخوان، والمتحالفين معهم، تأتى فى ضمن حملة منظمة ومشمومة، تستهدف كسر الجيش المصرى، ومحاولة إثناءه عن التطوير ومواكبة أحدث الأساليب العالمية.
وأضاف وكيل لجنة الدفاع والأمن القومى، فى تصريحات لـ"برلمانى"، أن الهدف هو تدمير مصر، وتشويه صورة الجيش المصرى، مؤكّدًا أن الجيش هو عمود الخيمة وهو حامى حمى مصر.
وأوضح يحيى كدوانى، أن الشعب المصرى اعتاد على أن يكون الجيش حامى للوطن، فى ظل الفتنة القائمة، ولذلك لابد أن يكون عندها جيش قوى، يحميها وقادر على مواجهة كل العدائيات، مشيرًا إلى أن دور القوات المسلحة مواكبة العصر والتطور وتقتنى كل المعدات الحديثة، موجهًا حديثه للمشككين فى تسليح الجيش، بأن ينظروا حولهم، قائلا: "أساس تدمير البلاد حولنا هو عدم وجود جيش، وهذا حدث فى ليبيا والعراق واليمن".
وأشار عضو مجلس النواب، إلى أن البرلمان والشعب المصرى، لن يتوقفا عن دعم جيش مصر ليكون أقوى جيش فى المنطقة، وذلك بامتلاكه أحدث الأسلحة وأكثرها فتكًا بالأعداء.
وكيل "الشؤون العربية": تسليح الجيش المصرى واجب وطنى والدول حولنا دمرت لغياب الجيش عنها
من جهته أكد أحمد إمبابى، وكيل لجنة الشؤون العربية، أن تسليح الجيش المصرى واجب وطنى وهدف فى حد ذاته، حتى تكون القوات المسلحة قوة ردع فى المنطقة بأسرها، وذلك فى ظل ما يحدث فى بلدان تدمرت، قائلا: "هو إحنا عايزين نبقى زى ليبيا والعراق".
وأضاف وكيل لجنة الشؤون العربية فى تصريحات لـ"برلمانى"، أن التسليح فى الجيوش دائما لابد أن يواكب الحداثة والتطور، ويكون متماشيًا مع دول الجوار، وفق ما هو متاح من إمكانيات.
وأوضح أحمد إمبابى، أنه لولا الجيش المصرى، لصارت مصر فى مكان غير الذى هى فيه حاليًا، مؤكّدًا أن تطوير الجيش المصرى هو سبيل لصد أى عدائيات خارجية، قائلا: "لايفل الحديد إلا الحديد".
وأشار عضو مجلس النواب، إلى أن ترديد عبارات مثل "لماذا يتم تسليح الجيش المصرى"، وعبارات من هذا القبيل، يستهدف إحراج الدولة، وتهبيط عزيمة القيادات، ووضع مقارنات مغالطة، بين الوضع الاقتصادى وتسليح القوات المسلحة، وذلك لأنهم لا يريدون قوة مصر أن تزيد.