يعتبر ملف الإرهاب ومواجهة التنظيمات المتطرفة من أهم الملفات التى ستتصدر أولويات البرلمان القادم، نظرا للأحداث التى تفرضها هذه التنظيمات بعملياتها التى تقع فى أماكن مختلفة من دول العالم، وكان آخرها اعتداءات فرنسا الوحشية التى أودت بحياة 127 قتيلا فى سلسلة انفجارات وهجمات انتحارية وإطلاق نار وقعت فى 6 أماكن مختلفة بباريس.
تحرك البرلمان هنا سيكون من خلال اتجاهين، إما التشريع وصدور قوانين تهدف إلى محاصرة الإرهاب، أو من خلال مراجعة الاتفاقيات الدولية مع مختلف الدول التى تهدف أيضا إلى مكافحة الإرهاب.
وبالرغم من صدور القرار بقانون رقم 94 لسنة 2015 فى أغسطس الماضى لمكافحة الإرهاب إلا أن هذا التشريع لم يحد من العمليات والحوادث الإرهابية، والآن هل سيكون للبرلمان القادم دور فى صدور مزيد من التشريعات لمواجهة الإرهاب؟
البرلمانى وأستاذ القانون الدستورى على عبد العال عضو مجلس النواب عن دائرة أسوان قال: لـ"برلمانى": إن لجنتى التشريع والعلاقات الخارجية سيكون أمامهما دور وتحدى كبير تجاه ملف الإرهاب ومواجهة التنظيمات الإرهابية سواء من خلال تشريعات جديدة أو من خلال توقيع اتفاقيات دولية مع أطراف كثيرة لمكافحة الإرهاب، مضيفا: أن لجنة الشئون الخارجية بالتنسيق مع وزارة الخارجية المصرية عليها أن تسعى إلى الاتصال بكافة دول العالم وعقد اتفاقيات دولية لمكافحة الإرهاب والقضاء عليه.
وأشار عبد العال إلى أن الإرهاب لا وطن له، وأن جرائمه عابرة لكل دول العالم، لذلك لابد أن تتكاتف كل الجهود للقضاء عليه، وأشار عبدالعال إلى أنه رغم كل شىء فإن مصر لم تتخذ أى من الإجراءات الواسعة التى اتخذها الرئيس الفرنسى من فرض حالة الطوارىء فى كل مكان بفرنسا وإغلاق الحدود وإغلاق المسارح والمطاعم والمدارس، مضيفا، بل على العكس، فإن الوضع فى مصر آمن، وأنا على سبيل المثال من مدينة أسوان أستطيع أن أتحرك وأتجول فى ساعات متأخرة من الليل دون أى مشاكل.
من جانبه قال إيهاب الخولى عضو مجلس النواب عن دائرة إمبابة، إن ما تمر به البلاد من تكرار الحوادث الإرهابية يؤكد على أن قضية الإرهاب هى قضية دولية يجب أن يتضافر الجميع من أجل القضاء عليها، ويجب أن تكون هناك مساحات أوسع لتحرك الأجهزة الأمنية لمواجهة الإرهاب، بالتالى الأمر يتطلب هنا صدور تشريعات من شأنها أن تصب فى صالح مكافحة الإرهاب والقضاء عليه، وأضاف الخولى، بالطبع هذا الملف سيتصدر أولويات البرلمان وسيكون على رأس الأجندة التشريعية لمجلس النواب، وتابع، أن الأمر يتطلب أيضا الحث على تغيير الثقافة وفتح مجالات للتعليم والحث على صدور تشريعات مرتبطة بالتعليم وترتبط بقول الآخر.
وقال محمد أبو حامد المرشح عن دائرة الوايلى والظاهر: إن الأحداث أكدت صحة رؤية مصر والرئيس السيسى، حين قال: إن مصر فى حربها ضد الإرهاب تحارب نيابة عن العالم، وإنه خطر يهدد العالم كله ليس هناك دولة بعيدة عنه، وفعليا خلال السنتين الماضيتين استطاعت مصر أن تخوض حربا ضد الإرهاب سواء كان فى سيناء أو غيرها، واستطعنا أن نحقق نجاحات.
أما عن دور البرلمان فى مواجهة الإرهاب، فجزء من دوره أن يراجع ويتأكد من أن ما ورد بنصوص قانون مكافحة الإرهاب هى بالفعل كافية لمواجهة الإرهاب.
أيضا محاربة الإرهاب تتطلب أن تتم مواجهته فى إطار تعاون دولى، لابد أن يكون هناك شكل من أشكال التعاون بين كافة الدول الغربية والأوربية.
وأضاف أبوحامد، أيضا البرلمان من بين أدواره التأكد من أن مصر استطاعت أن تعقد اتفاقيات دولية وتعاون دولى مع الدول التى تكافح الإرهاب، وكذا اعتماد الاتفاقيات الدولية التى توقعها مصر مع الدول الأخرى، وهذا دور طبيعى للبرلمان أن يراجع كافة هذه الاتفاقيات.
وأشار أبو حامد إلى أن التحركات الدولية لنواب البرلمان هو أمر هام ومهمة فى غاية الضرورة لنقل وجهه النظر إلى دول العالم، فمصر لكى تواجه الخطر لابد أن يكون لها دور كبير فى العالم، وتابع، أن هناك لجان فى البرلمان جزء من عملها الطبيعى هو التحرك دوليا وهذا الدور لايفيد فقط فى نقل وجهات النظر، ولكن سيخلق تعاون دولى لمواجهة الإرهاب.
اللواء محمد الغباشى: حادث فرنسا يظهر التعاون الاستخباراتى الدولى مع منظمات إرهابية
فرنسا تعلن الحداد