النائب مش "تشريع" و"رقابة" بس

كشف الاتحاد البرلمانى الدولى فى تقريره عن الرقابة البرلمانية، والذى أعده جريج باور مؤسس ومدير مؤسسة الشركاء الدوليين للحكومة، عن أن الرقابة البرلمانية فى صميم مضمونها ترتبط بالخبرة المحلية للنواب، حيث إن الرقابة لا تتعلق بالمعارضة فقط، ولكن الغرض الأساسى منها هو تحسين سياسة الحكومة والتشريع، وهو الأمر الذى يعود بالنفع على المواطن، وتأتى هذه الخبرة البرلمانية من خلال الاحتكاك المتواصل بين النواب والمواطنين فى دوائرهم الانتخابية، إذ يؤدى التواصل المباشر والمستمر بين النواب والمواطنين فى فهم المشكلات التى تعانى منها الدولة، وبالتالى العمل على حلها وهو جوهر عمل النواب تحت القبة، وفيما يلى يعرض "برلمانى" أبرز من سلط عليه الضوء تقرير البرلمانى العالمى للاتحاد البرلمانى الدولى وبرنامج الأمم المتحدة.

الخدمات الانتخابية جزء أصيل من عمل النواب

فى الفصل الرابع من التقرير الذى نعيد نشره، يوضح أنه هناك نموًا كبيرًا فى الخدمة الانتخابية وتوقعات الجمهور لما ينبغى للسياسيين أن ينجزوه للمواطنين ولدوائرهم الانتخابية، حيث إن هذا الأمر أصبح تحديًا يواجه البرلمان والسياسيين فى الاستجابة لتطلعات الجمهور بطريقة استراتيجية تعزز دورهم فى إيجاد حلول جماعية لهموم المواطنين، ويقسم التقرير الخدمات الانتخابية فى 4 فئات:

دعم الأفراد: حيث يطلب المواطنين من النواب مساعدتهم فى إيجاد فرص عمل أو غيرها من الخدمات الخاصة لكل مواطن.



رفع المظالم: حيث تكون للمواطنين مشكلة معينة فى جهة حكومية حيث يكون النائب مطالبا فى هذه الحالة بالتواصل مع الجهات الحكومية للمساهمة فى حل هذه المشكلة مثل قرارات العلاج على نفقة الدولة أو غيرها.

حل المشكلات الكبرى: يحاول المواطنين التماس رأى عضو البرلمان أو التأثير فيه بشأن قضايا معينة تشغل بال عدد كبير منهم، خاصة فيما يتعلق بالتصويت عليها فى البرلمان، وعلى رأسها فى البرلمان المصرى قانون الخدمة المدنية، أو التصالح فى المبانى المخالفة، وغيرها.

المشروعات الخاصة فى الدوائر: يسعى أعضاء البرلمان على الحصول على الأموال لتطوير بعض مناطق الدائرة سواء كان ذلك من خلال التواصل المباشر مع الحكومة، أو الشراكة مع القطاع الخاص من خلال علاقات النائب.

ويؤكد التقرير أن توقعات الناخبين من الخدمات التى يطلبونها من النواب، تختلف فى البلدان النامية بالمقارنة بالدول الأكثر ازدهارا.

الناخبون لا يحاسبون النواب على العمل الرقابى بل على الخدمات

ويوضح التقرير الذى اعتمد على كثير من تجارب البرلمانات فى جميع أنحاء العالم، أن المواطنين لا يحاسبون المشرعين أو النواب على العمل الرقابى فقط، ولكن يحاسبونهم عما يستطيعون تقديمه من حيث الخدمات المقدمة من النواب إليهم، وقد أظهرت أحد الدراسات ضمن التقرير أن الدور الأهم هو حل مشكلات أبناء الدوائر، وكشفت الدراسة أن النواب يكرسون أكثر من 40 ساعة أسبوعيًا لشىء واحد وهو مساعدة الناخبين، ويميل المواطنين إلى الرغبة فى أن يتدخل نواب البرلمان لحل المشكلات، بل ومن أجل أن يجلبوا بعض الموارد المالية الحكومية إلى المنقطة المحلية فى بعض الدول أيضًا، وبالتالى يعطينا التقرير معدلة بسيطة تتمثل فى أن الخدمات الانتخابية التى يقدمها النواب عليها دور كبير فى مساعدة النواب على دورهم التشريعى والرقابى، وذلك من خلال الاطلاع عليها من المواطنين، فإذا لاحظ النواب فى دوائرهم مشكلات كبيرة تخص التعليم والصحة، فيكون عليهم دور ضمن أدائهم الرقابى فى تسحين سياسات الحكومة فيما يتعلق بالتعليم والصحة وهكذا.